ترجمات عبرية

هآرتس: ألمانيا 1933 وإسرائيل 2023: الأمور متشابهة جداً

هآرتس 2023-03-08، بقلم: ب. ميخائيلألمانيا 1933 وإسرائيل 2023: الأمور متشابهة جداً

في 23 آذار، بعد نحو اسبوعين تقريبا، سنحتفل بالذكرى التسعين على ولادة “قانون التفويض”. هذا القانون تم سنه بتصويت 444 من اعضاء حزب العمال الوطني – الاشتراكي، والتصويت عليه كان في جلسة برلمانية في مدينة بوتسدام. المقر السابق لنفس البرلمان في مدينة برلين تم احراقه على يد الاشرار في العام 1933.

هدف القانون، الذي اسمه بالكامل كان “قانون اصلاح ضائقة الشعب والدولة”، كان تضخيم بشكل لانهائي قوة الحكومة. اعطاءها، ومن يترأسها، صلاحيات تشريع غير محدودة مع التغلب على رقابة البرلمان ورقابة القضاء وفصل السلطات وهراءات الديمقراطية وتعليمات القانون. بإعادة تفكير، ايضا ترجمة اسم القانون الى “قانون استقواء” هي ترجمة منطقية جدا، أليس هذا صحيحا؟.

كما يبدو، حقاً فقط كما يبدو، فانه من شأن الناس طرح افكار في اعماقهم وكأنه توجد ذرة صغيرة من التشابه بين قانون “التفويض” التاريخي وبين الاصلاح النظامي لياريف لفين وتلميذه (الذي يأتي بالطبع ايضا باسم الشعب). وكأنه ايضا هنا القصد هو فقط اعطاء قدرة تشريع مطلقة للحكومة مع الاستقواء على البرلمان والنقد القضائي وفصل السلطات وهراءات الديمقراطية. هذا بالطبع جنون مطلق ليس له أي اساس حقيقي، لا يوجد أي مكان للمقارنة. وهاكم الفرق: هناك الاشرار اضطروا الى احراق البرلمان من اجل التخلص منه. هنا نحن لسنا بحاجة الى خدع بدائية كهذه. يوجد لدينا “انضباط ائتلافي”. قبل مجيء الموعد جعلنا البرلمان لدينا مسرح دمى. هكذا، الحكومة تقترح قانوناً وتمسك بالخيوط وفجأة جميع الاصابع ترفع. القانون تتم الموافقة عليه. التشريع انتهى. يتركون الخيوط ومرة واحدة جميع الاصابع تنزل. تسلية. يوجد نظام. نحن لسنا بحاجة الى عود ثقاب. كيف اذا يمكن المقارنة.

هؤلاء الانذال الاغبياء هناك كان لهم دستور. وحتى أنه يقال بأنه كان دستوراً فاخراً. مطلوب قانون من اجل التغلب عليه. عندنا من البداية لا يوجد دستور. لا يوجد ما نستقوي عليه. هذا ممتع. فقط لدينا محكمة عليا وهي احيانا تكون مزعجة، لكن هذا غير فظيع. القليل من الاصلاح والقليل من القضاة لدينا والقليل من الخصي والامر ينتهي. لن تزعجنا اكثر. اذا كيف يمكن المقارنة؟.

ايضا هم هناك ارادوا تحكيم الاشرار، شخص شرير، مارق، وغد، رسام سيئ مع شارب. ونحن؟ نحن ببساطة نريد اخراج الى النور براءة شخص عزيز، مستقيم، حنون، رحيم وبدون لحية وشارب. هل يمكن المقارنة؟.

هذا ليس كل شيء. القذرون هناك قاموا بسن قانونهم لأنهم ارادوا احتلال كل اوروبا وسلب أملاك اليهود واراضي البولنديين والوصفات الفرنسية والفن الايطالي، وقتلهم جميعا. ايضا ارادوا “المانيا الكبرى” وارادوا أن يكون كل شيء قانونيا. يا للعار.

وماذا بالنسبة لنا؟ نحن فقط نريد انقاذ اراضي الدولة وتطيير العرب واحتضان ممتلكاتهم وتسوية قراهم بالارض وأخذ الحمص خاصتهم وأن نقوم ببناء الهيكل على مسجدهم وأن نقتل هنا وهناك القليل من العرب. فقط نحن نريد تحرير بلادنا الكاملة. هذا هو كل ما نريده، وأن يكون كل شيء قانونيا. كيف يمكن المقارنة؟.

بشكل عام هم كانوا ضد اليهود ونحن مع اليهود. هم ارادوا تصفية الديمقراطية ونحن نريد تعزيزها. هم زرعوا الدمار والموت ونحن نعد بالازدهار والنمو. هم قاموا بسن قانون “تفويض” فظ وقبيح ونحن فقط نقوم باجراء “اصلاح” لطيف وودي مع من يستخدمه.

هل يمكن المقارنة؟ نعم. ولكن هذا محظور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى