ترجمات عبرية

هآرتس: اللعنة عليكم ايها المستوطنون لقد طردت زوجين عجوزين من منزلهما

هآرتس 13-7-2023، بقلم جدعون ليفي: اللعنة عليكم ايها المستوطنون لقد طردت زوجين عجوزين من منزلهما

كيف نمتم بهدوء، أيها المستوطنون الملعونون، داخل البيت في الحي الإسلامي في القدس. وكيف وسرقتم من هذين الزوجين المريضين البيت وألقيتموهما خارجه؟ كيف مرت عليكم الليلة الأولى بين الجدران القديمة؟ كيف دخلتم البيت الذي يشكل 70 سنة من الذكريات العائلية، ذكريات ليست لكم؟ كيف يتم الدخول، بالضبط مثلما في العام 1948، إلى بيوت أشخاص تم طردهم، في حين كان البخار يتصاعد من الطناجر ويعلق على الملابس التي في الخزانة؟ كيف يحدث اقتحام بيت أجنبي؟ وكيف تشاهدون رجال الشرطة وهم يجرون شيخاً من بيته كي يقوموا بإخلاء هذه السرقة لكم؟

مصطفى ونورا صب لبن اللذان استولى المستوطنين على منزلهما في القدس الشرقية

هل شاهدتم كتابات “سنعود” و”فلسطين ستكون حرة” على الجدران؟ أنا شاهدت بأنكم علقتم علم إسرائيل على نافذة البيت مثل اللص الذي يسارع إلى تبديل لوحات سيارة سرقها ليخفي الأدلة. أصبح البيت الآن يهودياً إلى أبد الآبدين. أصبح لكم بفضل جهاز القضاء الإسرائيلي المبجل والفاسد والمتعفن والعنصري الذي يستحقه شعبكم. كيف يحل القضاة في القدس ذلك التناقض غير القابل للحل بين مصير ممتلكات اليهود من العام 1948 ومصير ممتلكات الفلسطينيين؟ هل يوجد أسلوب آخر لتعريف هذا الحكم عدا عن قرار حكم عنصري؟

كيف استطعتم النوم أيها المستوطنون الأشرار؟ كيف ستنامون في الليالي القادمة؟ هل ستفكرون ولو للحظة بمصير مصطفى “صب لبن”، الفلسطيني المهذب ابن 74 سنة والذي خدم في شرطة إسرائيل، ولم يعد له الآن في شيخوخته بيت، وهو يعيش في بيت ابنه في شعفاط؟ ومصير زوجته المثيرة للانطباع، نورا غيث صب لبن، التي ولدت في هذا البيت قبل 68 سنة وتم نقلها إلى المستشفى أول أمس للعلاج؟ هل كلفتم أنفسكم عناء النظر مباشرة في عيونهم؟ هل تظهر صورتهم أمام أعينكم؟ نتمنى أن تطاردكم صورتهم وهم يرمون من بيتهم، في الكوابيس حتى نهاية حياتكم. ليته صورتهم تظهر أمامكم كل ليلة وأنتم تنيمون أولادكم.

لكن ذلك لن يحدث. لأن هؤلاء لا يعتبرون الفلسطينيين بشراً، بل دون البشر. ليسوا يهوداً. وهو عار صادق عليه جهاز القضاء. هل سمعتم عن مثل نعجة الفقير؟ ربما عليكم فتح كتاب صموئيل ب، الفصل 12، والقراءة؟ أنتم في نهاية المطاف يهود متدينون، أليس كذلك؟ صورة أحدكم، ناشط استيطان مع قبعة كبيرة ولحية وهو يحمل مكبر الصوت ويوجهه للبيت مع ابتسامة انتصار مدانة ترتسم على وجهه وضابطة شرطة تقف إلى جانبه، كل ذلك يساوي ألف كلمة اتهام. أحمد “صب لبن”، ابن الزوجين المطرودين، قال لي أمس بأن هذا الشخص قد تعود على إزعاج العائلة بواسطة الموسيقى اليهودية المزعجة، ومكبر الصوت الكبير هذا الذي يحمله.

شعب إسرائيل انتصر مرة أخرى أول أمس. انتصاره هذه المرة مبجل بشكل خاص. انتصار على زوجين مسنّين. ستنضم عائلة أخرى إلى عائلات شرعابي وفرميسر وفريدمان، الذين يعيشون في المبنى القديم في وسط الحي الإسلامي، التي سيؤجر لـ “وقف غليتسيا الصغير” هذا العقار. إذا دخلوا اليوم إلى البيت فسيتمكنون من تناول وجبة الأرز والدجاج التي أعدتها الابنة للوالدين المسنين، الموجودة الآن في الطابق العلوي للثلاجة. وقد تم طبخها في منتصب الأسبوع، وما زال ممكناً تناولها. كل أغراض العائلة ما زالت في الشقة باستثناء ألبومات الصور العائلية التي أخذتها نورا معها. في هذه الأثناء، تم استبدال قفل البوابة الرئيسي ولم يعد بإمكان أبناء العائلة الدخول إلى ما كان بيتهم. هناك عاشوا كمستأجرين محميين. تبين مرة أخرى أنه ليس للفلسطينيين أي حماية، ولا حتى كمستأجرين.

“هذا البيت سيبقى بمثابة سجن إلى حين عودتنا”، قالت لي نورا بغضب قبل شهر تقريباً في بيتها. أول أمس، في اليوم الذي سجل فيه الاحتجاج الإسرائيلي نجاحاً آخر مؤثراً، عندما صرخت الحناجر من أقصى البلاد “ديمقراطية” و”يا للعار”، حدث هذا العار في القدس. نورا ومصطفى لم يعودا يعيشان هنا. سيكون الحي الإسلامي يهودياً وستكون إسرائيل دولة أبرتهايد، حتى رسمياً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى