ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – خارج القانون …!!

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 8/11/2021

التطورات الاخيرة في التحقيق في جريمتي قتل نيسيم شطريت وابراهام إدري، الجريمتين اللتين وقعتا قبل اكثر من 30 سنة، واعتقال اعضاء سابقين في جماعة “عودوا ايها الابناء” وزعيم الجماعة، الحاخام اليعيزر بيرلند، تلقى بالاضواء على الاهمال المتواصل من جانب شرطة اسرائيل في كل ما يتعلق بالجريمة في الجمهور الحريدي.

اعضاء “عودوا ايها الابناء” يتمركزون في قلب القدس، على مسافة خطوات قصيرة من المقر المركزي للشرطة. ففرض الرعب وسلوكهم الازعر تجاه جيرانهم، “دوريات الحشمة” وقوافل السيارات التي تسير في أعقاب بيرلند بسرعة 200 كيلو متر في الساعة فأكثر معروفة جيدا للشرطة منذ عشرات السنين. ورغم كل هذا حقق مع بيرلند في 2012 –وذلك فقط بعد ان نشرت في وسائل الاعلام سلسلة اساءاته الجنسية بنساء الجماعة. كان يلزم نشر اضافي في وسائل الاعلام، بعد أن مكث في السجن على مخالفات جنسية، كي تحقق الشرطة بالشكل الذي استغل فيه ضائقة المرضى العضال لمصالحه الاقتصادية. والان، بتأخير كبير، وصلت الشرطة ايضا الى دور بيرلند ورجاله في حالات القتل. 

بيرلند ورجال “عودوا ايها الابناء” لا يمثلون عموم الجمهور الحريدي. ومع ذلك فان السلوك الاجرامي الظاهر للحاخام ومؤيديه ما كان يمكن ان يتم خارج الحكم الذاتي الحريدي الذي سحبت حكومات اسرائيل على اجيالها يدها من المسؤولية عنه. ليس للشرطة قدرة حقيقية على التحقيق في حالات عنف وجريمة في الجمهور الحريدي او ان  تنفذ القانون بالحد الادنى – مثلما تبين من التجاهل الجارف للجمهور الحريدي لانظمة الكورونا، في المصيبة في جبل ميرون وفي انهيار المنصات في جفعات زئيف. أما الثمن فدفعه بحياتهم الحريديم أنفسهم. 

بدلا من المعالجة المناسبة لاحتياجات الطائفة الحريدية فضلت الشرطة على مدى السنين الاستعانة باصحاب الذراع من الحريديم، مثل مؤسسة منظمة “زاكا”، يهودا ميشي زهاف المتهم الان باعتداءات جنسية.

توجد هنا مزايا، تشبه تجاهل الدولة والشرطة لموجة الجريمة المتصاعدة في الجمهور العربي. ولكن يوجد ايضا فارق بارز: الزعامة العربية تواقة لانخراط الشرطة في الموضوع، بينما الحاخامون والسياسيون الحريديم يفضلون الانغلاق  امام كل سلطة خارجية.     

ان المعانين الاساسيين من انعدام الانفاذ للقانون في الحكم الذاتي الحريدي هم أولا وقبل كل شيء الاعضاء الهشون والاكثر ضعفا في الطائفة: النساء والاطفال الحريديم، الذين يكونون ضحايا العنف والاستغلال الجنسي في العائلة وفي مؤسسات التعليم. ليس كل حاخام  هو بيرلند، ولكن عندما يغلق الحاخامون  جماعاتهم الاهلية في وجه القانون فانهم يخلون المكان بمزيد من البيرلنديين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى