ترجمات عبرية

هآرتس: إذا كان هناك دليل قاطع على ضرورة وجود سبب، فهو تنمر الوزراء تجاه أمين المظالم

هآرتس 10-7-2023، بقلم يوسي فيرتر: إذا كان هناك دليل قاطع على ضرورة وجود سبب، فهو تنمر الوزراء تجاه أمين المظالم

ليس صعباً تخيل ردود أعضاء المعارضة السابقة على الوضع الذي كانت فيه حكومة بينيت – لبيد ستعقد جلسة خاصة لمناقشة المظاهرات والإزعاجات التي لا تتوقف أمام منازل الوزراء وأعضاء الائتلاف. الكنيست بكامل هيئتها تنفجر حرفياً. بنيامين نتنياهو كان سيعرض أفلاماً قصيرة، بعضها بالإنكليزية، ويدعو المجتمع الدولي إلى منع تدمير الديمقراطية في إسرائيل. غاليت ديستر اتبريان كانت ستزأر وتنفجر باكية (دائماً بدون دموع)، أما شلومو قرعي فكان سيقتبس مقاطع من التوراة.

ثلاث ساعات ونصف الساعة استمرت عملية التوبيخ التي نظمها رئيس الحكومة والوزراء للمستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، والمدعي العام عميت ايسمان. كان طقساً قبلياً، إبداعياً وفظاً، استهدف إهانة وتخويف حراس العتبة. مسموح للحكومة أن تخالف رأي المستشارة القانونية للحكومة، ومسموح أيضاً طلب توضيحات، حتى بمشاركة كل أعضاء الحكومة، ولكن هناك أسلوباً ونهجاً دارجاً واحتراماً، إذا لم يكن للشخص فللمؤسسة التي يمثلها. وإذا وجد دليل قاطع واحد على أهمية ذريعة المعقولية، التي سيتم الدفع قدماً لإلغائها اليوم في الكنيست، فهو طريقة التعامل الوقحة والوحشية للوزراء مع بهراف ميارا بقيادة وزير العدل ياريف لفين الذي كان أكثرهم سمية وصراخاً وتطاولاً. فقد استل سوابق وأحكاماً. ميري ريغف ودودي امسالم طالبا بـ “إقالتها”.

حتى من لا يحب المستشارة القانونية بهراف ميارا، مضطر للاعتراف بأنها أثبتت رباطة جأش استثنائية. لقد حاولوا إخراجها عن أطوارها واتزانها بتوجيه الإهانة ورفع الصوت والتشويه وإخراج الأقوال عن سياقها. وقد تمسكت بصياغات بارزة وجافة لتفسيرات القانون – حسب رأيها.

من المهم معرفة ما الذي فكرت فيه عندما جلست وحصلت على أكوام النفايات اللفظية مع الرائحة التي تفوح منها، رائحة كراهية النساء، أمام عدد من الأشخاص، معظمهم يؤيدون ويشجعون الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين في “المناطق” [الضفة الغربية]؛ والذين جميعهم بدون استثناء يؤيدون البؤر القانونية ومستوطنيها وخرق القانون الممنهج والمتواصل في الضفة الغربية. هؤلاء بدأوا يقدمون لها المواعظ الأخلاقية، وطلبوا منها التوقف عن “الإنفاذ الانتقائي للقانون”. كل من يحتضنون “شبيبة التلال” من جهة، ورام بن يهودا وأمثاله من جهة أخرى، أصبحوا فجأة أمراء القانون والنظام.

اللحظة السخيفة في الجلسة كانت عندما تمسك رئيس الحكومة بأقوالها ليدس التوجيهات التي جاءت من البيت: تذكر “محاصرة” صالون تصفيف الشعر في ميدان الدولة في تل أبيب، الذي كانت فيه زوجته. لقد رفع عن نفسه العتب.

لكن ما الذي حققه نتنياهو في هذه الجلسة؟ ما الذي ربحه؟ كيف دفع قدماً بأهداف “الإصلاح”؟ لا شيء. عندها كان الحدث قد عمل ضده وخدم الاحتجاج. على خلفية الحديث عن الإقالات المتوقعة لبهراف ميارا وعميت ايسمان بعد إلغاء ذريعة المعقولية، فإن عقد الجلسة الذي يمكن أن يظهر كتمهيد للأرض من أجل الإقالات، هو مثل صب الزيت على نار الاحتجاج، قبل يوم على “يوم الشلل” غداً. انقضاض الوزراء على حارسة العتبة الأكبر في الدولة يزيد التخوفات لدى أوساط الأغلبية الساحقة للجمهور الذي يعارض الانقلاب. وإذا تخيل نتنياهو إقالتها، فلنشاهد ذلك. الليلة التي أقيل فيها يوآف غالانت، 26 آذار الماضي، ستظهر كحفلة شارع في يوم الاستقلال. في الواقع، يمكنه أن يجففها ويتجاهل رأيها ويأمل أن تيأس وتغيب عن عينيه. الاحتجاج الأقوى والأكثر تواصلاً الذي عرفته الدولة دخل الأسبوع الـ 28 وبقوة كبيرة، وعلى الرغم من الكمية الضخمة التي تتدفق في نهاية كل أسبوع إلى الشوارع، فالأمر يتعلق باحتجاج غير عنيف، خلافاً للانطباع الكاذب الذي يحاول الوزراء خلقه. “لم يتم نقل أي شرطي إلى المستشفى لتلقي العلاج”، قال أمس المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي (المتظاهرون هم الذين زاروا غرف الطوارئ في المستشفيات)، دون أي شرطي من بين آلاف رجال الشرطة.

هذا ما “يصيب بالجنون” وبحق، حسب تعبير دودي أمسالم، الوزراء. بعضهم على الأقل يريدون رؤية الدماء، وجماجم مهشمة، وأقدام محطمة وعيون مفقوءة. المقارنة التي جرت أمس في غرفة جلسات الحكومة مع مظاهرات أبناء الطائفة الإثيوبية التي كانت عنيفة جداً، ليس هو الموضوع هنا. رجال الشرطة هم الذين يصابون من قبل اليمين وقت إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهكذا كان في احتجاج الطائفة الإثيوبية وفي الانفصال. لذا يجب قول الحقيقة، للمرة الألف: اليسار ليس جمهوراً عنيفاً.

إضافة إلى ذلك، أنشئ نوع من “التطبيع” لإغلاق الطرق. الشرطة هي المسؤولة عن ذلك، وهي في معظم الحالات تفضل احتواء الحصار بدلاً من تفريق المتظاهرين بالقوة. هذا أحد الإنجازات البارزة لشرطة إسرائيل في هذه الفترة، الأمر الذي أثار استياء الوزير بن غفير. فهذا السفاح المدان وداعم الإرهاب بكل قوة، يحرض الشرطة على استخدام العنف الشديد ضد المتظاهرين، ولكن بدون نجاح حتى الآن. ثمة سبب للخوف من أنه سيحقق ما يريد في المستقبل غير البعيد عندما تتغير قيادة الشرطة ويتم تعيين طاقم من المتملقين.

سيكون الامتحان الفوري يوم غد. فرؤساء المقاومة ضد الانقلاب يخططون، حسب قولهم، إلى شيء غير مسبوق، بما في ذلك في مطار بن غوريون كما يبدو، هذا هدف ذاتي. تظهر الاستطلاعات بأن ثلثي الجمهور يعارضون إغلاق المطار. هذا تنكيل زائد بالإسرائيليين الذين يريدون الهرب من هنا لفترة قصيرة، وبالسياح الذين في الأصل لا يأتون بالأعداد كما السابق. آلاف العائلات التي تحلم في هذه السنة بعطلة صيفية ستجد نفسها في ضائقة غداً. ما الفائدة من المس بها؟ هذا من نوع النشاطات التي تخدم الحكومة. في المقابل، انضمام مصالح تجارية كبيرة وشل قطاعات اقتصادية وأيضاً تهديد رجال الاحتياط بوقف التطوع، أمر يضر باستعداد الجيش الإسرائيلي. كل هذه نشاطات لها فائدة. وكما قلنا، فإن المظاهرات اليوم أمام منازل الوزراء وأعضاء الكنيست، الذين يتذوقون الوجبة التي تذوقها أعضاء ائتلاف بينيت – لبيد خلال سنة. وما يثير الاستغراب أكثر هو أن المرقة لم تعجبهم ولم تكن مناسبة لذوقهم.

مشروع قانون ذريعة المعقولية بالصيغة المتطرفة التي تعفي الحكومة من أي اعتراض قضائي على التعيين والإقالة، سيصادق عليه اليوم بالقراءة الأولى. وربما يكون التصويت الأخير بعد أسبوعين كما تعهد نتنياهو. لن نخفف الصيغة، وعد سمحا روتمان. الذيل يهتز في رئاسة الحكومة في هذه الأثناء.

بخصوص الوزراء، يبدو إلغاء هذا الاعتراض بمثابة حلم في ليلة صيف. كل ما يعنيهم هو التعيينات والإقالات، مثل إقالة حراس العتبة وممثلي الجمهور والأشخاص النزيهين والمدافعين عن القانون، وتعيين نقيضهم بالضبط، أعضاء مركز الليكود، ومستشارين سياسيين مخضرمين، ونشطاء سياسيين، ومقاولي أصوات وأعضاء كنيست هزموا في الانتخابات التمهيدية.

اقترح إسحق هرتسوغ العودة فوراً إلى محادثات المصالحة برعايته. “الاتفاق في متناول اليد”، قال، وحذر مرة أخيرة من “صدع فظيع داخل الشعب”. مشكلة هرتسوغ كانت وما زالت المقارنة المتزنة التي يجريها بين الحكومة والمعارضة، بين الديمقراطية التي تدافع عن نفسها والدكتاتورية القادمة. ودعا ممثلي الجمهور إلى “الاستيقاظ” بدلاً من دعوة نتنياهو إلى وقف التشريع. لأنه إذا تم إلغاء ذريعة المعقولية فسيتم القضاء أيضاً على الاحتمال الضعيف في استئناف المحادثات في مقر الرئيس.

أقوال هرتسوغ إضافة إلى أنها غير مقبولة في ظل الواقع الحالي، لا سيما على خلفية التصفية المركزة التي قام بها أعضاء الحكومة ضد المستشارة القانونية للحكومة والإضرار الخطير بالاقتصاد، أخذت طابعاً محرجاً أكثر إزاء أقوال الرئيس الأمريكي جو بايدن. في مقابلة مع “سي.إن.إن” قال بايدن إن الأمور كما هي: هذه الحكومة هي الحكومة “الأكثر تطرفاً” منذ خمسين سنة. وعندما سئل عن الزيارة المحتملة لنتنياهو في البيت الأبيض، قال: “رئيس دولة إسرائيل سيصل”.

يبدو أنه لم يقرأ المقابلة في “معاريف” مع وزير الخارجية إيلي كوهين الذي قال إن دعوة رئيس الحكومة ستصل “قريباً”. كان يجب اطلاعه قبل الخروج إلى البث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى