أقلام وأراء

نواف الزرو: شـهادات مروّعـة جديـدة عن مذبحة الطنطورة ويبقى الحساب مفتوحا مع الاحتلال!

نواف الزرو 29-5-2023: شـهادات مروّعـة جديـدة عن مذبحة الطنطورة ويبقى الحساب مفتوحا مع الاحتلال!

لم تتوقف وسائل الاعلام العبرية والعربية والانجليزية في الشهور والاسابيع القليلة الماضية عن نشر وتعميم سلسلة من الفيديوهات والاعترافات والشهادات والابحاث والتقارير والمقالات والتعليقات حول المجزرة الصهيونية المروعة التي نفذتها التنظيمات الارهابية الصهيونية في قرية الطنطورة الفلسطينية في عام النكبة 1948، والتي كشف النقاب عنها الباحث الاسرائيلي تيدي كاتس في مرحلة سابقة، ثم جاء الباحث أدام اراز ليضيف المزيد على وقائع وتفاصيل تلك المجزرة، ويبدأ مقال أراز بعرض زمان ومكان مجزرة الطنطورة، القرية الواقعة في قضاء حيفا، ثم يتناول السياق التاريخي للحدث كونه حلقة في مسلسل الأعمال الإرهابية الصهيونية الرامية إلى ترويع السكان العرب وإرغامهم على الهروب، كما يتناول الرواية الإسرائيلية الرسمية عن حرب 1948 التي جاءت خالية من أية إشارة إلى مجزرة في الطنطور، ويتناول أخيراً نقض الرواية الرسمية، الذي افتتحه الباحث الإسرائيلي تيدي كاتس في الأطروحة التي قدمها لنيل شهادة الماجستير في جامعة حيفا.

ثم كشف النقاب قبل ايام قليلة فقط عن المزيد من الشهادات المروعة حول اتلمذبحة، وأُجري البحث الجديد من قبل “هندسة الطب الشرعي”، وهو معهد يعمل في جامعة لندن برئاسة المهندس الإسرائيلي، البروفيسور ايال فايتسمان، ويوثق أعضاؤه خرق حقوق الإنسان في أرجاء العالم عن طريق استخدام التكنولوجيا المتطورة ومكتشفات يتم عرضها في المحاكم، وقال الباحثون في المعهد إنهم نجحوا في العثور على القبور الجماعية عن طريق استخدام تحليل صور جوية تاريخية ومقارنتها بصور جوية حديثة، إضافة إلى ذلك قاموا بجمع الشهادات، وقاموا ببناء نماذج محوسبة، وعملوا مسحاً للأرض، وهي عملية يتم فيها قياس وتوثيق المباني المعدودة التي بقيت من القرية وفحص المواقع التي توجد القبور تحتها. في التقرير يعطون معلومات تفصيلية عن “الأعمال الترابية” والأمور الاستثنائية والتشويشات في الأرض، ما يدل حسب رأيهم على الاشتباه بوجود قبور جماعية. ومن ابرز واخطر عناوين المعطيات الجديدة جول المذبحة:

-اغتصبوا ونهبوا ةقتلوا وهجّروا أهل القرية…!

-أجبروا الأطفال على دفن الشهداء بأربع مقابر جماعيّة…!

– طلبوا منّا =كما يقول احد اطفال القرية- رمي جثث سكان القرية في الحفرة، رمينا جثثاً وأشخاصاً كانوا (نصف أحياء)”

– -أوقفوا الشبان نحو الحائط وأطلقوا عليهم النار، وقتلوا خلال ساعة 60 – 70 شخصاً” نقلا عن: عوفر اديرت-عن “هآرتس2023-5-26″”

ومن وقائع المجزرة ايضا: إلى جانب العمليّات الحربيّة الّتي شنّها «لواء ألكسندروني» في القوّات الصهيونيّة، نفّذ عناصر منه مجزرة رهيبة ضد أهالي القرية الأبرياء، ولاحقًا أجبروا مجموعة من رجال القرية على حَفر حُفر عديدة لدفن جثث القتلى في قبور جماعيّة، وطمس معالم المنطقة الّتي تحوّلت مع مرور الزمن إلى موقف للسيّارات قرب شاطئ الطنطورة. هذا ما اعترف به عدد من المجنّدين في هذا اللواء أخيرًا، من خلال فيلم للإسرائيليّ ألون شفارتس عن القرية، وهم وغيرهم أنكروا قبل أكثر من عشرين عامًا وقوع المجزرة.

ومن تلك المجزرة البشعة في الطنطورة مرورا بسلسلة اخرى طويلة من المجازر المقترفة عبر اكثر من خمسة وسبعين عاما(وتقدر بخمسة وسبعين مجزرة جماعية ومئات المجازر الصغيرة ناهيكم عن الاعدامات الفردية المتواصلة) الى المشهد الراهن، نتابع المجازر والمذابح واعمال القتل والاعدامات الميدانية، ونتابع كيف تجتاح قوات جيش الاحتلال بمختلف وحداتها وتشكيلاتها الارهابية مدن ومخيمات وبلدات الضفة الغربية لتقتل الشبان الفلسطينيين ولتجرح وتعتقل العشرات بل والمئات في كل يوم، وهذه كلها معا تشكل عملية ارهابية واجرامية كبيرة متصلة عابرة للزمن وللأجيال، وهي عملية ارهابية كاملة الاركان، وتضاف الى سجل الارهاب والاجرام الصهيوني الطويل، ففي المشهد الفلسطيني الساخن ومن أقصاه الى أقصاه عمليا لا نرى سوى الجيوش الصهيونية المدججة باسلحة الفتك والقتل الفردي والجماعي من الجيش الى المستعربين الى الاستخبارات الى فرق المستوطنين: وكلهم مجرمون وارهابيون يقترفون جرائم الحرب على مدار الساعة ضد كل ابناء الشعب الفلسطيني، مداهمات واعتقالات واغتيالات ومجازر فردية وجماعية في كل الاماكن الفلسطينية، ولم تكن مجزرة الطنطورة سوى واحدة في السياق الاجرامي الصهيوني.

وهذا السياق طويل طويل يعود بنا الى اكثر من خمسة وسبعين عاما، بل الى اكثر من قرن من الزمن، فهم يحتلون بلادنا ويهودون الارض والتاريخ والتراث..ويواصلون حروب التدمير والتخريب والالغاء للوجود والحقوق العربية الفلسطينية..ويرفضون كافة القرارات الاممية المتعلقة بهذه الحقوق……ويرفضون كافة المطالبات والتوجهات الفلسطينية والعربية للمجتمع الدولي والامم المتحدة…!

الى كل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني الماثل المزيد والمزيد:

فجيش ومستعمري الاحتلال يصولون ويجولون ويعيثون فسادا وتخريبا وتهديما وتهويدا…وعصابات المستوطنين الارهابيين اليهود تشن-تحت حماية الجيش- حربا مسعورة على الارض والمزارعين وعلى شجرة الزيتون الفلسطينية على مدار الساعة…يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني… ويقتلون اصحاب الارض والشجر.,,

وفي القدس يعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور، وفي سلوان وبطن الهوى وحي البستان، فيتصدى لهم الشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل..

اما في خليل الرحمن فحدث ولا حرج، فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يجري في القدس…

ناهيكم عن الحصار الاجرامي المفروض على اهلنا في قطاع غزة بكل ما ينطوي عليه من تفاصيل وجرائم حرب…

فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين، من حملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وابادة لشجرة الزيتون الفلسطينية، وهذا الذي نتابعه من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لاطفال فلسطين في القدس وسلوان على وجه الحصر، وهذا الهجوم الاستراتيجي الذي تشنه سلطات الاحتلال على الفلسطينيين لابتزاز اعترافهم ب”يهودية اسرائيل”.. كل هذا الذي نتابعه ونشاهده من كم هائل من الاحداث والتطورات المتلاحقة انما يأتي في اطار مخطط استراتيجي صهيوني وفي سياق ارهابي متصل يستهدف الاجهاز على القضية والحقوق والامل في المستقبل…

يسطر شعبنا على امتداد مساحة فلسطين في مواجهة كل ذلك ملحمة مفتوحة من الصمود والتصدي والتضحيات توجت بسلسلة من العمليات البطولية ضد جيش ومستعمري الاحتلال، وقبلها بهبة القدس والضفة وانتفاضة فلسطين المحتلة 1948 وتتواصل على مدار الساعة في المواجهات والاشتباكات الميدانية المتنقلة من القدس والاقصى الى بيتا الى برقة الى مسافر يطا والحرم الابراهيمي ما قلب كل الحسابات الصهيونية وغيرها واعاد الاعتبار للقضية والنضال الفلسطيني المفتوح حتى التحرير…

ولكن يبقى الحساب مفتوحا مع الاحتلال حتى يأتي يوم الحساب التاريخي وهو آت ان شاء الله….!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى