ترجمات عبرية

هآرتس: اليمين واليسار كلاهما يفتقد إلـى الـديمقـراطيـة الـحقيقيـة

هآرتس 2023-02-10: بقلم: جدعون ليفي: اليمين واليسار كلاهما يفتقد إلـى الـديمقـراطيـة الـحقيقيـة

في نهاية المطاف هذه حرب طبقات. يستخدم النضال من أجل الديمقراطية زينة وذريعة مبدئية وفكرية. ولكن النضال الحقيقي هو طبقي وثقافي. تتركز الحرب كما يبدو على طبيعة النظام في إسرائيل بين طرفين يقولان بأنهما الديمقراطية الحقيقية. ولكنّ كليهما ليس كذلك. من يؤيدون الانقلاب الدستوري يقولون بأنه سيقود الى الديمقراطية، التي هي بالنسبة لهم ديكتاتورية الاغلبية (بالطبع هذه ليست ديمقراطية).

من يعارضون يقولون بالحماسة ذاتها إن الخطة ستدمر الديمقراطية، رغم أن الديمقراطية بصورة مطلقة لا يمكن أن توجد في دولة ابرتهايد. لذلك، لا يوجد ديمقراطيون حقيقيون في المعسكرين. بنيامين نتنياهو، الذي هو بالتأكيد يندفع بسبب غضبه من جهاز القضاء ويحاول النجاة من المحاكمة، وياريف لفين وسمحا روتمان اللذان بالتأكيد هما غير ديمقراطيين، بل أعداء الديمقراطية. ولكن ايضا من ينظمون الاحتجاج المضحك يوم السبت القادم في افرات غير ديمقراطيين. التغيير النظامي هو كارثي ويبشر بالفاشية، ولكن ايضا الحرب المضادة ليست على الديمقراطية في الوقت الذي يُعتبر فيه معظم الذين يشنونها غير ديمقراطيين.

الديمقراطي يحارب من اجل ديمقراطية للجميع في بلاده. معظم ابطال المعارضة الحالية لم يهتموا في أي يوم بوضع الديمقراطية على بعد مسافة نصف ساعة سفر من بيوتهم. لذلك من الصعب اعتبارهم ديمقراطيين. من يقومون بالانقلاب النظامي بالتأكيد لا يهتمون بالديمقراطية. فبالنسبة لهم هي فقط وسيلة لمحاربة النظام القديم ومعاقبة والانتقام من طبقات وثقافة تسير إسرائيل على ضوئها منذ اقامتها. تتركز الحرب الحالية على شيء ما هو أكثر عمقا من النظام؛ على النظام الاجتماعي.

من يعارضون الانقلاب النظامي هم النخبة القديمة. هذا ربما غير سار للسمع، لكن يصعب التنكر لهذا التعريف. الاطباء والمهندسون وعلماء النفس والجنرالات ومن يؤيدون جودة البيئة ورجال الهايتيك والاقتصاديون ورجال القانون، وبالطبع اهارون باراك وايهود باراك، جميعهم جاؤوا من طبقة واضحة تماما في المجتمع الإسرائيلي. قبالتهم تقف النخبة الجديدة التي تحاول شق طريقها بشكل عنيف ووحشي الى مقدمة المنصة، بعد سنوات كثيرة في الحكم فشلت فيها في فعل ذلك. على ذلك تتركز الحرب، على الاعتراف بأنهم نخبة.

هم يريدون فقرة استقواء وتشكيلة مختلفة للجنة تعيين القضاة من أجل التقرير من سيكونون القضاة، ومن اجل أن يكونوا مثلهم وعلى شاكلتهم. على الطريق يمكنهم مصادرة أي رقابة قانونية على الحكومة. يعتبر هذا مسا خطيرا بالديمقراطية، لكن هذا ايضا بسبب ما يعتبرونه تشكيلة مشوهة للمحكمة.

لو أن تسيون أمير كان رئيس المحكمة العليا لكان من المشكوك فيه أن يضروا بالرقابة الدستورية أو كانوا يغيرون تشكيلة لجنة تعيين القضاة. المعارضون لا يريدون تشكيلة اللجنة للسبب ذاته. فهم يريدون أن يبقى القضاة على شاكلتهم. عدد قليل منهم لديهم فكرة هل استر حيوت هي قانونية مهمة وهل هي في الحقيقة افضل من مرشح كان السياسيون في اليمين سينزلونه بالمظلة. ولكنها من جماعتنا. من غير المهم أن المحكمة خانت وظيفتها خلال السنين، ولم تراقب السلطات التي نفذت جرائم حرب. في المقابل، لا أحد قام بالتهديد بحرب أهلية أو بالبنادق.

تدار المعركة الطبقية على يد اشخاص جاؤوا من النخبة القديمة. نتنياهو، لفين وروتمان، لم يتربوا في حتسور الجليلية، لكنهم نجحوا في أن يعتبروا الصوت المخلص والاصيل للطبقات الدنيا. لن تستطيعوا إقناعهم بأنهم على خطأ. محبتهم لنتنياهو أمر لا يمكن تغييره بسهولة. من الاسهل أكثر النضال ضد الانقلاب النظامي إذا وافقنا على التيارات العميقة التي تحركه.

يشعر نصف إسرائيل بأنه مُبعد. شخص ما نجح في اقناعه بأن الاصلاح هو الأمل في تغيير مكانته، وأن الكنيست الجديدة في إسرائيل، وهي مجموعة محرجة من الأشخاص، هي ممثلته. ويجب أن نعطيها هي كل القوة وأن هذه هي الديمقراطية. لا توجد كذبة أخطر من هذه. ولكن الطريق الى إحباطها تبدأ في فهم دوافعها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى