ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل  – ثلاث عائلات والشيخ جراح

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل  – 28/12/2021

” الحل الوسط الذي يقترحه الكاتب هو اعطاء بيت عائلة كنعان الموجود في القطمون لعائلة سالم التي سيتم اخلاءها من الشيخ جراح، واعطاء بيت عائلة سالم الذي يوجد في الشيخ جراح لعائلة نتنياهو التي تعيش في البيت الموجود في القطمون “.

ذات يوم كان في القدس شخص اسمه توفيق كنعان، وهو طبيب وباحث معروف في الطب. فقد كان طبيب كبير في “بيكور حوليم” ومدير لعدد من المستشفيات منها مستشفى “هانسن” للامراض العقلية ومستشفى “شعاري تصيدق” ومستشفى “اوغستا فيكتوريا” وغيرها. وكان ايضا اتنوغرافي ومؤرخ للفلوكلور الفلسطيني ولديه عدد كبير ومثير للاعجاب من التمائم وادوات العبادة المحلية، وهو متحدث سياسي باسم شعبه ومحارب بقلم حاد  ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني.

عائلة كنعان سكنت في بيت فاخر في حي المصرارة، وهو أحد البيوت التي كانت بملكية العائلة. البيت كان يوجد مقابل سور البلدة القديمة في شارع كان يسمى في حينه “غودفري دي دفيون” والآن اسم هذا الشارع هو “ع.ح”. 

في شهر شباط 1948 قصف الحي للمرة الاولى. وفي 5 أيار من نفس العام اصيب البيت باصابة مباشرة. الدكتور كنعان وأبناء عائلته غادروا البيت ووجدوا ملاذ لهم في الدير اليوناني الارثوذكسي الذي يقع بين سورين. وقد كانوا على ثقة بأنهم سيعودون الى بيتهم قريبا. كل يوم كان يصعد الطبيب وزوجته على السطح ويشاهدوا كيف يتم نهب محتويات بيتهم وتدمير كتاباته وسرقة اجزاء من مجموعته التراثية الخاصة. هم لم يعودوا الى البيت. هناك غرباء يسكنون فيه. في 15/1/1964 توفي الدكتور توفيق كنعان، الذي حقق انجازات كبيرة ولكن تم تجريده من كل أملاكه. 

في العام 1951 وصلت الى الشيخ جراح عائلة سالم. هذه العائلة سلبت اراضيها وأملاكها كالعادة. 70 سنة سكنوا هنا. عائلة سالم سيتم طردها من بيتها في الشهر القادم وسينقل الى يهود. منظومة من القوانين العنصرية وعدد من المؤامرات القانونية حولت هذا الامر البغيض الى أمر قانوني في اسرائيل. في نهاية المطاف هذه هي القاعدة الصهيونية المقدسة. فكل مكان تبول فيه يهودي أو سفك دمه فيه هو لنا والى الأبد. ولكن بيت عائلة عربية، سكنت فيه بصورة قانونية منذ ثلاثين سنة، هو يعتبر دائما املاك متروكة، التي هي مباحة لكل يهودي. هذا ما قاله لهم الله.

في العام 1949 وصلت الى اسرائيل عائلة يهودية من الولايات المتحدة. هذه العائلة لم يكن لها مكان تعيش فيه. القدس كانت في حينه غنية بمخزون ضخم من العقارات المسروقة، بيوت فلسطينيين طردوا أو هربوا من غربي المدينة. القيم على الاملاك التي سلبت منح هذه العائلة بيت فاخر وفارغ من اجل العيش فيه. في نهاية العام 1959 قامت العائلة بشراء البيت. وقد دفعت 16.500 ليرة ثمنا له (هذا ما كتب في وثيقة الطابو)، مبلغ صغير مقابل فيلا في مركز المدينة بمساحة 581 متر مربع. ومن اجل المقارنة، شقة تتكون من ثلاث غرف في بات يم تم بيعها في حينه بمبلغ 32 ألف ليرة، ضعف ثمن الفيلا التي تتكون من طابقين في القدس.

الوالدان توفيا في سن الشيخوخة وورث البيت ابنين. منذ فترة قصيرة باع أحد الابنين نصيبه في العقار مقابل 4.24 مليون شيكل. النصف الآخر بقي في يد الابن الثاني الذي اسمه هو بنيامين نتنياهو. مؤخرا عاد لاستخدام البيت. ايضا هذا البيت يقع في شارع هبورتسيم 4 في حي القطمون، وهو عقار فلسطيني مسروق اعطي لليهود. حسب رأيي اصحاب البيت الشرعيين هم الدكتور كنعان المتوفي وورثته. هذا البيت ايضا هو من أملاك الدكتور كنعان. 

اليكم اقتراحي لحل مشرف: بيت كنعان في شارع هبورتسيم يعطى لعائلة سالم من الشيخ جراح وبيت عائلة سالم في الشيخ جراح يعطى لعائلة بنيامين نتنياهو. هذا الامر جيد من ناحيتين. أولا، لأنه من غير المناسب أن يصبح رجل سياسي ثري من املاك مسروقة. ثانيا، بادرة حسن النية هذه ستعلم البولنديين والاوكرانيين وسارقي الاملاك اليهودية الآخرين كيف تبدو الاعادة العادلة للاملاك التي سرقت من اللاجئين الذين هربوا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى