ترجمات عبرية

هآرتس: تجارة البشر تحت غطاء برنامج تعليمي في إسرائيل

هآرتس 2022-11-24، بقلم: بار بيلغ ويهوشع براينر: تجارة البشر تحت غطاء برنامج تعليمي في إسرائيل

عرف روبي بالضبط لماذا جاء الى البلاد، فكل شيء تم شرحه له مسبقاً. سيمكث هنا 11 شهراً سيستكمل خلالها معرفته في دراسة الزراعة المتقدمة في كلية طبرية، وعند الانتهاء سيعود الى وطنه مع المعرفة التي اكتسبها. عرف في الواقع أن هذه الفترة في إسرائيل ستشمل أيضا العمل الجسدي في الحقول. ولأنه حاصل على اللقب الأول في إدارة الأعمال والزراعة فقد كان يتوقع جدا الحصول على الإثراء الأكاديمي الى جانب المعرفة العملية. أعتقد روبي (اسم مستعار)، أنه سيعود قوياً الى بلاده، مع معرفة أغلى من الذهب كخبير، وسيساعد في تطويرها واقتصادها. مرت ثلاث سنوات منذ دخوله مطار بن غوريون، وبدأ البرنامج، وهو الآن في مكان آخر، في ملجأ لضحايا التجارة بالبشر والعبودية.

“عملنا في كل الأجواء”، قال روبي للصحيفة، وقد كان يجلس على كرسي غير بعيد عن الملجأ ويستذكر في خياله ما مر عليه في حقول الموز والبطيخ والمانغا في شمال البلاد. “كان العمل متعباً. الموز الذي كنا نجره كان ثقيلاً جداً. وكنا بحاجة الى الراحة ولكننا لم نحصل عليها. صرخوا علينا ولم يكترثوا بنا. اضافة الى الصعوبة الجسدية لا يتذكر أنه حصل على أي مقابل على شكل معرفة خاصة، حتى في المجال العملي. “كان القطف دائما يقوم به العمال من تايلاند، أما نحن المتدربين فكنا نمسك بالموز كي لا يسقط”.

هذا المثال هو جزء فقط من سلسلة التنمر والاستغلال التي مرت عليه. حسب قوله، في إطار برنامج “الدراسة”. روبي هو من بين الـ 17 شخصاً من دول مختلفة في إفريقيا وآسيا، جاؤوا لاستكمال دراسة الزراعة في مؤسسات مختلفة في إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة اعترفت إسرائيل بهم كضحايا. آخرون كثيرون، قدرت الدولة، لم يشتكوا. هم أنفسهم أدركوا بسرعة بعد أسابيع أو أشهر بأن هذا ليس عملاً، بل عبودية. ليس تدريباً بل استغلال. “عمل تجاري نقي”، اعتبر ذلك أيدي (أيضاً اسم مستعار)، الذي يوجد في الملجأ منذ ثلاث سنوات. “كيف ستتطور دولتي فقط من كوني قمت بجر الموز؟ هل هذه تكنولوجيا؟ هذا لا يحتاج الى شهادة”.

البرنامج، الذي يدور الحديث عنه، غير خاص بكلية طبرية، وايضاً هو ليس جديداً. عملياً، يوجد هذا البرنامج منذ العام 1994، حتى أن المتدربين من دول فقيرة أو فقيرة جدا جاؤوا الى البلاد في السنوات الاخيرة. حدث كل ذلك بشكل سلس حتى العقد الأخير. في العام 2013 قفز عدد الطلاب في السنة من بضع مئات الى آلاف، وبدأ صوتهم يسمع، قالوا في جمعية “خط للعامل”. وكان صوتهم بشرى للسوء؛ حيث بدأت الشكاوى عن التعامل معهم تتراكم. فقط عدد من الشكاوى كان يتعلق فيما يحدث في إطار برنامج جامعة تل ابيب. وقبل ثلاث سنوات نشر في “هآرتس” بحث شامل حول الموضوع. الآن يبدو أن الدروس، اذا كانت هناك دروس، لم يتم تعلمها بشكل كامل. بالتأكيد ليس في كلية طبرية، التي هي واحدة من خمسة مراكز ما زال البرنامج يطبق فيها، حيث كشف تقرير “هآرتس” بأنه كانت هناك عدة إخفاقات، حسب بعض الطلاب الذين تم التحدث معهم وأيضا وثائق قدمت للمحكمة العليا تتضمن معاملة قاسية ومهينة، وعملاً طويلاً خلافاً للقانون وبدون مقابل مادي مناسب، وتهديد وعدم تقديم العلاج، حتى في حالتين أدى الى الوفاة.

يرتكز تقرير “هآرتس” أيضاً الى شهادات وصلت الى جمعية “خط للعامل” (التي قدمت التماسا للمحكمة العليا حول هذا الشأن)، ويرتكز أيضا الى فحص أجرته وزارة الخارجية، التي هي لاعبة قديمة – جديدة في الصورة. في محاولة لزيادة الرقابة على المشروع فإن المسؤولية عنه التي وزعت بين عدة وزارات حكومية، نقلت في السنة الماضية الى إدارة خاصة في وزارة الخارجية، التي اعتبرت السنة الماضية نوعاً من المشروع الريادي. مقابل الإخفاقات التي كشف عنها في كلية طبرية فقد تقرر في نهاية السنة الماضية تجميد استعدادات الكلية للسنة الدراسية التي بدأت، هذا الشهر، والبدء في إجراء استماع ضدها. ولكن بعد أن تمت إقالة مدير البرنامج في السنوات الأخيرة من منصبه وتم إجراء الكثير من التغييرات فقد قررت الوزارة السماح للسنة الدراسية بالبدء كالعادة. أيضاً تحقيق للشرطة تم فتحه في الموضوع ضد شركة “سحلب” (المقاول الثانوي للكلية الذي يدير باسمها المشروع) بتهمة التجارة بالبشر، يمكن أن يتم إغلاقه بدون أي شيء، كما يقول مصدر في الشرطة تحدثت معه الصحيفة.

عدد من الكرفانات والصفيح المليئة تحتل جزءاً صغيراً في أحد الكيبوتسات في منطقة جلبوع. تجول الذباب طوال الوقت فوقهم وبينهم. الجيران في هذه المنشأة هم الطلاب، وهذا هو “سكنهم الطلابي”. “هم لا يعتبرونهم من بني البشر، هم يرون فيهم الدولارات، قال مدير المزرعة في الكيبوتس، “يعطون مجموعة لكل مكان، وهذا هو كل شيء. عليهم أن يتدبروا أمرهم. أخذوا العمولة”، وهو يقصد كلية طبرية وشركة سحلب، الذين يجب عليهم تحمل المسؤولية عن هؤلاء المتدربين منذ وصولهم الى البلاد وحتى خروجهم. حسب قوله يدور الحديث ليس اكثر عن جهات تنسيب. بالنسبة للمزارعين في الشمال، بعضهم يعترفون في محادثة مع “هآرتس” بأن البرنامج هو ببساطة طريقة للحصول على العمال الأجانب تحت غطاء الطلاب.

لكن ليس فقط قوة عمل يحصل عليها هؤلاء المزارعون، بل أيضا المسؤولية عن رفاهيتهم، والى جانبها الخوف من أنه اذا انتقدوا أداء الكلية فهم لن يحصلوا على طلاب (“استثمرنا أموالاً كثيرة من اجل استيعاب العمال”، قال مزارع يعمل مع البرنامج، “ومن المحظور علينا التعرض لهم”). وقال مزارع عن طالب من ملاوي بأنه قد تلقى رسالة مباشرة رادعة بخصوص ما سيكون مصيره اذا تأخر في يوم التعليم ولم يصل اليه أو لم يظهر في الدرس في الزووم، غرامة بمبلغ 500 شيقل، واذا لم يدفع فستتم إعادته الى دولته. “عملياً، قاموا بتهديدهم”، قال أحد المزارعين.

على الورق، معادلة الدراسة أمام العمل هي معادلة بسيطة جدا. المتدربون يجب عليهم العمل خمسة ايام في الأسبوع في مزرعة (بأجرة) وفي اليوم السادس يجب عليهم تعلم دروس نظرية، واليوم السابع عطلة. ولكن حسب أقوال أ. (17 سنة) من نيبال، الذي شارك في المشروع في طبرية قبل بضع سنوات فان الأمر فعلياً مختلف. “أحياناً عملنا ستة ايام ودرسنا يوماً واحداً في الكلية”، قال في محادثة من نيبال. “أنت تدفع المال الكثير للكلية. هناك مال حتى على تذكرة السفر والحاسوب المحمول. في النهاية تعمل طوال الوقت تحت درجة حرارة مرتفعة وتقريباً لا تتعلم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى