ترجمات عبرية

هآرتس – “رد صهيوني” في النقب

هآرتس  2022-03-28 – بقلم: أسرة التحرير

يفترض بالحكومة أن تقر، اليوم، مشروع قرار عن إقامة خمس بلدات جديدة في منطقة عراد واحدة منها فقط مخصصة للسكان البدو. وكان المشروع تبلور قبل بضعة اشهر ولكنه ينال ريح إسناد من ردود الفعل على العملية القاسية في بئر السبع والتي نفذها مقيم من بلدة حورة البدوية. وادعت محافل في اليمين بأن العملية هي نتيجة غياب الحوكمة في النقب. والآن، مثل ما يحصل خلف الخط الأخضر بعد العمليات، يأتي «رد صهيوني مناسب» – استيطان مخصص أساسا لليهود».
في مشروع القرار ورد بأن إقامة البلدات ستساهم في تحقق رؤيا ازدهار النقب، ويأتي لجذب السكان الى المنطقة وتنويع إمكانيات السكن. وعن النية الحقيقية يمكن ان نتعرف مما قيل لاحقا في أن هذه خطوة لتعزيز الاستيطان المنظم القائم والتواصل الاستيطاني، في منطقة هي شبه فارغة من الاستيطان اليهودي. بكلمات أخرى: تهويد الجليل.
الخطوة الحالية هي جزء من خطوة واسعة لإقامة عشرين بلدة جديدة في النقب. وهي تتعارض وغاية ميول منظومة التخطيط التي تحاول إدخال النجاعة في استخدام الأرض في إسرائيل من خلال تعزيز بلدات قائمة والاستناد الى بنى تحتية قائمة. وهي لن تجدي في زيادة الحوكمة في النقب بل ستزيد فقط إحباط السكان البدو الذين لا ينجحون في أن يعيشوا في بلدات منظمة وبالمقابل يرون سلسلة من البلدات الجديدة التي تقام لليهود.
من ناحية اقتصادية، يعد هذا تبذيرا مطلقا لمقدرات الجمهور. عن هذا يمكن التعرف من فتوى لوزارة المالية تعارض إقامة البلدات بدعوى أنها ستوسع جدا الاستثمار في بنى تحتية فائضة وتخلق منظومة خدمات غير ناجعة. والكلفة المالية الفائضة لإقامة بلدات جديدة مقارنة بالبناء في بلدات قائمة تتسع اكثر من ذلك بسبب التناثر الواسع للبلدات الخمس في منطقة عراد. لهذه الفتوى ينبغي أن يضاف الجانب البيئي: مس بأراض مفتوحة كنتيجة لنثر البناء والبنى التحتية.
ما يحتاجه النقب اكثر من أي شيء آخر هو استمرار الاستثمار في شبكات التعليم، السكن والعمل في أوساط البدو بروح قرار الحكومة الذي اتخذ مؤخرا حول تخصيص مليارات الشواكل للتعليم والعمل لهذا الوسط في محاولة للتغلب على الفكر والإهمال اللذين يولدان الجريمة والتطرف القومي. إضافة الى ذلك، فإن النقب بحاجة الى تعزيز مهم لمدن مثل عراد، بئر السبع ونتيفوت: مزيد من المناطق الصناعية، المستشفيات ومؤسسات التعليم والمواصلات العامة المحسنة. بلدات جيدة ستجتذب إليها سكانا ميسورين من المدن وستبقي النقب مع بلدات صغيرة ومنعزلة، محوطة بمدن ضعيفة وبلدات بدوية مهملة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى