ترجمات عبرية

هآرتس – تامر مسعودين – مشكلة البدو هي أنتم .. استمعوا اليهم

هآرتس – بقلم  تامر مسعودين – 13/1/2022

” المشكلة الرئيسية في النقب هي اهمال اسرائيل المتواصل لمشكلات البدو والسعي الحثيث لطردهم بذرائع مختلفة منها التشجير وذلك تمهيدا للطرد “.

المشكلة بدأت عندما اعتبر وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل الـ 300 ألف شخص مشكلة. واستمرت عندما قام رئيس حزب ببناء حملته الانتخابية على محاربة “العصابات البدوية”. ولكنه نظر الى العائلات البدوية من أعلى وهو رئيس للحكومة. وهي تستمر عندما يجلس أبو يئير 12 سنة على الكرسي ويهمل البدو، لكنه يعرف التوسل الى اصواتهم عندما تكون هناك انتخابات وتصويت. 

هذه المشكلة تشتد عندما لا يوجد أي ممثل للبدو في الكنيست. ولا يوجد أي ممثل للبدو في الاعلام. لا يوجد أي قانون كهرباء يسري على البدو. ولا يوجد اصغاء أو تسوية أو ميزانية. ولا يوجد عضو كنيست عربي يختار أن يحسب لنا حساب في اليوم التالي للانتخابات أو قبلها.

أنا بدوي من سكان سيغف شالوم. أنا أحب سيغف شالوم. ولكن ما لا احبه وغير مستعد لقبوله على نفسي كبدوي ومن سكان سيغف شالوم هو نفاقكم وغطرستكم، يا منتخبي الجمهور. نفس رئيس المعارضة، الذي تفاخر بأن اصدقاءه في الحزب غرسوا الاشجار في النقب مع تجاهل كامل لحساسية التعقيد الموجودة في المجتمع البدوي حول كل قضية الاراضي، هو ليس اكثر من أداة تويتر ودعاية تعرف كتابة أمرين، “منصور عباس يساوي حماس” وهاشتاغ “بينيت – أنت فشلت”.

نفس رئيس الحكومة السابق، الذي قام ببناء حملته الانتخابية على محاربة “العصابات البدوية” و”اعادة السيطرة على النقب”، يعرف أن يأتي مرة واحدة في السنة الى رهط ويلتقط صورة جميلة لاظهار السياسي السليم والعودة الى الكابنت من اجل تأليف كتب اخرى.

نفس منصور عباس يعرف جيدا كيف يقول لنا نحن البدو “أنا رجلكم”، ويعرف جيدا كيف لا يحسب حسابنا في قانون الكهرباء، ويغمض عينيه عندما يوجد هدم بيوت في النقب، ويطلق تهديدات فارغة ضد الائتلاف. في نهاية المطاف شكيد اثبتت أنه حتى من يقوم بتتويج الملوك يتماشى ويعدل موقفه. بالطبع، رجل الساعة الذي كان بيده تشكيل الحكومة وطار من اجل الالتقاء مع بدو “عصريين في دبي”، يعرف ايضا بشكل جيد جدا كيف لا يسافر مدة ساعة ونصف من مكتبه كي يلتقي مع دافعي الضرائب البدو الذين يسافر على حسابهم. 

كم هو جميل أن طالب صغير مثلي في فترة امتحانات يجب عليه الشرح للمستوى السياسي المسؤول عنه ولمتخذي القرارات ما هي “مشكلة البدو”، بدلا من دراسة مادة الاحصاء. ومشكلة البدو هي أنتم. مشكلتنا الحقيقية تظهر عندما يختار منتخبي الجمهور ومتخذي القرارات الاستماع ولكن ليس الاصغاء لنا. أن يطبقوا دون التشاور معنا. وأن يزرعوا الاشجار لدينا، لكن أن يهدموا بيوتنا. مشكلتنا هي أنه من غير المهم أي ورقة نختار أو لمن سنصوت، في نهاية المطاف يدكم دائما هل العليا ونحن الخاسرون في لعبة مجموعها صفر. 

في نهاية المطاف من الذي يهمه السكان البدو، ويعرف الحساسية التي توجد في موضوع التشجير، يعرف أنه بالنسبة لنا مشروع الكيرن كييمت يرمز فقط الى أمر واحد وهو الطرد. يمكن تجميل ذلك بكلمات جميلة. ولكن مع ذلك يطرح سؤال ما الذي يمنع الدولة بعد بضع سنوات من الاعلان عن هذه الاراضي كمحمية طبيعية؟ وماذا سيكون مصير البدو الذين يعيشون هناك؟ هل سيتم طردهم؟ الى أين سيذهبون؟. اذا كان الامر هكذا فمن الذي سيضمن لهم تسوية بديلة في حينه ولا يقوم بتنفيذها؟ بيبي؟ بينيت؟ لبيد؟ منصور عباس؟ هل يمكن الاعتماد على الوعود والشعارات الانتخابية؟. يتبين أن لا. 

أنا أدين كل عنف. وأنا مسرور لمعرفة أن مراسلنا ناتي ييفت تم انقاذه بسلام من حادثة كان يمكن أن تنتهي بشكل سيء. وسلوك عدد من جهات متطرفة لا يعكس جوهر مجتمعي. ولكن لا تكونوا ساذجين وتتوقعوا أنه يمكن التجاهل والاقصاء والغربلة وأن لا يكون هناك أي رد فعل.

حل المشكلة يبدأ بتعريفها وتحديدها. لا تقدموا لنا الوعود ولا تقوموا باغرائنا بالكلمات. اعترفوا باخفاقاتكم، اعترفوا بهرائكم، اعترفوا بأنكم لا تفهمون حساسية موضوع الاراضي، اعترفوا بأنه في الـ 12 سنة أو في الـ 70 سنة الاخيرة اخطأتم ولم تفهموا. هذا جيد، نحن هنا. تعالوا الى النقب، تعالوا الى سيغف شالوم، تعالوا الى القرى غير المعترف بها واسألونا عما يؤلمنا. ونحن سنجيبكم بالعبرية لأننا نعرف مدى حساسيتكم للعربية في الكنيست. وسنقول لكم ما الذي يزعجنا. وأنتم ستستمعون. أنتم ربما تعرفون افضل منا كيفية ادارة حملة انتخابية، لكننا نعرف افضل منكم كيفية البقاء على قيد الحياة. ونحن سنبقى هنا ايضا بعد سبعين سنة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى