ترجمات عبرية

هآرتس: عندما يقول إيتمار بن غفير “سامح محمد”

هآرتس 25-8-2023، بقلم كارولينا ليندسمان: عندما يقول إيتمار بن غفير “سامح محمد”

قيل إن غولدا مئير قالت بأن السلام سيحل عندما سيحب الفلسطينيون أولادهم أكثر مما يكرهوننا. يصعب التفكير بصياغة مكتملة أكثر لرؤيا إسرائيل. نحن ولدنا من اجل السلام الذي سيأتي، وهم ولدوا فقط من اجل “الارهاب” الذي سيأتي.

تم التعبير عن “نضج” ايتمار بن غفير بأنه لم يعد يردد “الموت للعرب”، بل هو يعزف قصيدة “الموت للارهابيين”، وأصبح يحرص على التهذيب. عندما يعترف بـ “حقي وحق زوجتي واولادي في التجول في شوارع يهودا والسامرة اكثر اهمية من حق العرب في الحركة”، فهو يحرص بذلك على الاعتذار للعربي الموجود في الغرفة والقول: “العفو، يا محمد”.

هذا ليس مقالا آخر عن بن غفير، بل عن عظمة النفس للصحافي محمد مجادلة. لا توجد لدي كلمة اخرى لوصف المطلوب منه كي يتصرف بضبط للنفس وعدم الانجرار الى العنف. أنا، في البيت، أردت كسر التلفاز. ويمكنني فقط تخيل ما الذي شعر به مجادلة وما الذي شعر به المشاهدون العرب. هذا هو وزير الامن الوطني، أليس كذلك؟

عنف؟ لا اعتقد أنه يمكننا محاربة شعب سلبي أكثر من الشعب الفلسطيني. كيف ينجح الفلسطينيون في أن يجدوا ضبط النفس هذا ازاء الاستيطان والسلب والطرد والعنف، المشروع وغير المشروع، الذي يتعرضون له من قبلنا منذ عقود، وكل ذلك مع استغراب يهودي متوارع يتظاهر بأننا ضحايا ولنا حقوق وراثية ومتاهات من التوارع واكوام من الجشع، يسرقون ويبكون. دولة عظمى نووية، مليئة بالاموال، ولها جيش فتاك وعدد من القضاة، وهي غير مستعدة للتنازل حتى عن شبر واحد وتتباكى وتقول بأن ما تريده هو فقط العيش بهدوء. ولكن هؤلاء البرابرة لا يسمحون لها بذلك.

انظروا ما الذي يحدث للعربي الذي يحب اولاده أكثر مما يكرهنا. رجل الاعمال الكندي – الفلسطيني خالد السبعاوي الذي اشترى اراضي في مناطق “ب” من اجل اقامة حي للطبقة الوسطى الفلسطينية، اضطر الى تجميد البناء بسبب تنمر المستوطنين. الآن هو يطالب بمبلغ 15 مليون شيقل من ستة مستوطنين ومن الشرطة والجيش (هاجر شيزاف، “هآرتس”، اول من أمس). في لائحة الدفاع التي قدمها المحامي من جمعية “حنونو” قال الستة بأن افعالهم هي في اطار “نشاطات احتجاج شرعية”، يسري عليها التقادم، وأنه ليس للمحكمة أي صلاحية لمناقشتها. أي أن ما فعلوه هو مشروع، لكن يسري عليه التقادم ولا توجد للمحكمة صلاحية، رغم أننا لم نفعل ذلك. هذا اذا كنت قد فهمت الامر بشكل صحيح.

هذا لا شيء مقابل رفضهم الموهوب بعدم أهلية الفلسطينيين: حسب اقوالهم فان الحديث يدور عن “شركة تدفع قدما بالمصالح الوطنية الفلسطينية. لأن هؤلاء الاوباش يحاولون تسجيل الشقق في الطابو (يدور الحديث عن مناطق ب، أليس كذلك؟)، كجزء من خطة بناء ستؤدي الى استقلال فلسطيني. “تعمل المدعية ذراعا تنفيذية من القطاع الخاص لمصالح وطنية فلسطينية”. وقد تعذر علي فهم كيف أنه نت المسموح للفلسطينيات الولادة بدون أن يتهمهن المستوطنون بالارهاب. ليس هذا فقط، حسب اقوالهم فان اقامة المشروع تمت على نمط “ربط البناء العربي الجديد بهدف خنق المستوطنات اليهودية”، الامر الذي يؤدي الى “خطر امني على ابناء المستوطنة اليهودية”. واذا نجح السبعاوي في الحفاظ على سلامة عقله فهو يستحق جائزة نوبل للسلام.

لم يعد بالامكان سماع المزيد من الذرائع اليهودية. في القريب لن يكون أي خيار عدا استخدام اللغة العربية لبضع سنوات في محاولة لاخراج هوس الاستيطان المسيحاني منها. قوموا بترسيم الحدود وغادروا الى هذا الجانب من الحدود وانقلوا من هناك المستوطنين واسلكوا مثل البشر، حتى لو أن الله وعدكم بهذه البلاد وابراهيم دفع ثمن “مغارة الماكفيلا”. في الوقت الذي عانيتم فيه في الشتات فان هذه البلاد كانت حاملا وولدت الشعب الفلسطيني. هذه هي الحياة. هذا يحدث. يوجد هنا شعبان كلاهما يستحق العيش مثل البشر. واجهوا ذلك.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى