#أقلام وأراء

نواف الزرو: الاحتلال يواصل غزو النقب وحملات التطهير العرقي في ظل صمود عربي تاريخي

نواف الزرو 2-9-2023: الاحتلال يواصل غزو النقب وحملات التطهير العرقي في ظل صمود عربي تاريخي

نتابع في الآونة الاخيرة تطورات دراماتيكية خطيرة على صعيد مخططات واجراءات الاحتلال الاجرامية الرامية الى اقتلاع وتهجير اهلنا في النقب العربي المحتل، فقد أقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني الثلاثاء الماضي – 29 اغسطس 2023 على هدم عدد من المباني العربية الفلسطينية في منطقة النقب بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وقال رئيس مجلس كسيفة المحلي، عبد العزيز النصاصرة إن “الهدم والدمار مستمران في النقب منذ سنوات طويلة وليس اليوم فقط”. وتتحدث الوكالات عن ان الارهابي بن غقير يفود هجوما شرسا على أهل النقب بهدف اخلائم وتهجيرهم، والاستيلاء على اراضيهم واملاكهم…!

وقبل نحو ثلاثة شهور من اليوم، وزع ما يسمى”لواء الحفاظ على أراضي سلطة أراضي إسرائيل” 450 إنذاراً قبل الهدم في أرجاء النقب، على بيوت سكنية، وبعدها بايام، نشر منتدى “تعايش” في النقب معطيات عن هدم البيوت العربية تظهر ان الاحتلال هدم نحو 15 ألف مبنى في السنوات الست الأخيرة، منها 2845 في السنة الماضية، 771 مبنى منها استخدمت كأكواخ وبيوت للسكن، وفي 2021 تم هدم 3004 مبان، منها 451 بيتاً للسكن، حسب المعطيات. وقالت هدى أبو عبيد، مركزة المنتدى: “رغم عملية الهدم الكثيفة التي تحدث منذ سنوات، بتنا نشعر بطريقة أكثر عدائية من ذي قبل من قبل السلطات، وهذا يتمثل بتوزيع أوامر بعدد كبير لهدم بيوت قديمة”.

ووفق المعطيات والشهادات فان هذا الذي يجري في منطقةِ النقبِ العربيّة المحتلّة في الآونة الأخيرة، هو سطوٌ صهيونيٌّ مسلّحٌ على ما تبقى من الأرض الفلسطينيّة، بقوّة الاحتلال وجيوشه وقراراته العنصريّة وأدواته الإرهابيّة على الأرض من وحداتٍ استخباراتيّةٍ واستيطانيّةٍ ومستعربةٍ ودورياتٍ خضراء وغيرها، ويرتقي هذا الذي يجري الى مستوى التطهير العرقي بكل ما ينطوي عليه من مضامينَ إجراميّة، وكما قال جدعون ليفي منذ اكثر من عام في هآرتس 13/1/2022″ إنّ إسرائيل تستكمل التطهير العرقي في النقب”، مضيفًا: “جميع شعارات الصهيونيّة الكاذبة، وأساليب العمل القديمة والسيئة، يتمّ تجنيدها لهذا الهدف وكأنّ الدولة لم تُقم بعد”، وذلك عبر “التهويد وهو الوجه الثاني للتطهير العرقي”، ملخصًا: “الآن تمّ إخراج السلاح الصدئ للصهيونيّة من النفتالين، الذي كان مخبأ منذ عام 1948، وهو التشجير”، الذي يتولاه الصندوق القومي اليهودي منذ أكثر من قرن من الزمن.

وهذا الذي يجري في النقب هو ترجمةٌ فعليةٌ تصعيديّةٌ لما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بينيت حينما وقف على تلّة مشرفة على رهط في النقب وصرّح بأن الدولة سوف تنتقل إلى الهجوم، والهجوم باللغة الإسرائيلية يعني العدوان المتجدّد وغزو ما تبقى من وجودٍ عربيٍّ في هذه المنطقة من فلسطين، التي باتت ذات أهميّةٍ إستراتيجيّة في المخططات الإسرائيلية الأمنية والاقتصادية – امير مخول – عرب 48: 13/01/2022-“، وقد كشف النقاب في هذا الهجوم عن الدور الحقيقي والتاريخي لما يطلقون عليه هناك في الكيان “الصندوق القومي اليهودي”، الذي يقود عمليًّا الهجوم التهويدي تحت شعار التشجير- أي زراعة الأشجار على أرض النقب -. ففي أحدث وأقرب تطورات المشهد الفلسطيني، وخاصةً ما يتعلّق بمخططات وهجمات الاحتلال على الأرض الفلسطينيّة وليس آخرها أرض النقب، كشف النقاب مؤخرًا عن نشاطاتٍ سريّةٍ للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينيّة ينفّذها ما يعرف بـ”الصندوق القومي اليهودي”، ففي أوائل شباط/فبراير/2021، وافقت إدارة “الصندوق” على اقتراحٍ ببدء شراء أرض رسميًّا لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلّة. وأدّت الضجّة حول الخطة، التي صدر القرار النهائي بشأنها في نيسان/أبريل إلى توضيحات مهمة حول مهمة “الصندوق”، وكان رئيس “الصندوق” أفراهام دوفدفاني قد شدّد في مقابلةٍ تلفزيونيّةٍ حديثةٍ مع قناة البث العام الصهيونيّة (كان)، على “أن السياسة الجديدة لا تبتعد في الواقع عن المبادئ الأساسية للمنظمة”، وقال “إن “استرداد” الأرض كان دائمًا دور “الصندوق” على جانبي الخط الأخضر، كما هو منصوص عليه في مذكرة التأسيس لعام 1954، التي تسمح له بالعمل “في أي منطقة تخضع لسلطة حكومة إسرائيل”.

ليتبين لنا في الخلاصة المكثفة المفيدة ولنتذكر دائما ن الحركة الصهيونية تعمل بمنتهى الفعالية منذ البدايات على السطو المسلح على الارض الفلسطينية، وان “الصندوق القومي” كان من اهم واخطر أدواتها في اجتياح الاراضي الفلسطينية وتشجيرها وتهويدها وحماية مستعمراتها بالاشجار، الامر الذي كشف النقاب عنه في مجموعة من الوثائق في اعقاب حرائق الصيف الماضي/2021 التي اندلعت في غابات القدس وغيرها.

يعيدنا هذا المشهد الصراعي في مواجهة موجات الغزو الصهيوني لمنطقة النقب العربية الى البدايات والى الدائرة الاولى للصراع كي لا ننسيى ابدا …!

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى