ترجمات عبرية

هآرتس – حرب طائفية تدور في إسرائيل

هآرتس  2022-02-17 – بقلم: تسفي برئيل

الآن، ينقصنا أن تقرر إسرائيل بأن يوم اقصاء يعقوب باردوغو من “صوت الجيش” هو يوم حداد وطني، فيه يتم تنكيس الاعلام. في المدارس يتم تعليم تراثه، والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية يعقد اياماً دراسية بعنوان “الوطنية والديمقراطية حول حالة باردوغو”، والكُتاب يقومون بمقارنة هذه المأساة بقضية درايفوس، وكتاب مسرح سيسارعون الى انتاج مسرحيات عن شخصية البطل الخالدة، الذي طرد من الجنة، كل ذنبه هو أنه قال الحقيقة.
ما الذي لم يتم قوله عن “قضية باردوغو”؟. “المشهد هو اسم اللعبة، ومشهد الفصل هذا سيئ جدا. صوت شرقي يميني آخر تم إسكاته… والمشهد المرعب هذا لا يمكن طمسه. يعزز هذا المشهد شعور اليمين الشرقي في إسرائيل بالاضطهاد… الآن، يوجد جمهور كبير يعتقد أن صوتا لصالح نتنياهو هو صوت مهمل”، هذا ما نشره جدعون ليفي في هذه الصحيفة (“هآرتس”، 13/2). مهمل؟ في نهاية المطاف لم يكن هناك نشرات اخبار أو صفحة رأي أو شبكة اجتماعية لم يكن باردوغو هو بطل فيها. وكأنه كان عمود النار والدخان الذي بدونه سيضل “الشرقيون” في الصحراء.
“كان يتوقع أن ابعاده سيتم تفسيره من قبل مستمعيه كتدخل سياسي متعمد ضد باردوغو وضدهم. عمليا، لا يوجد أي سبب في ألا يشعروا بهذه الصورة… هل يوجد في الحكومة شخص بالغ ومسؤول يفكر بأفق أوسع ومعمق؟ هل هناك من يهتم بتداعيات الجمهور لعمل تقني ظاهريا؟ لست واثقا على الاطلاق”، اضاف عوزي برعام (“هآرتس”، 15/2). حسب هذا المنطق يجب سؤال اذا كان هناك شخص فكر بـ”تداعيات الجمهور” التي ستكون لتقديم بنيامين نتنياهو أو آريه درعي للمحاكمة؟ وماذا اذا كانوا كذبوا أو سرقوا أو شتموا أو تحايلوا؟ في نهاية المطاف هم يمثلون جمهورا واسعا جديرا بالاهتمام والأخذ في الحسبان. الآن، بسبب أنه لا يوجد شخص بالغ ومسؤول فإنه ستتحطم، بضجة كبيرة، بوتقة الصهر الإسرائيلية. وايضا في محطة عسكرية تمثل دمج الشتات ستتحطم وحدة الشعب، حسنا. لا توجد وحدة، لكن هناك واجهة من الكرتون وتظاهر بالوحدة، التي بدونها لا يوجد من سيربط شعب إسرائيل بدولته، ايضا هذا قام بسحقه الانذال. والاكثر فظاعة من ذلك هو أنه، الآن، ربما ستسقط الحكومة لأنه تم تحطيم التمثال في الهيكل.
من يبكون على باردوغو تذكروا بصورة متأخرة قليلا. عندما تم إبعاد يورام شفتيل في ايلول الماضي من القناة 14 (في حينه كانت القناة 20) لأنه تم منعه من تسمية حكومة إسرائيل “العصابة الحاكمة” لبينيت واستخدم وصف يودين رات، عندها كان يجب عليهم الصراخ وتمزيق الملابس وارتداء كيس بسبب تكميم الافواه. اقالة شفتيل كانت اشارة التحذير الساطعة التي بشرت بالهزة الارضية المتوقعة. لأنه في الدولة التي يقصون فيها الاشكناز من التلفاز فإنهم سيقصون ايضا الشرقيين من الاذاعة. أين كان في حينه الذين يناضلون من اجل حرية التعبير ومن يحبون التظاهر ومن يدافعون عن المضطهدين ومن تعنيهم سلامة الحكومة؟ هذا تساؤل زائد. شفتيل تمت اقالته بسبب مواقفه، وباردوغو تمت اقالته لأنه شرقي. هل يوجد تفسير آخر؟ في الحقيقة، شفتيل قام باقالته محرر شرقي، وباردوغو قامت باقالته مديرة شرقية، هي ايضا مؤقتة.
كم هو أمر مستنير من جانب من ينتقدون عزل المذيع أن يحاربوا حرب الضحايا الشرقيين الذين تم أخذ بوقهم منهم. لأن الشرقيين في نهاية المطاف مصنوعون من الشيء ذاته. ما الأمر؟ إذا قمت بالمس بأحدهم فأنت تكون قد أهنت الجميع. الشرقيون، كما هو معروف، تتم إهانتهم بسرعة. أي ضرر كان سيحدث لو أن الاشكناز أبقوا دميتهم. الآن، انظروا الى أين تسير الامور. لا يوجد مكان للتوارع الساذج حول “مضمون” و”اخبار كاذبة” و”لغة قذرة” أو “غياب مؤهلات صحافية”، وهي الاسباب الفعلية لاقامة باردوغو. الآن، تدور حرب طائفية كاملة، معركة على حقوق الشرقيين وعلى تشكيل صورة دولة إسرائيل وعلى مستقبل حكومتها. بعد قليل، سنكون بحاجة الى تبني مفهوم “ابرتهايد” من اجل وصف سياسة الحكومة ضد الشرقيين. من حسن الحظ أنه ما زال يعيش بيننا البطل نلسون باردوغو.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى