ترجمات عبرية

هآرتس: المجتمع الإسرائيلي رفض الليبرالية: دولة لليهود فقط

هآرتس 2022-11-03، بقلم: رفيت هيخت، المجتمع الإسرائيلي رفض الليبرالية: دولة لليهود فقط

تستمر البشرى السيئة في ضربنا بشدة. ولا توجد أي غرفة جانبية، ولو غرفة صغيرة، يمكن الهرب إليها من أجل الاختباء من هذه البشرى. وقد أُضيفت إلى الفوز المدوي والمهين لكتلة نتنياهو مأساة “ميرتس” المتواصلة والمعذبة والتي تتوج الهزيمة الفعلية أيضا بتدمير رمزي.

ذهبت أحزاب اليسار الصهيوني، التي أسست إسرائيل، أدراج الرياح، وبدلاً منها قامت مشاريع الفولاذ الفعالة لليمين الديني والصهيونية الدينية، التي نجحت في ضم بنيامين نتنياهو إلى صفوفها، لأسباب مختلفة. رئيس “الليكود”، الذي تمثلت يهوديته بالأساس في تعرضه المزمن للأذى وبسيناريوهات ملاحقة كارثية، استوعب بشكل جيد أنه زعيم معسكر ودولة محافظين ومتدينين ويمينيين جدا.

الغضب والرغبة في تحديد مذنبين في أوساط اللاعبين السياسيين، الذين فشلوا في الحفاظ على كتلة التغيير، أمر مفهوم وواضح. فهذه هي العملية الوحيدة التي يملكها شخص يشعر بأن دولته أطفأت عليه النور، وحكمت عليه بالمنفى الفعلي أو الفكري. ولكن الحقيقة هي أن هذا الحدث أكبر من مجموع الاجزاء فيه. جزء من حركة ضخمة تعمل مثل مكبس على وجه الارض. كان يمكن تعويقها ولكن ليس منعها. هذا هو السبب في أن هذا الحادث المتسلسل لا يتوقف، ويظهر مثل كابوس متواصل.

لو تم إلغاء حدث من الأحداث الكارثية – لو أن ميراف ميخائيلي وافقت على التوحد مع “ميرتس”، وأوقفت الأحزاب العربية انقسامها، وقرر لابيد وغانتس مثلا من منهما هو زعيم الكتلة، لكان الفشل الذريع على جميع الجبهات برهن على أن المفهوم قد انهار.

اتخذ السكان اليهود في إسرائيل منذ زمن أحد القرارات الجوهرية جدا في حياة الدولة. وقد شاهدنا ذلك في الحرب في قطاع غزة في 2014 والتي تسمى عملية “الجرف الصامد”. وقد شاهدنا ذلك في انتخابات 2015، وفي قضية اليئور ازاريا، وفي قانون القومية، وفي عملية “حارس الاسوار” وغيرها من الاحداث. إسرائيل دولة اليهود فقط، حتى بثمن التضحية بمبادئ الديمقراطية، وأحيانا لا تجبي هذه العملية منها أي ثمن، وينظر إليها بشكل عام كأمر طبيعي ومنطقي ومطلوب. كتلة اليمين منظمة وموحدة حول أساس بسيط وهو أن اليهود هم المفضلون. نقطة.

حتى الآن انشغلت ردود المعسكر الفائز بمحاولة تهدئة الآخرين، وربما تهدئة أنفسهم، برسائل رسمية معتدلة. والسؤال الكبير الذي يرافق الحكومة المرعبة التي سيتم تشكيلها هو أي طريقة سلوك سيختار اليمين، الذي يصمم على تغيير اجندة العالم والآن ايضا توجد لديه قوة غير محدودة لفعل ذلك؟ هل سيختار البراغماتية المعتدلة بروحية الرسائل الاخيرة، بالتحديد بسبب التطرف الاستثنائي لأعضاء الحكومة أو باحتفال استسلام واسكات جامح يقلق الآن الكثير من الأشخاص الذين إسرائيل هي وطنهم وبيتهم.

سياسة “فقط ليس بيبي” فشلت فضلا ذريعا، وهكذا أيضا سياسة العلمانية ومحاربة الإكراه الديني. المجتمع في إسرائيل رفض الليبرالية وقرر بأن طابعها هو ديني ومحافظ. قبل التفكير فيما يمكن فعله يجب فهم هذه الأمور الأساسية، الإنسان يجب عليه أولاً أن يعرف أين يعيش.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى