ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – جو حسين بايدن

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 11/11/2020

طالما أن الإسرائيليين أنفسهم لم يمزقوا غلاف التيفلون الذي يحيط بإسرائيل فإن أي بايدن لن يساعدهم في ذلك، وخلال فترة قصيرة سيتحول في إسرائيل إلى رئيس مكروه كنسخة بيضاء من أوباما، وسيصبح اسمه جو حسين بايدن“.

مع كل جنونه، فإن دونالد ترامب كان رئيساً ثابتاً. معه عرفت إسرائيل دايماً أين هي واقفة. الرجل الذي ضم من أجلها هضبة الجولان وشرقي القدس، وقرر أن إسرائيل يمكنها أن تضم مناطق في الضفة؛ هذا الزعيم المحب للسلام والذي فرض على 3 دول عربية التوقيع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل؛ والذي باع لها سلاحاً دون أي شرط؛ الرجل الذي محبته لنتنياهو لم تكن مرتبطة بشيء؛ والذي حوّل الولايات المتحدة لدولة تابعة لاسرائيل. صحيح أنه شخص فظ، كذاب أشر، فاسد، محتال، ولا يعرف مطلقاً مفهوم “حقوق الانسان” -وماذا في ذلك؟ هو عائلة على شاكلة عائلة نتنياهو.

بايدن بالمقابل بدأ يرتسم كتهديد. يبدو فقط أن تحالفا يضم إسرائيل والسعودية وتركيا ومصر -وكلها دول فقدت درعها الأمريكي مع ذهاب ترامب -يستطيع  وحده مواجهة التهديد الجديد. يبدو أنه لا يوجد مناص . نتنياهو مضطر أن يستمر في رئاسة الحكومة. من سواه يمكنه أن ينقذ إسرائيل من الجنون غير المتوقع لبايدن؟

وفي نهاية المطاف¬ هذا هو رئيس، قال في جملة واحدة أنه “يحب بيبي”، وأنه “يختلف معه حول كل موضوع”. بايدن أعلن أنه ملتزم بامن إسرائيل، ولكنه أيضاً يؤيد حل الدولتين. من جانب هو مخلص لعقيدة أوباما التي تقول إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ومن جانب آخر فإنه أعلن أن في نيته إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الانووي، إذا كان الأمر كذلك، كيف بالإمكان الاعتماد على رئيس كهذا؟ لأي من تصريحاته نصدق.

الفرحة التي تملكت اليسار -الوسط الاسرئيلي، في أعقاب انتخاب بايدن، وكأنه الآن جاء الينا زعيم ثوري، ليبرالي، مهذب، قام بتنظيف القذارة التي خلفها ترامب وراءه، شخص سيصنع سلاماً وسيلوي يد نتنياهو، هي فرحة مفهومة ومعروفة -حيث أنها تشبه ذلك الشعور المريح الذي جاء لدى فوز بيني جانتس وقائمة أزرق أبيض. ولكن كان ذلك سروراً للحظة قصيرة، وقد انهار في اللحظة التي عقد فيها جانتس اتفاق الاستسلام مع نتنياهو. فقط التهذيب تبقى، وحتى هذا بدأ بالتبخر. لقد سبق وأُثبت أن التفكير -والأصح أن نقول الوهم- بأنه الرئيس الأمريكي يمكنه اخراج حبات الكستناء من النار، من أجل دولة تكره الكستناء، هو أمر ليس له صلة بالواقع.

بايدن سيكون شبيهاً بطائرة مليئة بالخيرات، ولكنها لا تجد مساراً للهبوط في إسرائيل. حيث أنه قبل التصفيق ودموع الفرح بسبب فوزه، يفضل القول بأنه ليس مقاولاً للوسط أو اليسار، ولا حتى للفلسطينيين. في أحسن الأحوال، بايدن يمكنه أن يكون وسيطاً، أو منظماً في مفاوضات اسرائيل مع الفلسطينيين، بشرط أن توفر له إسرائيل الشريك الذي بدونه لا يكون هنالك أهمية لرئاسته.

بايدن يمكنه أن يصرخ في وجه إسرائيل بسبب البناء في المستوطنات، ويدعوها لإنهاء الاحتلال، ربما حتى أن يجلسها مع محمود عباس. هو سوف يثير غضبها إذا عاد للاتفاق النووي مع إيران، وهددها أنه إذا حاولت أن تهاجم بنفسها المنشآت النووية، وربما في لحظة ضعف، ربما يقدم ملاحظة أو اثنتين، بشأن نوعية الديموقراطية الإسرائيلي. ولكن طالما أن الإسرائيليين أنفسهم لم يمزقوا غلاف التيفلون الذي يغلف إسرائيل فإن أي بايدن لن يساعدها -وخلال فترة قصيرة سيصبح في اسرائلي هو الرئيس المكروه كنوع أبيض من أوباما، هو جو حسين بايدن.

التجديد الكبير والمهم الذي يجلبه بايدن هو الدعم لمحبي السلام في إسرائيل. مع ترامب لم يكن لديهم أي فرصة. هم لم يستطيعوا حتى التحذير من أنه إذا لم يتصرف نتنياهو بصورة جيدة فسيأتي الشرطي الأمريكي -حيث أن الشرطي هذا كان جزء من نظام التدمير الذي استخدمته اسرائيل ضد أي احتمالية للسلام مع الفلسطينيين. بايدن يعرض على إسرائيل فرصة، ليس أكثر. فرصة كهذه لا يمكن أن تتحقق بدون ازاحة نتنياهو أولاً.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى