ترجمات عبرية

هآرتس: بوابة النضال من أجل الديمقراطية

هآرتس 2023-01-21، بقلم: رفيت هيخت: بوابة النضال من أجل الديمقراطية

هذه الأيام مؤلمة ومقلقة. والإجماع الوحيد في المعسكر الديمقراطي هو أن الأسوأ لم يأت بعد، وأنه سيكون سيئاً حقاً. يصعب التوصل إلى فهم صاف، فهم منقوش بتواضع وهدوء؛ لأن قوة الضجة غير محتملة، وخيوط الخوف أصبحت متشابكة ومعقدة. مع ذلك، من أجل الحفاظ على العقلانية والنجاعة، الأمور المهمة جداً الآن، فإن المفتاح في المقام الأول هو ألا نخاف.

يجب عدم الخوف، والنضال بكل الطرق الديمقراطية ضد محاولة الدفع قدماً ببنية أساسية قانونية تسمح بالمس بالأقليات دون قيود وكوابح، وهو الدافع الواضح والمكشوف لكثيرين في هذه الحكومة.

يجب عدم الخوف والنضال ضد سحق حقوق وكرامة العرب واليساريين والمثليين والليبراليين على أنواعهم، سواء أكانوا يمينيين أم يساريين، علمانيين أم متدينين، ممن تتم التضحية بمصالحهم جميعاً الآن على مذبح التطاول الحريدي والحريدي القومي.

يجب ألا نخاف وأن نخرج للتظاهر، وأن نوقع على العرائض، وأن ننضم لجميع المبادرات التي تنتشر في المجتمع المدني من أجل النضال ضد سياسة الحكومة. وأن نزيل التعتيم من القوائم، أي أن نحيّد الخوف الداخلي والرقابة الذاتية، وهي الخصائص الأولى والضرورية للنظام الفاشي وإدراكه. لقد تم ضم أسماء مواطنين للعرائض والمجموعات والجمعيات، يهتمون بسلامة وطنهم، ويستخدمون حقهم الديمقراطي في الاحتجاج على التغيرات الجذرية التي تخرب قيم الديمقراطية الأساسية، ويعلنون أنهم سيقاتلون بلا هوادة من أجل هذه القيم. هذه هي قوائم فخر وشجاعة.

يجب ألا نخاف، وأن ننتقد أنفسنا في محاولة لنصلح في هذا الوقت المؤلم العيوب القديمة، أيضاً لأنه من الصحيح ومن الأخلاقي فعل ذلك، وأيضاً من أجل احتمالية بناء معسكر يوجد له إمكانية كامنة للنجاح. المحكمة العليا، التي لا يوجد فيها تقريباً قضاة شرقيون، هي عار على النخب، حتى لو كانت أحكامها موضوعية، وحتى لو أنها تدافع عن حقوق الأقليات التي أصبحت ممثلة في الحكومة مثل الحريديين والمستوطنين. دولة إسرائيل لم تتم إقامتها فقط من “رماد الكارثة”، كما قال في خطابه في تظاهرة منتهى السبت الأخيرة رئيس حركة جودة الحكم، إلعاد شارغا، بل أيضاً على أساس الطوائف اليهودية التي جاءت من الدول العربية ومن شمال إفريقيا. لا يوجد هنا “ائتلاف ظل” يهودي كتعريف كارولينا ليندسمان عندما وصفت العلاقات المتبادلة داخل معسكر المعارضة (“هآرتس”، 13/1)، بشراكة رمزية عميقة، يمكنها ويجب عليها أن تتواجد إلى جانب الحفاظ على الأمن وعلى حقوق مواطني الدولة العرب، وإلى جانب الالتزام بشن حرب ضروس ضد العنصرية القبيحة التي تتزايد ضدهم.

يجب ألا نخاف من أجل ألا ننزلق إلى رعب مبالغ فيه تنبثق عنه دائرة كراهية وانقسام، يقاد فيها “الطرف الآخر” في نفق رعب ويتم تلوينه بألوان شيطانية، في الوقت الذي تحول فيه إلى عدو شيطاني ضخم. اليأس والغضب من رصاصة الافتتاح لهذه الحكومة كبيران جداً، ومن هو ضليع في دهاليز “الليكود” يمكنه أن يرى قطرات الكهانية في اليمين الليبرالي، لكن مفتاح الحل كان وما زال مصوتي اليمين العقلاني والمتدينين الليبراليين الذين لا يحبون أيضاً فرض الكهانية والأصولية وثمل القوة للائتلاف الجديد. الشراكة معهم حيوية، وإذا واصلت الحكومة التصرف بهذا الشكل، فإنهم سيأتون بإرادتهم. يجب التأكيد والحرص على أن الباب مفتوح أمامهم.

يجب عدم الخوف من تحمل حالة الفوضى، المضطربة والمربكة، لفترة طويلة. والتفكير كل يوم فيما يمكن فعله للإسهام في أكثر النضالات تبريراً. “ديمقراطية منضبطة” أو “ديمقراطية غير ليبرالية”، لا يوجد شيء كهذا. إما أنه توجد ديمقراطية أو لا توجد ديمقراطية. الديمقراطية الإسرائيلية لم تكن مثالية في أي يوم، لكنها أفضل بأضعاف من البديل الذي تقدمه الحكومة الجديدة. سنناضل من أجلها بكل ثمن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى