ترجمات عبرية

هآرتس: العجرفة والغطرسة أعمتا نتنياهو الذي يندفع إلى الجدار ويأخذ البلاد معه

هآرتس 12-7-2023، بقلم يوسي فيرتر: العجرفة والغطرسة أعمتا نتنياهو الذي يندفع إلى الجدار ويأخذ البلاد معه

مزيج قاتل من النشوة والغطرسة والوقاحة أعاد نتنياهو ثلاثة أشهر إلى الوراء، لآذار الماضي. ارتفاع الدولار واليورو، وضعف الشيكل، وتحذيرات محافظ بنك إسرائيل، وجنود الوحدات المختارة والطيارون ورجال الاستخبارات يفحصون خطواتهم، والأمريكيون يشددون النغمة، والاحتجاج يتعاظم.

مرة أخرى، مثلما كان في الربع الأول من هذه السنة، يسارع رئيس الحكومة السير نحو الجدار ويقود الدولة إلى أماكن خطرة، من ناحية أمنية واقتصادية – اجتماعية، التي يمكن قد لا تكون رجعة عنها. وتصميمه على تمرير إلغاء ذريعة المعقولية بالقراءة الأولى بعد يوم من انقضاض عنيف من جوقته على المستشارة القانونية للحكومة وطاقمها، أعاد إلى الاحتجاج اللمعان في العيون. المظاهرات الضخمة التي جرت السبت، ويوم المقاومة المثير للانطباع الذي جرى أمس، ليست سوى المقدمة لما ينتظرنا في الأسابيع القادمة: نضال حازم للجمهور الديمقراطي الليبرالي أمام حكومة عنصرية قومية متطرفة ومسيحانية يترأسها شخص خطير لا يتردد في المقامرة بعدم مسؤولية جنائية تماماً، على وجود الدولة.

بعد أسبوعين ناجحين سجلهما في الجبهة القانونية، ورغم الشك الذي وضعته هيئة القضاة حول احتمالية إدانته ببند الرشوة، وشهادة ارنون ملتشن المتقلبة والمضللة، عادت لنتنياهو ثقته بنفسه. زوجته، كما تقول مصادر مقربة من الزوجين، التي عادت مسرورة من برايتون، على قناعة بأن نظرتها الحادة وعناق شاهد النيابة الرئيسي في الملف 1000 قد دمرت “القضية” للنيابة. كما ظهر انتعاش بسيط أيضاً في الاستطلاعات.

استنتج نتنياهو من ذلك بأنه يمكنه تنظيم احتفال كنوع من إحراق الساحرات للمستشارة القانونية. وأنه سينجح في تمرير إلغاء ذريعة المعقولية من خلال الحنجرة، التي سعت أبواقه في وسائل الإعلام لعرضها كبند هامشي. هو نفسه نشر فيلم فيديو شوه فيه كالعادة أقوالاً حول المعقولية، لاثنين من قضاة المحكمة العليا، هما نوعم سولبرغ الحالي وايلا بروتكتشيا المتقاعدة، التي سارعت لإجراء مقابلة لتضع الأمور في نصابها. سولبرغ ممنوع من الرد، لحسن حظ رئيس الحكومة (هاكم عبرة للمقتبس: إذا أراد مواصلة التشويه وإخراج الأمور عن سياقها، يجدر به الاعتماد فقط على القضاة الذين ما زالوا في مناصبهم أو ماتوا).

مرة أخرى، مثلما في كانون الثاني الماضي وفي نقاط زمنية أخرى في الطريق، قام نتنياهو بحسابات خاطئة. حتى بعد 28 أسبوعاً على الاحتجاج الضخم وبمستوى تاريخي، فقد فشل في قراءة صورة الوضع؛ فهو يعمل بعمى مشابه أيضاً أمام الولايات المتحدة التي تبتعد وتتخلى عنه وعن حكومته. لم يتنصل من المقولة الغبية للطائش المناوب في حكومته، الوزير عميحاي شكلي، الذي قال إن يئير لبيد يشغل الإدارة الأمريكية ضد حكومة إسرائيل.

“في كل مرة تريد فيها المعارضة إشعال النار، تأتي مقولة من جهة الرئيس فجأة”، قال وزير الشتات. “ثمة درجة معينة من التنسيق بين رجال الرئيس ولبيد وإيهود باراك”.

إن عدم استنكار وعدم دعوة الوزير إلى النظام تعتبر موافقة على أقواله، لم يكن “شكلي” ليقول ذلك لو لم يسمع هذه الأقوال من رئيس الحكومة أو مقربيه. طريقة التفكير البارانوية هذه تناسب نتنياهو أيضاً؛ فهو وبحق يؤمن أن لبيد وباراك ينقلان رسالة – وبايدن يمتثل. تنازل كما يبدو بصورة دائمة عن زيارته للبيت الأبيض. فليكتف وليهنأ بالمبعوثين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى