ترجمات عبرية

هآرتس: توافق أمني اسرائيلي امريكي أن هناك خطر اندلاع صراع واسع في الضفة الغربية

هآرتس 7-2-2023م، بقلم عاموس هرئيل: توافق أمني اسرائيلي امريكي أن هناك خطر اندلاع صراع واسع في الضفة الغربية

انضم رئيس وكالة المخابرات الأمريكية “سي.آي.ايه”، وليام بيرنز، لسلسلة طويلة من رجال الاستخبارات والخبراء الذين يحذرون من أن انتفاضة ثالثة ستندلع في “المناطق” [الضفة الغربية] قريباً. بيرنز، الدبلوماسي المخضرم الذي له تجربة، تابع الانتفاضة الثانية عن كثب كسفير للولايات المتحدة في الأردن، وبعد ذلك مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في عهد حكومات الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش الابن. أقواله هذه قالها في واشنطن في خطاب ألقاه في جامعة جورج تاون بعد بضعة أيام من عودته قلقاً من زيارة شاملة لإسرائيل ولمناطق السلطة الفلسطينية. التصعيد في الضفة، قال بيرنز في خطابه، بدأ يذكره بالفترة التي سبقت اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول 2000.

التاريخ لا يكرر نفسه بدقة، وحتى بين الانتفاضتين كانت فروقات واضحة. الأولى، التي اندلعت في كانون الأول 1987 بدأت كنضال شعبي واضح جر خلفه الجمهور الفلسطيني. وبعد بضعة أشهر بدأت تنضم إليها خلايا مسلحة. في الانتفاضة الثانية لم يكن الجمهور في الصورة تقريباً. ولكن كان يكفي كتل أصغر من الشباب المسلحين، بعضهم من أعضاء “فتح” ونشطاء في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وبعضهم من أعضاء التنظيمات الإسلامية من أجل جر إسرائيل والمناطق إلى حمام دماء قاتل، الذي استغرق إخماده خمس سنوات.

في العام 2015 اندلعت موجة إرهاب “الذئاب المنفردة” التي عنونت للحظة كانتفاضة، لكنها خفتت خلال نصف سنة بفضل جهود إسرائيل وأجهزة السلطة الفلسطينية الحثيثة. ومنذ آذار الماضي، يظهر ارتفاع حاد في عدد العمليات في الضفة وداخل الخط الأخضر. وقد وصفها “الشاباك” كمنحى ثابت وليس كموجة قصيرة، لكن جهاز الأمن يتردد في استخدام كلمة انتفاضة، وهم على حق؛ لا لأن الجمهور الفلسطيني لا يشارك في هذه الأثناء، بل إن إسهامه في إرهاب نشطاء حماس والجهاد الإسلامي محدود، وقوات الأمن التابعة للسلطة، باستثناء نشطاء منفردين، لا تشارك في العنف.

يدور الحديث بالأساس في هذه المرة أيضاً عن مخربين أفراد وخلايا محلية، ليس لمعظمها انتماء تنظيمي. الأمر الذي يحول الموجة الحالية إلى موجة مقلقة أكثر هو استخدام السلاح. مخربو 2015 استخدموا السكاكين وقاموا بدهس جنود ومواطنين، تزودوا بسلاح مرتجل هنا وهناك. مخربو 2023 ينطلقون وهم مسلحون بسلاح متقدم، معظمه سرق من الجيش الإسرائيلي أو هرب للضفة الغربية من الأردن أو لبنان. حتى الآن لم ينضم للمعركة مهندسو عبوات، الذين يمكنهم تركيب حزام ناسف فتاك.

الأمر الذي يقلق بيرنز هو كما يبدو ما يقض مضاجع كل كبار الضباط في أجهزة الأمن في إسرائيل منذ بضعة أشهر. يعمل في “المناطق” الآن خليط متفجر من عوامل، قد تزيد من خطورة الوضع إلى درجة مواجهة مباشرة وواسعة. ضعف السلطة الفلسطينية المستمر تحت حكم محمود عباس العجوز، وصعود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل، ودخول مشعلين للنار معروفين إلى “الكابنت” الإسرائيلي، وسلسلة العمليات المستمرة منذ سنة تقريباً، وغياب لأي أفق سياسي معين – كل ذلك يعزز خطر تصعيد كبير.

لم تصل الأمور إلى هنا في هذه الأثناء، بسبب نجاح قوات الأمن الإسرائيلية في إفشال جزء كبير من خطط العمليات الأكثر طموحاً، ولأن الرد العسكري يمليه محور منضبط نسبياً يشمل رئيس الحكومة ووزير الدفاع وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي و”الشاباك”. ولكن ليس صدفة أن هبط قطار جوي من كبار الشخصيات الأمريكية هنا في نهاية الشهر الماضي. الإدارة الأمريكية التي تقرأ الصورة جيداً تدرك مدى التصعيد الذي سيكون نتيجة عامل محلي معين. وكعادة المنطقة، فإن المادة المتفجرة الأكثر نجاعة مخبأة في الصعيد الديني؛ ربما تندلع نار كبيرة إذا تجدد الاحتكاك في الحرم أو في مواقع مقدسة أخرى للديانتين في القدس.

يدرك رئيس الحكومة، نتنياهو، مدى حساسية الظروف الحالية مع الأمريكيين، وأن الحذر هو المطلوب الآن، ويظهر هذا الإدراك أيضاً في قرار المحكمة العليا اليوم. أمر القضاة الدولة بتقديم رد على الالتماس الذي يطالب بإخلاء قرية الخان الأحمر البدوية حتى 2 نيسان، وأجلوا النقاش في الالتماس لثلاثة أشهر. انتقد القضاة أيضاً سلوك الدولة وقرروا بأنهم “غير راضين تماماً عن سلوك من يتولون الرد باسم الحكومة، وأنه رد لا نقبله”.

وقع نتنياهو ووزير الدفاع غالنت على طلب لتأجيل إعطاء رد الدولة على الالتماس للمرة التاسعة، وكتب في الطلب بأن المستوى السياسي متمسك بموقفه بأنه يجب تنفيذ أوامر هدم القرية، لكن بعض أصحاب المناصب المطلوب منهم الانشغال بالقضية، هم جدد في المناصب. تعكس المماطلة الحكومية خوف نتنياهو من المواجهة في هذا الشأن مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الذين عبروا عن قلقهم من الخطوة.

بدون مساعدة بايدن

على خلفية أقوال بيرنز والزيارات المتواترة القادمة من الولايات المتحدة، من المهم رؤية إلى متى ستتأجل دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض. رغم التوقعات إلا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي هنا الأسبوع الماضي لم تشمل دعوة رسمية لنتنياهو. رئيس الحكومة، الذي لم يواجه أي صعوبة كهذه في ولاياته السابقة، لم ينجح في الحصول على المصادقة لزيارة البيت الأبيض. يبدو أن الخطوة المطلوبة إزاء قلق واشنطن من التوتر المتزايد بين إسرائيل والفلسطينيين، أن تتم دعوة نتنياهو لواشنطن (ربما بشكل فردي أيضاً عباس) في أقرب وقت.

السبب الرئيسي في عدم حدوث هذا الأمر بعد يتعلق كما يبدو بسياسة إسرائيل الداخلية. بلينكن عبر في السابق بشكل علني وفي لقاء مغلق مع نتنياهو عن مخاوف الإدارة الأمريكية من الانقلاب الذي يقوده نتنياهو والمس بالديمقراطية الإسرائيلية. يبدو الآن أن الرئيس الأمريكي وحاشيته لا يسارعون إلى توفير غطاء من الشرعية لنتنياهو في الوقت الذي يبذل فيه جهوداً كبيرة لتخريب ما يصفه الأمريكيون دائماً بمجموعة القيم الأساسية المشتركة للدولتين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى