ترجمات عبرية

هآرتس – حنين مجادلة – من فضلك دمّر المزروع اذا كان يعود للبدو

هآرتس – بقلم  حنين مجادلة  – 13/1/2022

” الهدف من التشجير هو محو أي اثر للفلسطينيين، سواء السلاسل الحجرية أو السكان انفسهم. واراضي النقب ليست اراضي يباب، بل هي مفلوحة. لذلك فان الجرافات تأتي من اجل تدمير ما هو مزروع ويعيل السكان البدو”.

احداث التشجير في اسرائيل بشكل عام يتم عرضها على الجمهور الواسع كاحتفالات بريئة بمناسبة 15 شباط (عيد الشجرة)، وهو عيد يدمج البيئي مع الصهيوني. وهو بالضبط حدث لكل العائلة. في هذه المرة هذا الحدث الذي هو لكل العائلة جرى بحماية الشرطة وقوات الوحدة الخاصة في الشرطة وبمرافقة الجرافات وقنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع. ربما حدث هذا لأن الكيرن كييمت، ذراع الدولة التنفيذية، قررت الاحتفال بالضبط على اراضي قريبة من قرية سعوة، التي هي من القرى البدوية غير المعترف بها. 

هذه الاراضي ورثها سكان المكان من آبائهم، التي هي في الواقع ورثوها من آبائهم قبل قيام الدولة. فقط منذ عشرات السنين والكيرن كييمت تريد أن تقيم هناك حديقة وطنية. نعم، اليهود في اسرائيل يريدون جدا التنزه في النقب. هم يتوقون جدا الى درجة الحرارة هذه والى هذا الجفاف.

هذا بالطبع غير مرتبط بالموضوع الذي ظهر عند اندلاع العاصفة: المنطقة المخصصة للتشجير مختلف عليها قانونيا بين الكيرن كييمت ووزارة العدل وبين عائلة الاطرش التي تطالب بالاعتراف بملكيتها عليها. أي أن عملية التشجير الاحتفالية ترتبط ايضا بالرغبة في السيطرة على اراضي خاصة ومختلف عليها ووضع حقائق على الارض. هذا الاسلوب اخترعته الكيرن كييمت حتى قبل اختراع 15 شباط. 

الهدف الاساسي للكيرن كييمت كان وما زال الدفع قدما باستيطان اليهود فقط، ومشروعها الرئيسي هو زرع غابات في اماكن مختلفة في البلاد واستعراض سيادة يهودية في المناطق المحتلة منذ 1948 وحتى الآن. حتى ميخال كتورزا، المسؤولة عن وضع اللافتات في الكيرن كييمت، اعترفت في مقابلة معها بأنها اعطت احد المواقع اسم “ارض اسرائيلنا”، وأن جزء كبير من نوادي الكيرن كييمت موجودة على اراضي كانت ذات يوم قرى عربية وأن هدف الغابات كان التغطية على هذا الامر. بكلمات اخرى، الكيرن كييمت هي اداة سياسية وبيروقراطية تخفي العلامات الفلسطينية من الفضاء، سواء كانت السلاسل الحجرية أو الفلسطينيين انفسهم في الجليل وفي النقب وفي كل مكان. 

احدى وظائف التشجير للكيرن كييمت هي محاربة “من يعتدون” عن طريق الاستيلاء على الارض، وهؤلاء المعتدون على الاغلب يكونون السكان العرب الذي حولتهم الدولة بشكل متعمد ومنهجي الى مجرمين من خلال استخدام الاسلحة البيروقراطية. هي معنية بأن يكون هناك أقل قدر من الاراضي في أيدي العرب. لذلك، رغم أنه توجد منطقة واسعة يمكن زراعتها إلا أنها تفضل المنطقة الزراعية غير المخصصة للتشجير حسب الخطط الهيكلية.

من الغريب أنه قبل بضعة ايام من 15 شباط، الذي تحول مع مرور السنين الى عيد بيئي، لم يهم الدولة أن تتسبب بكارثة بيئية. ليس بالصدفة أن جمعية “حماية الطبيعة” حاولت وقف العملية وقدمت التماس مستعجل للمحكمة العليا بذريعة أن المزروعات المذكورة تضر بموائل فريدة ليس من طبيعتها أن تكون مشجرة. ولكن ما هو الاكثر اهمية، هل هو هدم موائل فريدة في النقب أم هدم حياة البدو؟. حسب دولة اسرائيل الجواب واضح. 

“نحن معتادون في الخارج على التصديق بأن ارض اسرائيل هي الآن تقريبا كلها يباب، صحراء غير مزروعة، وكل من يريد شراء ارض فيها فليأت ويشتري كما يريد. ولكن الحقيقة هي أن الامر ليس كذلك”، كتب احاد هعام في 1891. بالتالي، الامر ليس كذلك. هذه الاراضي الزراعية مفلوحة وتعيل سكان بدو في النقب. هي ليست ارض يباب، وفي الكيرن كييمت يعرفون أن الارض ليس هكذا. ودولة اسرائيل ايضا تعرف أن الامر ليس هكذا. ولكن هذه بالضبط هي القصة: بالتحديد لأن الامر ليس كذلك، تأتي الجرافات من اجل هدم ما تم زرعه في السابق.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى