ترجمات عبرية

هآرتس: خط الانكسار الإسرائيلي يصل المقبرة العسكرية في بئر السبع

هآرتس 28-4-2023م، بقلم يهوشواع براينر: خط الانكسار الإسرائيلي يصل المقبرة العسكرية في بئر السبع

بالضبط فوق الجندي إلياهو سافنوف في المقبرة العسكرية في بئر السبع شاهدت تفكك المجتمع الإسرائيلي.

بماذا أخطأ سافنوف؟. “كان إيلي شخصا متواضعا وهادئا، ومحبوبا من قبل أصدقائه وقادته. نفذ عمله بنجاعة وإخلاص”، كتب في موقع “يزكور” عن سافنوف، وهو جندي في سلاح المدرعات وقتل في 1980 أثناء تأدية الخدمة.

بالضبط فوق قبره تشاجرت عائلات ثكلى، لحظة قبل قدوم وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، إلى المقبرة من أجل إلقاء خطاب.

كانت المقبرة مكتظة بآلاف الأشخاص الذين تجمعوا، وأمامهم كان يبدو المكان مثل قاعدة عسكرية، رجال حراسة من مكتب رئيس الحكومة، وعشرات رجال الشرطة، وشاشات وخيام، كل شيء كان جاهزاً قبل مجيء الوزير رغم الموقف الذي عبرت عنه عائلات ثكلى كثيرة. كان التوتر في ذروته.

بدأت المواجهة عندما منع شرطي أحد الإخوة الثكلى وطلب منه أن يأتي إلى قبر شقيقه عبر الطريق التي تجتاز الحواجز التي وضعت هناك. رفض الأخ ذلك وبدأ يصرخ. فجأة بدأ أخ آخر ثاكل بالصراخ على الشرطي. “أنتم لستم أفضل منا”.

جاءت المراسلة رينا متسليح إلى المقبرة أيضا، وأثار مجيئها المزيد من غضب اليمينيين على اليساريين.

تطورت مواجهة لفظية سيئة ومليئة بالشتائم بين متسليح، شقيقة الجندي أندريه متسليح الذي قتل في 1970، وبين الأخ الثاكل الآخر، ونجح في نهاية المطاف شقيق متسليح في الوصول إلى هناك، وعندها تطورت مواجهة جسدية حقيقية فوق القبور.

جاء المؤيدون للطرفين لاحتلال مكان. انتقل الشجار بين الأخوين الثاكلين إلى قبر العريف مئير كرادي وشخص آخر قفز فوق القبر من أجل الفصل بينهم. كان المشهد مخيفاً. كيف وصلنا إلى مثل هذا الوضع؟

وسائل الإعلام تم التأشير عليها بـ “يساريين”، “محرضين”، “اذهبوا من هنا”، صرخت العائلات الثكلى.

وعندما وصل بن غفير إلى المقبرة لم تعد ذكرى الجنود تعني أي أحد من الجمهور. فعلت الضائقة فعلها هنا أيضا، وفاقمت التوتر المتزايد أصلا.

صعد بن غفير لإلقاء خطابه وسمعت شعارات من كل الاتجاهات مثل “انصرف من هنا” و “إرهابي” و”أنت عار”.

اندمجت هذه النداءات مع نداءات التأييد مثل “أنت قوي وشجاع، يا بن غفير، ليختنق اليساريون”.

هذا بالضبط ما كان ينتظره. وبعد لحظات حاول أن يكون هو البالغ المسؤول وقال: “اسمحوا له بالصراخ، هو وطني، أنا أؤدي له التحية”، قال كلمات أعدها مسبقا، لكنه ليس بالغاً ولا مسؤولاً، بل شعبوي جاء بالذات إلى المقبرة في بئر السبع رغم عدم رضا الكثير من العائلات.

الحدث موثق بشكل جيد، والأفلام من المكان نشرت في الشبكات الاجتماعية بوتيرة عالية.

عند ما أنهى أقواله حصل بن غفير على التصفيق من عشرات الحضور، في حين صرخ آخرون عليه وطلبوا منه النزول عن المنصة.

تغلب التصفيق على الدعوات. “نحن نحبك، يا إيتمار. من كان يصدق بأننا سنشاهد هذا المشهد في المقبرة. قام بن غفير بوضع الإكليل وفور الاحتفال ذهب ليعانق مؤيديه، وكأن الأمر يتعلق بحملة انتخابية. ليس شبيبة التلال هم الذين صفقوا، بل السكان المحليون الذين يؤيدون الوزير. غادرت عائلات ثكلى عارضت مجيئه المكان. “ليتحدث إلى الحجارة”، قالوا.

في خارج المقبرة حصلت العائلات الثكلى على الشتائم من المارة. آباء ثكلى تعرضوا لشتائم مثل “كارهو إسرائيل”، “ارجعوا إلى أوشفيتس”، “كان يجب تصفيتكم” – هذه شتائم كانت ضد من تجرأ على رفع صوته.

على مدخل المقبرة ومن فوق قبور شهداء الجيش فإن الشرخ الإسرائيلي والكراهية الشديدة لليسار وصلت الذروة. ولكنها دائما كانت تفور تحت الأرض والآن انفجرت بقوة غير مسبوقة.

يبدو أن بن غفير قد حصل على ما يريد. فبدلاً من الذهاب للاحتفال بذكرى شهداء الشرطة اختار بالذات المجيء إلى بئر السبع وهو يعرف بالضبط أن هذه الصور سيحصل عليها، وربما أنه أمل في ذلك. ليس الأمن الوطني هو الذي يهمه، بل نفسه.

عنوان آخر في الصحف على حساب الشرطة، وعنوان آخر على حساب المفتش العام للشرطة، وعنوان آخر عن العائلات الثكلى.

يبدو أنه أراد تدمير يوم الذكرى وهو اليوم الوحيد الذي يجب فيه نسيان الاختلافات وإبقاؤها خارج المقبرة. اليوم الأكثر قدسية للمجتمع الإسرائيلي. هو نجح في ذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى