ترجمات عبرية

هآرتس: الاتفاق السعودي الإيراني يجلب الأمل للمنطقة ولإسرائيل

هآرتس 27-4-2023، بقلم درور زئيفي: الاتفاق السعودي الإيراني يجلب الأمل للمنطقة ولإسرائيل

علاقتنا مع إيران اعتبرت دائماً مثل لعبة مجموعها صفر: ما يقويها يضعفنا، وبالعكس. هكذا ينظر إلى الدفء الفجائي في العلاقة بين السعودية وإيران. السعودية، يشرح الخبراء في الأمن، فقدت الثقة بالولايات المتحدة التي أظهرت موقفاً ذليلاً أمام إيران.

الخبراء الأكثر انتقاداً سيقولون بأن خيبة أمل من إسرائيل أضيفت إلى جانب الصحوة من سياسات أمريكا. فالدولة اليهودية وعدت بكبح النووي الإيراني ولكنها فشلت. وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بضغط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سرع السير نحو القنبلة. حسب تقدير أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية، تقف إيران الآن على بعد بضعة أيام من استكمال تخصيب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة. وهذا يعني بأنها الآن تنتمي إلى النادي غير الكبير لـ “دول العتبة النووية”. الآن، عند صعود اليمين المتطرف إلى الحكم في إسرائيل، أضيفت لبنة أخرى لغضب السعودية على حكومة نتنياهو. وهكذا بدلاً من أن تكون جزءاً من المعسكر الأمريكي – الإسرائيلي، فضلت السعودية ترك إسرائيل والانضمام لإيران التي تتقدم بسرعة نحو القنبلة النووية، وتعزيز مكانتها في المنطقة.

هذا التحليل ربما يكون صحيحاً. ولكن إذا تحررنا من الرؤية أحادية البعد لأمن إسرائيل كلعبة مجموعها صفر، فسنعرف أن الاتفاق بين السعودية وإيران يحمل أملاً كبيراً للمنطقة ولإسرائيل. عراب الاتفاق الكبير هو العراق، الذي توسط بين إيران والسعودية في السنوات الأخيرة. ولكن الصين دخلت في مرحلة متقدمة إلى المفاوضات. حكومة شي جين بينغ قد تحصل على فوائد من هذا الاتفاق بين إيران والسعودية. أولاً النفط والغاز الذي يستخرج في الخليج ما زال شريان الحياة للصينيين، وأي مساس بتزويده سيؤدي إلى الإضرار باقتصادها والحياة فيها. يضاف إلى ذلك خطة “الحزام والطريق” التي يعد الخليج وإيران جزءاً رئيسياً فيها.

ستكون الصين مسرورة بالمساعدة على إقامة شبكة سكة حديد وموانئ وطرق سريعة من الصين إلى أوروبا عبر إيران وتركيا بمساعدة السعودية. وحبة الكرز فوق الكريما من وجهة نظر بكين هي بالطبع الإضرار بموقف الولايات المتحدة كدولة عظمى مهمة في هذا الجزء من العالم. من بين كل هذه الأسباب، تبدو مصلحة الصين الظاهرة هي الهدوء والسلام في الشرق الأوسط. الحرب بين إيران وإسرائيل قد تشوش هذا الهدوء، لذا ستستخدم الصين كل تأثيرها في إيران والسعودية للتأكد من عدم اندلاع مثل هذه الحرب. الاتفاق مع السعودية هو أداة أخرى في صندوق الأدوات من أجل التأكد من أن الهدوء سيستمر وبحق.

هاكم بعض الحقائق الأخرى الضرورية لفهم أسباب أهمية هذا الاتفاق بالنسبة لإسرائيل. تقديرات معاهد الأبحاث في إسرائيل وفي العالم هي أنه لا توجد لإسرائيل حتى الآن قدرة كافية على الهجوم من أجل وقف المشروع النووي الإيراني، بل تأجيله لفترة محدودة. ويبدو أن الولايات المتحدة قد رفعت يدها واعترفت بحقيقة أن إيران دولة حافة نووية. محاولة إسرائيل لشل منظومة إيران النووية بشكل جزئي ستعزز طهران من أجل الوصول إلى القدرة النووية. في مثل هذه الظروف، يجب على إسرائيل التخلي عن أحلامها حول تدمير المشروع النووي. الصراع بين إسرائيل وإيران سيبقى لفترة طويلة صراعاً بين دولتين قويتين متعاديتين، لديهما ميزان رعب نووي (حسب المصادر الأجنبية) وتستخدمان دولاً ومنظمات مؤيدة لتحسين مواقفهما.

إذا تم إدراك هذا الوضع الجديد فيمكن رؤية الأفضلية الكامنة في زيادة دفء العلاقات بين السعودية وإيران. كجزء من الاتفاق فيما بينهما، ستطلب السعودية إنهاء الحرب في اليمن، وتقليص القدرة العسكرية للحوثيين، وفي مرحلة متقدمة أكثر قد تفتح قنوات حوار غير مباشرة بين إسرائيل وإيران بوساطة الصين والبحرين، وربما حتى الإمارات والسعودية نفسها.

كراهية النظام الإيراني للكيان الصهيوني لن تختفي، والتهديد النووي الإيراني لن يختفي. ولكن سينشأ بدلاً منه ميزان جديد بين الدولتين. وسيعرف الطرفان أن هناك قيوداً على قوتهما العسكرية. في الواقع سيستمر الصراع، وسيواصل “حزب الله” تهديد الحدود الشمالية كامتداد لإيران وحماس. ولكن رغم عدد الصواريخ الكبير لديهم، فإن “حزب الله” وحماس لا يعتبران تهديداً وجودياً لإسرائيل. الثقة في ذلك أثبتت لهم عدة مرات في السنوات الأخيرة. المرة الأخيرة في عملية “بزوغ الفجر” الدموية التي قتل فيها قادة الألوية وشخصيات رفيعة أخرى في “الجهاد” من خلال تصفيات مركزة، وتقريباً تم محو بناه التحتية في القطاع. مستوى تحدي إسرائيل ربما ارتفع نتيجة عجز الحكومة، لكن المنظمتين ما زالتا مرتدعتين وستخافان من فتح حرب. وإذا أخطأتا فستتضرران بشدة.

رد فعل “الشد” هو اسم الركلة غير الجدية كنتيجة لضربة بسيطة لمطرقة على الركبة. هناك أمور تؤدي إلى رد الفعل هذا في أوساط الليبراليين. وهناك من يستخدمون ذلك في أوساط المحافظين. الأمر الوحيد في إسرائيل الذي يستخدم فيه الليبراليون والمحافظون رد فعل “الشد” الذي لا يمر عبر تفكير عقلاني هو الحرب مع إيران. وقد حان الوقت للتنازل عن الرد الانعكاسي والبدء في التفكير بمنطق.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى