ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل- الفلسطينيون ما زالوا ضيوف في لبنان

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل- 13/12/2021

” حزب الله الذي يمكنه احداث تغيير فيما يتعلق بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالعمل في لبنان، يفضل أن يؤيد سياسة الحكومة كي لا يثير ضده المعارضة “.

الانفجار في مخزن السلاح التابع لحماس في مخيم البرج الشمالي، قرب صور، اثار في يوم الجمعة عاصفة تجاوزت كثيرا حدود مخيم اللاجئين. الشبكات الاجتماعية في لبنان امتلأت على الفور بمطالبات من الحكومة كي تقوم بالعثور على السلاح وازالته، الموجود لدى منظمات غير حكومية بشكل عام وفلسطينية بشكل خاص. “نحن نريد معرفة لماذا حتى الآن يوجد سلاح في أيدي اللاجئين الفلسطينيين؟ من اجل ماذا يستخدم؟ أي اجندة يخدم وضد من هو يوجه؟”، هذا ما قالته ندى اندراوس عزيز، المذيعة والمضيفة لبرنامج حواري في قناة التلفزيون “ال.بي.سي.آي”. “السلاح الذي لا تسيطر عليه الحكومة، سواء كان في أيدي لبنانية أو فلسطينية، هو سلاح سيء ومكروه. سلاح للارهاب”، كتب الدكتور هادي الامين. “الفلسطينيون يزرعون الدمار في كل مكان يحلون فيه، من ايلول الاسود في الاردن ومرورا بالحرب الاهلية في لبنان وحتى الارهاب في شبه جزيرة سيناء”، كتب عبد الله الطويلعي، مدير مركز الابحاث السعودي الذي يحمل اسمه. هؤلاء المعلقون لا يميزون بين حماس وفتح، بين الجبهة الشعبية والتنظيمات الفلسطينية الاخرى أو حزب الله. في نظرهم كل سلاح وكل حامل للسلاح لا ينتمي لقوات الامن اللبنانية هو تهديد للبنان. 

حزب الله لم يرد بعد على الانفجار في المخيم الفلسطيني، لكن لا شك أن الحادثة دفعته الى زاوية غير مريحة له. هذه المنظمة التي تطرح نفسها كزعيمة للمقاومة المسلحة ضد اسرائيل لا تستطيع كما يبدو أن تسمح بأن تقوم منظمات اخرى بمنافسة احتكارها، حتى لو كانت حسب رأيه لها حق يساوي الحق الذي طلبته لنفسها وهو محاربة اسرائيل. حزب الله يصد ويمنع في مرات كثيرة محاربة الفلسطينيين لاسرائيل من داخل لبنان، حتى لو فشل احيانا بفعل ذلك أو التزم الصمت في مواجهة مثل هذه الهجمات، مثلما كانت الحال اثناء اطلاق الصواريخ على اسرائيل في عملية حارس الاسوار. خوف حزب الله هو أن عمليات عسكرية فلسطينية ليس فقط ستجر رد اسرائيلي ضد اهداف في لبنان، بل ستجعل الجمهور يطالب بنزع سلاح حزب الله. خلال عشرات السنين عود حزب الله لبنان على أن السلاح الذي يوجد لديه هو سلاح مقدس ومخصص للدفاع عن لبنان من عدوان اسرائيلي، سلاح أدى الى انسحاب اسرائيل من لبنان وبعد ذلك خلق ميزان ردع ضدها، لذلك هو جدير بالشرعية الرسمية والجماهيرية. وبناء على ذلك فان “خصخصة” استخدام السلاح غير القانوني تعرض للخطر ليس فقط حزب الله، بل كل الدولة. ولكن هذه الاستراتيجية تضع امام حزب الله تناقض لا يمكنه حله، حامل راية النضال ضد اسرائيل وتحرير الاراضي المحتلة، لا يسمح للفلسطينيين انفسهم بادارة نضال مسلح من لبنان.

ليس فقط الكفاح المسلح لا يسمح به حزب الله للفلسطينيين، بل هو ايضا غير مستعد للسماح للاجئين الفلسطينيين بكسب الرزق بكرامة. صحيح أن المسؤولة عن ذلك هي حكومة لبنان التي تحظر على اللاجئين العمل في عشرات المهن، منها المحاماة والطب وادارة الحسابات والهندسة والطب البيطري ومجال النظر، وحتى سائقو سيارات وحافلات. ولكن حزب الله الذي يمسك بيديه القوة من اجل احداث تغيير في هذا المجال يفضل التمسك بهذا الحظر الكاسح كي لا يقيم ضده معارضة عامة وطائفية. لأن كسب الرزق واماكن عمل اخرى للفلسطينيين يعني تقليص اماكن عمل اللبنانيين وموطيء قدم فلسطينية، أي سنية، في اجهزة الحكومة والقطاع الخاص على حساب الشيعة. 

في الاسبوع الماضي ظهر للحظة أن مكانة الفلسطينيين في لبنان تقف امام ثورة. وزير العمل، مصطفى بيرم، من حركة أمل الشيعية ومقرب من حزب الله، أعلن أنه ينوي الغاء محظورات العمل المفروضة على الفلسطينيين وعلى لبنانيين ليست لديهم بطاقات هوية. المعنى هو أن عشرات آلاف الفلسطينيين يمكنهم العمل في مهن تنتمي الى العناقيد التي تدر المكاسب للاقتصاد اللبناني، والمساهمة في النسيج الاقتصادي للدولة الغارقة في الازمة الاقتصادية الاصعب التي عرفتها منذ تأسيسها. ولكن رد الجمهور الهائج، سواء على المستوى السياسي أو على مستوى الشارع، أجبر الوزير على أن ينشر وبسرعة توضيح قال فيه “لقد تم اخراج اقوالي عن سياقها”. المعارض الاشد للاصلاح هو جبران باسيل، صهر الرئيس ميشيل عون، الذي ايضا يطمح الى الحلول محله. باسيل قال إن “قرار وزير العمل هو تجنيس مقنع للفلسطينيين… ضمن الظروف الحالية يجب عدم سرقة اماكن العمل من اللبنانيين”. وزراء واعضاء برلمان اوضحوا بأنه لا يوجد لوزير العمل أي صلاحية في هذا الشأن، حيث أن هذا القرار يقتضي تغيير التشريع ومصادقة النقابات المهنية وموافقة الوزراء. بعد مشاورات سريعة بين الوزير ورئيس حركة أمل، نبيه بري، وحزب الله، قال الوزير بيرم إنه “لن يتغير أي شيء. ما كان ممنوع حتى الآن حسب القانون سيكون ممنوع ايضا لاحقا”.

عن هذه المهزلة كتب الصحافي جهاد بزي في موقع “ادراج”: “جبران يرى في اعطاء امكانية للفلسطينيين بالتنفس والبقاء على قيد الحياة مثابة تجنيس مقنع، هو يخاف من أن ينقضوا فورا على وظائف اللبنانيين ويأخذوها بالقوة، وأنه سيستيقظ في الصباح ويرى أن الكائنات الفضائية النهمة هذه قد احتلت لبنان”. الانتقاد الموجه لباسيل غير جديد. فهذا الرجل سبق واظهر طبيعته العنصرية والقومية المتطرفة عندما اقترح طرد جميع العمال الاجانب من لبنان. ولكن في نفس الوقت يمكن لبزي أن يوجه الانتقاد لحكومة لبنان، بالاساس لحسن نصر الله، الذين من وجهة نظرهم التجنيس (التوطين) للفلسطينيين في لبنان هو مثل اعلان الحرب عليهم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى