ترجمات عبرية

هآرتس – رئيس (CIA) يصل الى اسرائيل ليذكرها بحدود المناورة..!

هآرتس – بقلم  الون بنكاس – 12/8/2021

” برانس الذي التقى أمس مع بينيت يعرف تحفظات اسرائيل من العودة الى الاتفاق النووي مع ايران. ولكن طالما أن الاتفاق يوجد على جدول الاعمال، فهو يريد من اسرائيل ضبط النفس. وهناك ايضا موضوع الصين الذي يريد برانس تذكير اسرائيل بأهميته وحساسيته بالنسبة للولايات المتحدة “.

الكثير من رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، “سي.آي.إيه” زاروا منطقة الشرق الاوسط اثناء ولايتهم، منهم ستة زاروا اسرائيل منذ السبعينيات. جميعهم، بدرجة تدخل مختلفة، نصحوا الرئيس الامريكي بخصوص السياسة في الشرق الاوسط.

عدد منهم زاروا البلاد في سياق وظروف عملية سياسية ومحاربة الارهاب مثل جورج تينيت في عهد الرئيس بيل كلينتون وبوش الابن. بعضهم زاروا في سياق عسكري واستراتيجي. زيارة مايكل هايدن في 2007 عند اكتشاف المفاعل النووي في سوريا، وجون بيرنن في 2015 على خلفية المفاوضات والمحادثات النووية مع ايران، التي أدت الى التوقيع على الاتفاق النووي في نفس السنة، ووليام كايسي، الذي كان رئيس الوكالة اثناء قضية بولارد في منتصف الثمانينيات، زار على خلفية ازمة الثقة بين اجهزة المخابرات. بعضهم جاءوا على خلفية التوتر بين الولايات المتحدة واسرائيل. ليئون بنتا والجنرال دافيد بتراوس كانا في المنطقة في اطار تذبذب وعدم يقين جيوسياسي. 

كل هذه الزيارات كان لها قاسم مشترك واحد وهو أن الولايات المتحدة كانت ما تزال تتدخل دبلوماسيا وعسكريا في الشرق الاوسط، وكانت تحدد مصالح امريكية حيوية للحفاظ عليها والدفع بها قدما. الوضع الآن ليس كذلك. وهو فترة الولايات المتحدة توجد فيها في حالة تراجع، بطيء وتدريجي لكنه واضح، في منطقة تقريبا لا يوجد لها فيها أي مصالح اساسية وحيوية. 

هناك امور تحول زيارة رئيس الوكالة الجديد أمس، وليام برانس، الى زيارة مميزة. أولا، جدول الاعمال المتنوع. ايران بالتأكيد تشكل الموضوع الرئيسي والملح والسيناريوهات المختلفة التي يمكن أن تأتي من المحادثات على العودة المحتملة للولايات المتحدة الى اطار الاتفاق النووي ستكون في بؤرة هذه المحادثات. ولكن ايران ليست الموضوع الوحيد. فمستقبل السلطة الفلسطينية ايضا والاستقرار في الاردن والموضوع الرئيسي بالنسبة للولايات المتحدة وهو المكانة والنشاطات العميقة للصين في المنطقة توجد على جدول الاعمال. لا يوجد أي أحد من أسلاف برانس في المنصب واجه في فترته مطعم شرق اوسطي مكتظ بالوجبات التي تنبعث منها رائحة كريهة ولها طعم سيء. 

ثانيا، خلفية برانس. يوجد لرئيس الوكالة تاريخ مهني متنوع كدبلوماسي في وزارة الخارجية مدة 33 سنة، التي انهاها كنائب لوزير الخارجية ومتفاوض مع ايران. هذه الخلفية لا تميزه فقط عن رؤساء الوكالة الذين سبقوه، الذين جاءوا من داخل المؤسسة نفسها ومن الجيش ومن السياسة، هذه كانت السبب الرئيسي والمنطق الموجه لتعيينه من قبل الرئيس. جو بايدن شكل طاقم له رأسان لمقاربة “الدبلوماسية هي السياسة الخارجية”، وزير الخارجية، انطوني بلينكن ورئيس الـ سي.آي.ايه، بيل برانس. بناء على ذلك، كل من يفحص التشكيل والبلورة وخطوات السياسة الخارجية للادارة يجب عليه التعامل مع برانس كنوع من وزير خارجية آخر، وأن لا يكون مقيد للصفات التقليدية لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية. 

نظرة على طريقة التفكير وعلى المباديء الموجهة ورؤية برانس بخصوص الشرق الاوسط نجدها في مقال طويل كتبه في كانون الاول 2019 عندما كان رئيس “صندوق كارنجي” قبل تعيينه رئيسا للوكالة. عنوان المقال هو “نهاية التفكير السحري في الشرق الاوسط”. من الجدير التوقف عند فقرتين في المقال من اجل معرفة طريقة تفكير الادارة. 

“رغم الانجازات المهمة إلا أننا (الولايات المتحدة) في الغالب نقرأ بشكل غير صحيح تيارات اقليمية ونخطيء في ملاءمة الوسائل مع الاهداف. في نقطة زمنية معينة، مثلا، بعد هزة احداث الحادي عشر في ايلول 2001، فان تعصبنا التبشيري أدى الى توتر عسكري زائد واستثمار دبلوماسي ضئيل. نحن نسمح للطموحات بأن تتغلب على احتمالات عملية واحتمالية القيام بخطوات في منطقة فيها “الكامل” تقريبا لا يوجد في أي وقت في القائمة، وتداعيات افعالنا… غير مجدية. اغراء التفكير السحري، الميل للتقدير الزائد عن الحد لتأثيرنا والتقدير الاقل جدا للعقبات التي تقف في طريقنا ونشاطات لاعبين آخرين في المنطقة، كل ذلك أدى الى غياب الانضباط وخيبة الأمل. لذلك، تآكلت بشكل مستمر شهية الامريكيين للمغامرات في الشرق الاوسط”.

وقد واصل برانس: “هذا يترك السياسة الامريكية في مفترق طرق. لحظتنا المميزة كقوة خارجية مسيطرة في الشرق الاوسط تلاشت. ولكن ما زالت لدينا الادوات. ومفتاح الممارسة الصحيحة للسلطة لا يوجود في تجديد التطلعات المضخمة أو في النشاطات العسكرية المفرطة التي اتسمت فيه معظم الفترة التي اعقبت الحادي عشر من ايلول. ولكن ايضا ليس بفك ارتباط كاسح”.

زيارة برانس ليست زيارة مجاملة. فهو لا يأتي لقياس درجة حرارتها وأخذ الانطباع عن تفاصيل سياسة الحكومة في اسرائيل. المقاربات الاساسية لاسرائيل هو يعرفها جيدا. المحادثة السياسية المهمة هو يتركها للقاء الاول والثاني لبينيت مع بايدن في الاسابيع والاشهر القريبة القادمة. برانس يأتي كحليف يريد تذكير اسرائيل بشكل لطيف ما هي مصالح امريكا وما هي حدود المناورة والى أي درجة اسرائيل واعية وحساسة لها. 

هناك سيناريوهان متشابهان من حيث امكانية تحققهما، الاتفاق أو عدم الاتفاق. برانس يعرف التحفظات الجوهرية لاسرائيل من الاتفاق النووي. والتحفظات التي تمت اضافتها عندما اتضحت الخطوط الرئيسية للاتفاق الجديد، خاصة غياب بديل لتقدم ايران في تخصيب اليورانيوم منذ ذلك الحين وتقصير “زمن الانطلاق” الى جهاز نووي عسكري. في سيناريو الاتفاق كمقدمة للقاء بين بينيت وبايدن، فان برانس يريد من اسرائيل أن تخفف من لهجتها ضد الاتفاق وتجنب القيام بنشاطات تآمرية في الكونغرس وفي وسائل الاعلام الامريكية. من المعروف أنكم تعارضون. تصرفوا بضبط النفس. البديل هو اسوأ.

المعضلة الكبرى هي غياب الاتفاق، كنتيجة لقرار امريكي بعدم التقدم على ضوء الشروط التي تضعها ايران أو محاولتها اطالة المفاوضات لاشهر كثيرة بدون هدف. في هذه الحالة من شبه المؤكد أن برانس وبينيت قد تحدثا عن الاستخبارات السياسية والتكنولوجية القائمة في الموضوع الايراني وحول نوع وحجم آلية التشاور وتبادل المعلومات الثابت الذي يجب على الولايات المتحدة واسرائيل اقامتها. 

في الساحة الفلسطينية برانس سيعرض على اسرائيل الامتناع عن خطوات احادية الجانب، التي يمكن أن تضعف وتقوض استقرار السلطة الفلسطينية. وسيوصي بخطوات تبني الثقة. وهو سيكرر موقف الولايات المتحدة أن “الوضع الراهن غير دائم”.

الآن سيقول لمستضيفيه: “هناك موضوع الصين. أنتم تعرفون بالضبط عما نتحدث. أنتم تعرفون عن اتفاق الشراكة الاستراتيجي بين الصين وايران. وأنتم تعرفون عن مبادرة “الحزام والطريق” لجين بينغ. وأنتم بالتأكيد تدركون المصلحة العليا والموارد التي تستثمرها الولايات المتحدة في موضوع الصين. أنا اؤمن وآمل بأنكم لا تصغون فقط لذلك ومتنبهون له، لكنكم ايضا شركاء”، هكذا سيلخص لهم الامر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى