ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل اليمينية في الطريق إلى أزمة شاملة: على اليسار أن يستعدّ

هآرتس ١٦-١١-٢٠٢٢، بقلم: أوري بار يوسف: إسرائيل اليمينية في الطريق إلى أزمة شاملة: على اليسار أن يستعدّ

هاكم اقتراحاً لنشطاء اليسار: قلصوا الانشغال الليبرالي بحقوق المثليين والعرب والمهاجرين، وحتى النساء، وابدؤوا الاستثمار أكثر في إيجاد حلول حقيقية للاحتياجات الرئيسة ـ وعلى رأسها الأمن الشخصي والاقتصادي لمواطني إسرائيل؛ فمن المرجح أنه على الأقل سيتحقق جزء من سيناريوهات الرعب المتوقعة مع تشكيل الحكومة، ويلحق الضرر الكبير بأمننا وبمستوى حياتنا. أيضا لأنه لا يوجد لليمين أي رد حقيقي على هذه التحديات، وتوجد الحلول بالتحديد في رؤية المعسكر المقابل.

نقطة الانطلاق لهذا الاقتراح بسيطة: بالإجمال من الجيد العيش هنا. مع كل الغضب من غلاء المعيشة والازدحامات والاكتظاظ يجب أن نتذكر أنه في العام 2004 كان الناتج المحلي الخام تقريبا 20 ألف دولار للفرد، والآن هو أكثر بقليل من 50 ألف دولار. الركود، كما كان هنا في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وبداية الألفين، أصبح ذكرى بعيدة. ولكن مع حكومة قواعدها الأساسية هي إسحق غولدكنوفف وآريه درعي يتوقع حدوث أزمة اقتصادية جديدة، سيدفع ثمنها معظم الجمهور، بمن في ذلك ناخبو “الليكود”.

بصورة غريبة أيضا العيش هنا آمن جدا. صحيح أنهم في وسائل الإعلام يحولون كل محاولة طعن إلى عملية جماهيرية؛ لأن موجات الذعر تحصد نسبة مشاهدة عالية، لكن فعليا قتل في العمليات “الإرهابية” في السنوات الأربع الأخيرة (باستثناء العام 2022) 42 إسرائيلياً.

السفر على الشارع أكثر خطرا بكثير. بعد سنة أو سنتين مع حكومة يمينية قواعدها الأمنية هم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أو حرب محتملة مع إيران أو انتفاضة تزداد في الاشتعال في “المناطق” أو تبادل اللكمات مع “حزب الله”، سنشتاق إلى الأمن الشخصي الذي نتمتع به الآن. يمكن الافتراض بأنه ستكون لذلك تداعيات على الاعتبارات السياسية لمعظم المواطنين لأن مقياس الاحتياجات الأمنية، الأمن الشخصي، والأمن الاقتصادي، تحتل مكانة أكثر أهمية من الهوية والتماهي والتمادي.

عندما سيحدث ذلك فمن المهم أن يكون لمعسكر اليسار إجابات ذات صلة، في نهاية المطاف أثبتت نفسها في أوضاع مشابهة في السابق. التكلفة المتزايدة لدعم معسكر الحريديين، الذي لم يرتفع إسهامه في اقتصاد الدولة، وتتعزز الاحتياجات الأمنية والاستثمارات الكبيرة في “المناطق”، وتقليص الاستثمارات والدعم من الخارج وربما عقوبات اقتصادية، كل ذلك سيؤدي تقريبا بالتأكيد إلى أزمة اقتصادية.

الحلول التي ستعرضها المعارضة، مثل تقليص التسهيلات للحريديين وتقديم المساعدة لقطاعات الإنتاج وعملية سياسية تخفف الإنفاق على الأمن وتزيد الاستثمارات الأجنبية، ستجذب أكثر مصوتين ما يمكن أن تعرضه حكومة تعتمد على “شاس” و”ديغل هتوراة” و”قوة يهودية”.

تطرح الأزمات الأمنية حلولا ظهرت في السابق بأنها غير محتملة. قبل حرب “يوم الغفران” اعتقد أكثر من 90 في المئة من اليهود في إسرائيل أنه من المحظور الانسحاب من كل شبه جزيرة سيناء حتى مقابل اتفاق سلام. أقنعتهم الحرب بأن اتفاق السلام يعطي أمناً أكثر من التواجد في شرم الشيخ. مهدت الانتفاضة الأولى الطريق للاعتراف بـ م.ت.ف والبدء بعملية سياسية معها. وعززت الانتفاضة الثانية الإدراك بأن الحل لتحديات الأمن هو دولتان لشعبين، الذي هو الآن رغم القوة السياسية لليمين مقبول على معظم الجمهور. مواجهة عسكرية مرتفعة الثمن يمكن أن تعزز هذا التوجه.

انتخابات التجديد النصفي في أميركا أثبتت أن السياسة الواقعية، خلافا للهستيريا غير المتناهية في رسائل عبثية، تحمل ثمارا انتخابية.

الناخبون في إسرائيل حكيمون بدرجة لا تقل عن الجمهور الأميركي. في انتخابات 2006 عندما خيب “الليكود” برئاسة نتنياهو أمل هذا الجمهور، أعطاه 12 مقعداً فقط. وإذا قادت الحكومة الجديدة إلى أزمات قاسية دون أن تعرض أي حلول فهذا من شأنه أن يحدث مرة أخرى. وعندما سيحدث ذلك سيكون على البديل أن يكون مستعداً.

لذلك، من الآن على قوى اليسار البدء في بناء الأدوات التي تمكنها من طرح رؤيتها، ليس فقط في تل أبيب بل في الضواحي أيضا. في الانتخابات الأخيرة حصل “العمل” و”ميرتس” معا على أقل من 1.5 في المئة من الأصوات في ديمونة، رغم اهتمامها بالعدالة الاجتماعية هناك بدرجة لا تقل عما هو في تل أبيب.

اوضاع الأزمة التي تجعل الناس يعيدون التفكير خلقت فرصا ستمكن من الربط بين سلم القيم هذا واحتياجات سكان الضواحي.

هكذا أيضا في مجال الأمن. تركت نتائج الانتخابات اليسار مع رؤية في مركزها إنهاء الاحتلال والدولتان لشعبين، لكن دون سلطة مهيمنة للتعبير عنها في الكنيست.

يجب على اليسار تجنيد جهات لها مكانة أمنية في صفوفه، يمكنها أن تعبر عنها.

في الفضاء العام توجد هيئات لها قيمة مهنية مثل “قادة من أجل أمن إسرائيل”، الذين يعملون على تحقيق هذا الهدف.

يجب على اليسار إيجاد طرق لتعزيز هذا الحلم المشترك؛ لأنه عندما ستأتي الأزمة فإنه فقط السلطة المترجمة إلى قوة سياسية هي التي يمكنها أن تحقق هذا الحلم.

يوجد اليسار الآن في نقطة حضيض هي الأكثر تدنياً منذ بداية المشروع الصهيوني.

من هنا يمكن فقط أن نصعد. يجب فقط معرفة كيفية استغلال الفرص بشكل صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى