ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل تدمّر نفسها من الداخل

هآرتس 2023-09-01، بقلم: يوسي كلاين: إسرائيل تدمّر نفسها من الداخل

هل تسمح وزارة التعليم بالحديث عن الانقلاب النظامي؟ جيد. فقط ما ينقص هو أن يستغل الاولاد هذا الاذن من اجل أن يسألوا: أي دولة ستكون لنا بعد الانقلاب؟ ما هي حدودها؟ ليس فقط الاولاد، ايضا يخاف الآباء من هذا السؤال. الجواب يمكن أن يكون مخيفا. نحن عائلة مشوشة. لا يوجد عندنا من يعرف عن ابنه المشاكس ويصمت. هذا يعتبر سرا عائليا. سر نعرفه جميعنا ونشارك فيه بصمت. يجمد الصمت التفكير، ويخلق القمع. نحن نعيش من يوم الى آخر وننثر ايامنا في الرياح.

جاء بن غفير، الذي لا يتحكم بقبضانه، وأفشى السر، بشكل اكثر عبثية وهياجا من أي شخص غبي. هو لم يكذب، لكن من سيخرج الغسيل الوسخ الى الخارج؟ السر يخجلنا. ويجبرنا على التعامل بشكل علني مع ما نفعله تحت البطانية في الليل. هو لم يأت بجديد، لكن من اراد منه أن يقذف هذا في وجهنا؟ حتى هذا يصعب علينا. هذا صعب لأن تنكيلنا بالعرب هو ورم خبيث.

الاطباء مندهشون: كيف ما زلتم صامدين؟ تكمن الاجابة في طب المناعة الذاتية لدينا. هي تعمل في الداخل والخارج، وتزرع الدمار والخراب في الخارج، والتفكك والتحلل في الداخل. نعرف أننا نتدمر، لكننا نأمل أن الدمار في الخارج سيسبق الدمار في الداخل. لماذا الدمار والخراب والفساد والموت؟ لأن هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على مليوني شخص، الواقعين تحت الاختلال والذين يقاتلون من اجل استقلالهم، وفي الوقت ذاته ضمان سلامة نصف مليون محتل يعيشون بين ظهرانيهم.

كيف تبدو الدولة التي تدمر نفسها من الداخل؟ الاطباء ورجال الهايتيك والشباب الذين هربوا من هنا يعرفون ذلك. ايضا بن غفير يعرف ونتنياهو يؤيد ذلك: دولة شريعة من البحر حتى النهر بدون عرب. ابرتهايد؟ لم لا. ترانسفير؟ اذا اقتضى الامر. فساد؟ ماذا في ذلك. هذا حلم مقرف ولكنه حلم.

يوجد حلم ورؤية، لكن لا توجد شجاعة. توجد لهم حكومة وجيش، لكنهم يختفون وراء زعران لديهم اهداب وسوالف، يرسلونهم للتدمير والقتل. ليس لديهم الشجاعة ليقولوا للعالم: نعم، نحن كوريا الشمالية. نعم، نحن جنوب افريقيا. ماذا ستفعلون لنا؟ هل ستقاطعوننا؟ هل ستطردوننا؟ ماذا يهمنا. إن سيد الجيوش الى جانبنا.

في هذه الاثناء هم يحاولون جرنا الى الهاوية. هم عبء وليسوا ذخرا. ليسوا ذخرا امنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. لا يمكن ابتلاعهم أو قذفهم. يلوحون بفصلهم العنصري أمام انوفنا كي لا نقول: نحن لم نكن نعرف. هم يجعلوننا نكرههم. كل شاب يربي السوالف ويحمل السلاح وتتدلى منه الاهداب يهددنا ويهدد نمط حياتنا. هم يريدون أن يصبح هنا مجتمعاً متجانسا، حريديا وطنياً، ندافع عنه ونموله.

حلمهم هو أن يملأ “شبيبة التلال” شوارع تل أبيب، وأن يوقفوا اليساريين الى الحائط ويجبروهم على انشاد “تذكرني من فضلك، ادعمني من فضلك، وأنا سأنتقم”. صندوق العدة الفاشي اصبح قديما وغير محدث. في المانيا اجبروا اليهود على انشاد “أنا خنزير يهودي وقمت بخيانة الوطن”. عندنا سيجبرون الفلسطينيين على انشاد “أنا أحبك، يا حرس الحدود”. هكذا تتكرر الاحداث بعناد وثبات. قمنا فعلا باساءة معاملة الاطفال واهملنا الشيوخ ورسمنا الوشم على خد المعتقل. جهاز التعليم لدينا حرص على عدم تعليم قوانين حقوق الانسان.

في كتابه بعنوان “اوبر مانيم” (الاشخاص الذين يعانون من الدونية) الذي صدر في 1933، كتب ليون فويخت فانغر عن شاب يقتل صحافيا ويتم اطلاق سراحه بذريعة أن الامر يتعلق بـ “الدفاع عن النفس”. بعد مرور تسعين سنة على ذلك تمكن اليشع ييرد، المتهم بقضية قتل، من الابتسام برضا. فهو ايضا تم اطلاق سراحه بذريعة “الدفاع عن النفس”. فويخت فانغر يصف الحوار بين القتلة والمقتولين قبل وقت قصير من تحولهم الى قتلى.

قبل نهايتهم، كتب فانغر، تجادل الاوبر مانيم مع الذين اصبحوا جلاديهم وطالبوا باتفاقات ووقعوا على عقود ولم يعرفوا أنه خلال شهر أو شهرين سيكون بالامكان فقط مسح أيديهم بهذه الاتفاقات. يمكننا الغضب من قصر نظرهم، ومن تمسكهم بوهم أنه “لن يحدث هذا لنا”. نحن لا يمكننا اعفاء انفسنا من تخيل ذلك.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى