ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – الآن اصبح هذا رسمي : غزة هي غيتو

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 14/12/2021

” غزة اصبحت رسميا غيتو، لأن الغيتو خلافا للسجن يضم اشخاص ابرياء لم يرتكبوا أي ذنب. وفي الحقيقة هذا الغيتو ليس سوى خدعة انتخابية لن تساعد من ناحية امنية. وفي الانتخابات القادمة يتوقع أن يتم بناء سقف من الفولاذ فوق كل القطاع ويكون بالامكان تحريكه لتسهيل عملية قصفه “.

الحدث كان احتفالي. السجان الاكبر افيف كوخافي قام بالقاء خطاب. وزير الدفاع بني غانتس شكر من طرح فكرة الجدار،بنيامين نتنياهو. العميد عيران اوفير، قائد قيادة الجدران والقضبان اعطى تفاصيل بارقام مثيرة عن طول الاسلاك وسمك الاسمنت. حظ أوفر.

الآن اصبح هذا رسمي. الحديث يدور عن غيتو. ليس سجن بل غيتو. وما هو الفرق بين الغيتو والسجن؟ في السجن يسجنون اشخاص لاسباب جنائية. في الغيتو يسجنون اشخاص لاسباب وراثية. اكثر من مليوني شخص يحشرون في هذا الغيتو. 99 في المئة منهم هم ابرياء من كل ذنب. ولكن هذا لا يزعج الغيتوات ومن يبنونها. لأن الغيتوات منذ الأزل تم تخصيصها للابرياء. ومن مثلنا يعرف ذلك. 

من ينظر الى جدار الاسمنت والسلك الشائك هذا وابراج الحراسة وشريط الموت والعاب الكتل سهلة الاستخدام واجهزة الاستشعار والاضواء الكاشفة والكاميرات والابواق، ولا يصاب بالقشعريرة ولا يتذكر ولا يهمس لنفسه “غيتو!”، فان هذا اشارة على أن روحه قد تبلدت وقلبه انغلق. واذا كان يهودي ولم يقف شعر رأسه مع ذلك، فان هذا اشارة على أن كل تاريخه قد ضاع وأنه لم يتعلم منه أي شيء. 

لكن وراء هذا الدنس يوجد ايضا غباء. 3.5 مليار شيكل تم دفنها في هذا المشروع. وأساس التفاخر به هو على “سور تحت الارض” ضد الانفاق. برافو. منذ كانون الاول 2014، الوقت الذي استخدم فيه النفق الاول وحتى الآن، 17 سنة، تم تنفيذ ست اختراقات لاسرائيل بواسطة الانفاق. المرة الاخيرة كانت في 28 تموز 2014. منذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء. سكاكين المطبخ تسببت بضحايا اكثر.

حتى الاختراقات التي حدثت فوق الارض ليست مشهد مألوف. ولكن امام التهديد الاكثر اعتيادا الذي يطل من القطاع، الصواريخ والبالونات، فان كل هذه المليارات تقف عاجزة ولا يوجد لها أي دور. كل الصواريخ لا تطير تحت الارض، والبالونات تميل الى التحليق من بعيد، فوق الجدار وفوق ابراج الحراسة وفوق شريط الموت وفوق اشعة اجهزة الرادار، كل ذلك معا سينظر من اعلى الى الجدار تحت الارض والجدار فوق الارض وستواصل طريقها نحو الهدف. باختصار، من المليارات التي دفنت حول القطاع ستأتي الحمى فقط لسكان الغلاف. 

لماذا مع ذلك نقوم ببناء هذا الفيل الاسود؟ هذا غير واضح. لأن بيبي كانت له يد في الموضوع ولأن الامر يتعلق باعوام 2018 – 2021، اعوام المحاكمة والحملات الانتخابية، يصعب التملص من التفكير بأن الامر يتعلق بخدعة انتخابية اخرى. 

هل الشعب وسكان الغلاف يخشون من الاقتحامات ومن الانفاق؟ هل هم غاضبون على العجز؟ هل يشعرون بالاهانة من كل شرخ يفتحه صاروخ مجتهد في الأنا المازوشستية خاصتنا؟ اذا، لنقم ببناء شيء عظيم والكتروني لهم يفرحهم. والاعتراف بالجميل سنحصل عليه منهم في صناديق الاقتراع. يبدو أنه فقط بهذه الطريقة يمكن اكتشاف طريقة ما في الجنون. 

للاسف الشديد، خلال فترة قصيرة ستعود الصواريخ والبالونات للتحليق. هذا أمر غير فظيع. ربما العكس. قبل الانتخابات القادمة التي فيها سيتنافس كالعادة ايضا بيبي (لأن حكومة التغيير نسيت مرة اخرى سن قانون يمنعه من ذلك)، سيكون بالامكان تأجيج الشعب بمشروع فاخر آخر وهو بناء سقف من الفولاذ فوق كل القطاع. هذا سيكون نهاية للصواريخ والبالونات. السقف سيتم تركيبه بالطبع على خطوط كي يكون بالامكان تحريكه جانبا، من اجل تسهيل عمل قاصفات سلاح الجو والطائرات المسيرة القاتلة. وفي عيد العرش سيكون بالامكان ايضا نصب عريشة حتى لا يضطر الجنود المتدينون القوميون (الذين سيقومون باقتحام القطاع في اطار عملية “الطلاق من الغيتو”)، أن يأكلوا لا سمح الله بدون عريشة حلال. 

الشعب بالتأكيد سيعود ويفرح وقامته ستعود الى الانتصاب. وأنا كما يبدو سأصاب بالجنون. لا عجب في ذلك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى