ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – تأثير اقتحام منزل فلسطيني على السياقة في أيلون

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – 18/11/2021

” ما يفعله الجنود في المناطق المحتلة يؤثر على طبيعة سلوكهم بعد تسرحهم من الجيش. لأن من قام بالتفتيش تحت اغطية فراش الآخرين اثناء خدمته العسكرية سيتنمر عليك في الشارع وسيهاجمك في الفيس بوك “.

شخص يبلغ من العمر عشرين سنة دخل الى شقة غريبة في الفجر. وقد أثار دهشة الوالدين ورعب الاولاد. هو نفسه مندهش. هو يركل الاثاث ويقلب الأسرة. العائلة تنحشر في الزاوية. الاولاد يبكون، الأم قلقة، الأب تم تكبيله وجره الى الخارج. هذه هي المرة الاولى لابن 20، هو يعرف أن هناك شيء غير سليم هنا، لكن الامر هو الامر. واذا كان اصدقاءه في الفصيل يمتثلون فلماذا لا يمتثل هو ايضا.

مع مرور الوقت تحسن أداءه. ركله اصبح اكثر دقة والشتائم اكثر حدة. اقتحام البيوت هو بالنسبة له مجرد مهمة اخرى. ولكن الانتقال لم يكن سلسا. ليس بسرعة يقلب شاب طبيعي الاثاث في بيوت غرباء. الفظائع التي ينفذها تعرض للخطر طبيعته.

ولكنه جاء ناضج. لا حاجة لديه للكحول أو المخدرات من اجل تنفيذ اعمال فظيعة. المدرسة والبيت والتلفزيون قاموا باعداده. علموه أن العالم ينقسم الى بشر ووحوش، وهو يوجد في الجانب الانساني من المعادلة. لقد أقنعوه بأنه يضحي بانسانيته لصالح انسانيتهم. 

من غير السهل فقدان الانسانية حتى ولو بأمر. ولكنهم قالوا له بأنه لا يوجد هنا أي مكان للشفقة. وقالوا له بأنه اذا أشفق على طفل الآن فانه سيحصل منه على سكين في الظهر فيما بعد. وقالوا له إنهم حيوانات وحقيرون وأنه يتفوق عليهم بكثير. وأنه يجب قطع رؤوسهم وقلب أسرتهم وتفجير بيتهم.

بعد ذلك يعود الى البيت في يوم الجمعة، الوالدان يستغربان. هل هذا هو ابننا؟، نعم، هذا هو. ربما يكون صديق من الصف أو ابن الجيران، يظهر لهما أنهما يعرفانه ولكنهما مخطئان. هم يعرفون الابن الذي كان قبل اقتحام البيوت وليس الابن بعده. هناك احتمالية أن والده ايضا مر بما يمر به. 54 سنة من اقتحام بيوت الغرباء هي فترة طويلة من اجل اعداد اجيال من المقتحمين. 

آباء وأبناء وأحفاد، جميعهم مقتحمون مدربون. ضاعفوا ليلة البلور بـ 54 سنة احتلال وستحصلون على فرق من المقتحمين الذين يشكلون المجتمع في اسرائيل. هذا غير فظيع جدا، قال أب اقتحم مرة وابنه يقتحم الآن. انظروا لي، لقد اقمت عائلة ووجدت عمل ونسيت كل شيء. 

هو لم ينس حقا. المشاهد والاصوات لم يتم نسيانها، لكنه لا يعترف بذلك. هو في حالة صدمة، لكنه لا يعترف بذلك، ولا حتى الجيش الاسرائيلي. تخيلوا أنه اعترف بأن الخدمة في المناطق يمكن أن تسبب اضرار نفسية. اقتحام البيوت وتخويف السكان هو بالنسبة له عمل طبيعي يفعله أي جندي عادي. صدمة الجندي العادي لا تذهب الى أي مكان، بل هي تبقى معه حتى بعد الجيش. هو والآخرون الذين اصيبوا بالصدمة والذين لا يدركون الصدمة يقومون باقامة عائلات وادارة شركات ويتم انتخابهم لوظائف حكومية. وطوال الوقت يجثم على صدورهم الحمل الذي يثقل عليهم حمله، وهو رجال يتم ضربهم واولاد يبكون.

الصدمة يأخذونها معهم الى القيادة والى الفيس بوك. هم يعبئونها بالكراهية والاحتقار، التي من غيرها شخص عادي لا يمكنه أن يدهش النساء ويخيف الاطفال. الجيش يغيرهم. نظرته للخصوصية تتغير، يصبح لا يعترف بها، سواء في البيت أو في العمل أو في الشارع. ومن قام بالتفتيش تحت اغطية فراش الآخرين اثناء خدمته في الجيش ينحني نحوك في شارع ايلون، ينفث زفيره في الحافلة، يشتمك في الكنيست ويقوم بسحقك في الفيس بوك. 

لقد تعلم تقديس القوة وتقدير تقصير الطريق التي يصنعها العنف. هو يعترف بقوة الصراخ ومشاعر التحرر التي توجد في الشتائم. هو يعرف أنه يمكنه القيام باعمال فظيعة بحماية خوذة الجيش ولوحة المفاتيح في البيت. هو أحضر “يشع” الى هنا. قانون الغاب سيطر على الفيلا في الغابة. وجلب الى هنا الغرب المتوحش مع استخفافه بحياة الانسان وممتلكاته وكرامته. في الـ 54 سنة تم بناء مجتمع ثمل بالقوة هنا، يحترم القوي ويستخف بالضعيف. مجتمع يذهب حتى النهاية، الخصم السياسي ليس مجرد مخطيء، بل هو نازي ولاسامي.

هذا كان يمكن أن يكون مختلفا. ولكن لا أحد جاء الى هذا الشاب الذي قلب الأسرة وقال له: اسمع، لقد فعلت اعمال فظيعة. انس شعار “يهودية وديمقراطية” لأنه في نهاية الطريق تنتظرك دولة مساواة مع حدود ثابتة وقوانين عادلة. هذا جيد، أليس كذلك؟ ولكن الذي اقتحم البيوت في الليل لن يشتري هذه البضاعة، وسيقول بأنه اذا كان هذا هو الذي يقترحونه علي فهو سيقول شكرا. فمن المفضل بالنسبة له أن يبقى هذا الوضع كما هو الآن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى