ترجمات عبرية

هآرتس: اقتراح لحل أحادي مع الفلسطينيين

أوري مسغاف

هآرتس – أوري مسغاف  -2022-05-20

تم في هذا الأسبوع إحياء الذكرى الـ 74 لاستقلال إسرائيل أو النكبة، حسب عين الناظر. وصل النزاع اليهودي – العربي إلى طريق مسدود، ويبدو أنه لم يعد هناك أحد يحاول حله، فقط «إدارته» و»استيعابه». ولكن الوضع الراهن ليس ثابتاً حقاً، وهو يحكم على الشعبين بحياة أبدية تحت العنف والاحتلال. لا يوجد يوم في حياة الإسرائيليين والفلسطينيين لا يوجد فيه عنف عسكري وقومي. رؤية استراتيجية يمكنها تحليل المصالح والسعي الى حل حتى في أوضاع معقدة.
إليكم اقتراح لعملية إسرائيلية أحادية الجانب بحيث يتم تنفيذها طبقاً لجدول زمني معلن عنه مسبقاً، التحدث مع العالم العربي والمجتمع الدولي، لكن بدون توقع موافقة الفلسطينيين.
يجب على اسرائيل إنهاء الاحتلال وترسيم حدودها الدائمة، التي تدافع عنها بدون تهاون وقيود. الحدود تشكل بالنسبة لها تواصلاً جغرافياً وتمكن من تواصل جغرافي ايضاً للفلسطينيين في الضفة، يشبه تقريباً مسار انابوليس في 2008 على اساس جدار الفصل وتضمين جميع الكتل الاستيطانية داخل حدود اسرائيل. الحدود ستشمل شارع عابر السامرة حتى اريئيل وشمال البحر الميت. غور الاردن والحدود الشرقية مع المملكة الاردنية ستبقى تحت سيطرة اسرائيل.
الجزء العربي من القدس ينتقل للفلسطينيين، الأحياء والمستوطنات اليهودية وراء الخط الأخضر في منطقة القدس (بسغات زئيف ورموت ومعاليه ادوميم وغيرها) سيتم ضمها لاسرائيل. الحرم والحوض المقدس سيتم الاحتفاظ بها تحت وصاية دولية وتدار بصورة مشتركة. هكذا يتم ايضاً في الحرم الابراهيمي. ولكن لا يبقى أي جيب يهودي في الاراضي الفلسطينية أو جيب فلسطيني في الاراضي الاسرائيلية. الخليل وكريات اربع سيتم اخلاؤها، مثل كل المستوطنات التي ستبقى خارج الجدار. المنطقة التي ستحتويها إسرائيل داخل حدودها الدائمة سيتم ضمها، واذا بقي فيها فلسطينيون فانهم سيحصلون على مواطنة كاملة ومساواة في الحقوق.
سيحصل الفلسطينيون على استقلال وسيادة كاملة في المنطقة الفلسطينية. لا تستطيع إسرائيل أن تضع أي شرط أو طلب بشأنهم، بما في ذلك نزع السلاح. هذه ستكون دولتهم، وستدار كما يريدون. لن يكون هناك حق عودة وسيتم وقف لم شمل العائلات. المواطنون الإسرائيليون الذين سيفضلون الانتقال الى الدولة الفلسطينية سيسمح لهم بفعل ذلك دون ازعاج. حركة السكان لأهداف العمل والتجارة والسياحة يتم تنظيمها كما هو متبع في دول سيادية بواسطة التأشيرات والمعابر الحدودية. الجنود ورجال الشرطة الاسرائيليون سيتوقفون عن أن يقتلوا ويُقتلوا في ازقة جنين واحتجاز فلسطينيين في الحواجز وضرب المشاركين في الجنازات.
في الوقت نفسه، تعلن اسرائيل ايضا عن ضم هضبة الجولان، وتعلن لنفسها وللعالم بأن هذه دولتها وهذه هي حدودها. العالم لا يمكنه قبول ذلك على المستوى الاعلاني (هذا يعارض قرارات الامم المتحدة 242 و383 وايضا قوانين الحرب)، ولكن فعلياً سيكون هناك أخيراً احتمال لإسرائيل بأن تتواجد كدولة عادية والبدء في أن تعالج بجدية مشكلاتها الداخلية.
الفلسطينيون لا يمكنهم بالطبع الموافقة على هذا الحل. أيضا لأنه اقل سخاء بالنسبة لهم من كل اقتراحات التقسيم التي قدمت لهم حتى الآن، حيث نذكر ايضا بأنه تم الرد عليها بالرفض واندلاع موجات إرهابية، أيضاً لأنه لا توجد للفلسطينيين إمكانية للتنازل عن حق العودة أو تفويض بالتنازل عن التضحية الابدية أمام الصهيونية. ولكن لأن الأمر يتعلق بخطوة أحادية الجانب فإنهم يتمكنون رغم انفهم من اقامة دولة حقيقية والبدء في تحمل المسؤولية عن مصيرهم. اذا ترسخت مع مرور الوقت جيرة جيدة بين الدولتين فسيكون بالامكان البدء في النقاش أيضا على انتقال بري آمن بين الضفة وغزة. وبرنامج السيادة سيتم طرحه للاستفتاء العام في إسرائيل ويعطى فيه بالطبع حق التصويت لجميع مواطنيها، بما في ذلك العرب واليهود. اذا تم رفضه سيعرف الإسرائيليون على الأقل بأنه محكوم عليهم أن يطبقوا الى الأبد الاحتلال والعيش الى الأبد على حد السيف، ويمكنهم ترتيب خطواتهم حسب ذلك. مطلوب قيادة من أجل أن تقودهم الى هناك.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى