أقلام وأراءغير مصنف

نواف الزرو: عن تصفية “الاونروا” وحق العودة للاجئين: القضية التي تثير رعب الكيان الصهيوني

نواف الزرو

هذه الحملة الصهيونية -الامريكية- البريطانية ضد وكالة  الغوث”الاونروا” واتهامها بالارهاب او ب”ان بعض موظفيها يتعاونون مع حماس”، ووقف الدعم المالي عنها من قبل نحو عشر دول، انما هي حملة متجددة سبقتها حملات عديدة استهدفت انهاء عملها ايضا، فنتنياهو اعلن عدة مرات إنه “حان الوقت لتفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا”. وأعضاءً في الكونغرس الأميركي عملوا سابقا  لحل “وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”، على أن يتم معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين بواسطة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR).، ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق نفتالي بينت كان هاجم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واصفاً إياها بالمنظمة التي تدعم الإرهاب وتكرس “الوضع السيئ” لسكان قطاع غزة تحت “وطأة نظام حماس-وكالات- الجمعة 05 يناير 2018 01:30 ” على حدّ تعبيره، يضاف الى ذلك جملة لا حصر لها من التصريحات الاسرائءيلية والامريكية وغيرها التي تطالب إن بشكل مباشر او غير مباشر بنهاء دور الوكالة.

فما الحكاية اذن…؟!، ولماذ هذه الحملة الامريكية الصهيونية الابتزازية….!؟، ولماذ السعي لتصفية الانزوا…؟! وتصفية قضية اللاجئين…؟!.

فحينما تكون الاونروا ويكون حق العودة في دائرة الاستهداف المشترك الامريكي الاسرائيلي، فذلك ليس عبثا او تأبطا، فاخطر الملفات التي خلفها عام النكبة واغتصاب فلسطين هوملف “اللاجئين وحق العودة”…!

فقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة ” تشكل جوهر الصراع المستمر منذ نحو سبعين عاماً “

و” اللاجئون هم جوهر ومضمون ومادة النكبة الفلسطينية”، و قضيتهم بالتالي هي قضية وطن وشعب وتاريخ وحضارة وتراث وحاضر ومستقبل ” .

ولان النكبة وقضية اللاجئين في العقل والوعي الفلسطيني تشكل جزءاً مركزياً من الشخصية الفلسطينية، وليس فقط من الذاكرة ، أي أن الفلسطيني المنكوب اللاجىء هو أيضاً السياسي والثقافي والاقتصادي، وحيث أن اللاجئ الفلسطيني هو أساس وجوهر ومادة النكبة المستمرة حتى اليوم، فإنه لا يمكن عملياً الفصل بين اللاجئ والنكبة المستمرة إلا بمعالجة وحل مشكلة النكبة ذاتها، ولان ذكرى النكبة غدت ثقافة تشمل كل ابناء الشعب الفلسطيني  …وكرست ثقافة العودة والحق الراسخ بالعودة والتعويض..!

ولأن النكبة نحتت ابدية العلاقة بين الفلسطيني ووطنه وانسانيته ووجوده… “فالنكبة في الفلسطيني والفلسطيني في النكبة”.

لذلك كله:

نتابع كيف ترفض الخريطة السياسية الإسرائيلية من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها – ومن الحاخام إلى ميرتس – ومن اصغر جندي إلى الجنرال –  حق العودة للاجئين الفلسطينيين .

والموقف الاسرائيلي يتمادى ويتجاوز كل المواثيق والقوانين الدولية في قضية اللاجئين.

     فمنذ البدايات الأولى لنشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في أعقاب نكبة 1948 ، تبنت القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية سياسة ومنهجية واضحة راسخة وخطابا اعلاميا سافرا لم يتغير حتى يومنا:

– رفض حق العودة لللاجئين الفلسطينيين رفضاً مطلقاً ، والعمل على تصفية هذه القضية التي يجمع الإسرائيليون من الحائط إلى الحائط على أنها تهدد دولتهم استراتيجياً .

وقالوا في ذلك:

– شارون :” لن نسمح بعودة حتى لاجئ واحد إلى إٍسرائيل ” .

– ليفني – “لا عودة للاجئين فمشكلتهم ليست إسرائيلية”. واعتبرت أن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين ليس بالسماح بعودتهم ولا حتى لواحد منهم. وقالت:” أنا مستعدة للقيام بهذه المصالحة التاريخية ما دمت اعرف أن إقامة دولة فلسطينية هو السبيل لتحقيق طموحاتهم”، مضيفةً :”وإذا كانت هناك مشكلة لاجئين غادروا في العام 1948 فهذه لم تعد مشكلة إسرائيلية”.

– بيريز: الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين يعني نهاية الدولة العبرية -الخميس 14/6/2007 “، وقال بيريز “أن الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين يعني نهاية الدولة العبرية”، وقال :”لا يمكننا القبول بحق العودة للفلسطينيين فإذا اعترفنا بهذا الحق سيكون في إسرائيل أغلبية فلسطينية بدلا من الأغلبية اليهودية وهذا يعني نهاية الدولة العبرية”.

-عاموس عوز- مواجهة مشكلة اللاجئين، وقال”في كل مرة نسمع نحن الاسرائيليين عن “مشكلة لاجئي 1948″، تتقبض بطوننا لكثرة الخوف والقلق، أصبحت مشكلة اللاجئين عندنا مرادفا لحق العودة، وحق العودة قضاءا على اسرائيل”.

–مردخاي كيدار محاضر للقسم العربي وباحث في مركز بيغن – السادات في جامعة بار ايلان- هآرتس:”قبول اسرائيل بعودتهم سيؤدي الى تصفيتها لنفسها – وقضية اللاجئين هي لب الصراع بين اسرائيل وجاراتها”.

وكان الباحث الاستراتيجي الإسرائيلي الجنرال احتياط شلومو غازيت قد عبر عن المواقف الرسمية الاسرائيلية تجاه قضية اللاجئين و”حق العودة”  تعبيرا عميقا حينما كتب في صحيفة معاريف الإسرائيلية قائلاً : ” كل من يريد حلاً للنـزاع الإسرائيلي – العربي يعرف جيداً أنه لن يكون هناك أي حل حقيقي إذا لم يحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين”، ويضيف:”لا يمكن ايجاد حل لهذه المسألة بدون تنازل فلسطيني عن موضوع  تحول خلال السنين إلى موضوع حساس جداً من ناحية سياسية وعقائدية وعاطفية ، وهو موضوع ” حق العودة ” إن تنازلاً عربياً – فلسطينياً في هذه النقطة ، سنعتبره دليلاً قاطعاً على تسليم الجانب العربي بوجود إسرائيل ويأسهم من   إمكانية تصفيتها” .

وفي مقاله نشرتها صحيفة معاريف، عبر كاتبها عاموس جلبوع وهو باحث استراتيجي أيضاً عن ذات الفحوى والبعد قائلا: ” إن حق العودة للفلسطينيين يعني وبشكل واضح نهاية الدولة الصهيونية “.

وفي السياق ذاته اشترط موشيه شاحاك وزير الطاقة الإسرائيلي في حينه ” التنازل الفلسطيني عن حق العودة ووقف الإرهاب كشرط للدخول في مفاوضات ” – عن صحيفة هآرتس” .

وذلك لأن هذا الحق كما يرى أروي افنيري أحد أبرز أقطاب معسكر السلام الإسرائيلي في مقالة له نشرت في مجلة ” هعولام هزية ” ” يثير الرعب لدى الإسرائيليين “.

ولذلك أيضاً كتب عدد من السياسيين والباحثين الإسرائيليين ومنهم د. يوحنان بادر في معاريف ، متسائلين : ” من سيوافق من الإسرائيليين على حق العودة للاجئين الفلسطينيين “، وكتب جدعون ليفي في هآرتس عن رعب العودة قائلاً : ” .. طالما أن الفلسطيني يطرح موضوع حق العودة فإن الإسرائيلي يشير قائلاً : ها هو الدليل القاطع بأن لا حل للنزاع وأنه ليس هناك من نتحدث معه ، فهم يريدون يافا .. ” .

وكشف الباحث الإسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي في صحيفة هآرتس النقاب عن : ” أن ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة في موضوع حق العودة تنبع من أسباب نفسية لأن كافة التوقعات تشير إلى أن الفلسطينيين سيتحولون إلى أغلبية حتى بدون عودة اللاجئين  ” ، وربط بنفنستي المشكلة بالتوازنات الديموغرافية .

ومن هنا تعامل وما يزال الإسرائيليون سياسيا وديبلوماسيا واعلاميا مع قضية اللاجئين باعتبارها أخطر ملف خلفته حرب 1948 ، وباعتبارها قضية تثير الرعب وهواجس الأمن والخوف على مستقبل الدولة الإسرائيلية، ولذلك يصعب أن نرى مسؤولاً إسرائيلياً مستعداً لإرخاء أذنه لبحث مسألة حق العودة لللاجئين الفلسطينيين، وإنما فقط لبحث كيفية توطين اللاجئين والانتهاء منها مرة واحدة وإلى الأبد .

الحملات إلاسرائيلية – ألامريكية المتلاحقة في قضية قراري التقسيم وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وصلت الى ذروتها في وعد بوش لشارون في نيسان/2004 اولا، ثم قبيل وخلال مؤتمر انابوليس ثانيا، ثم وصلت الى  محاولات شطب مصطلح النكبة من قرارات ووثائق الامم المتحدة، ثم في سعي الكونغرس الامريكي لتصفية القضية في الامم المتحدة، ثم وصولا الى نتنياهو الذي يشن حربا شرسة على الوكالة وعلى حق العودة وعلى كل العناوين الفلسطيني.

 بل ان :

– دولة الاحتلال تعمل  من اجل شطب حتى مصطلح “النكبة” من قرارات ووثائق الامم المتحدة.

– دولة الاحتلال تسعى ل”تفكيك حق العودة الى مركبات اقتصادية والى دولارات”، فهناك وثيقة إسرائيلية تترجم حق العودة والحقوق التاريخية بالوطن إلى لغة الدولارات…!

وكانت صحيفة “هآرتس قد نشرت  نص وثيقة جرى إعدادها من قبل مجموعة إسرائيلية تضمنت ترجمة حق العودة إلى الوطن من لغة الإجحاف والحقوق التاريخية إلى مركبات اقتصادية تصل كلفتها إلى ما يقارب 90 مليارد دولار/كما وثق  هاشم حمدان/عرب48”..!.

وتعمل على شطب القضية بكافة ملفاتها السياسية والحقوقية واحلال الافق الاقتصادي محل الافق السياسي الاستقلالي السيادي…؟!

  ان  فلسطين تحتاج كما يحتاج “حق العودة لملايين اللاجئين” الى تحشيد كل الطاقات الفلسطينية والعربية والوفية المخلصة من اجل التصدي الى هذا الهجوم الامريكي- الاسرائيلي  المحموم على “حق العودة” اخطر واهم الملفات الفلسطينية ..!

  وبينما تواصل “اسرائيل”ومن ورائها الكيان، الإصرار على أن يتنازل الفلسطينيون والعرب عن حق العودة للاجئين ، كشرط مسبق لاي تسوية محتملة”وهمية”، فان الامر يستدعي من الفلسطينيين والعرب وقفة حقيقية وجادة امام مسؤولياتهم التاريخية في التعاطي مع هذه القضية، فطالما انياب العدو  بارزة لالتهام “حق العودة لملايين اللاجئين” الذين هم جوهر ومادة النكبة المفتوحة ، فعلى الفلسطينيين والعرب العمل على تحطيم او تعطيل فعل تلك الانياب…و”كلما كبر العرب كلما صغرت”اسرائيل”…و”كلما صغر العرب كبرت اسرائيل”…!

وهذا اضعف الايمان…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى