ترجمات عبرية

معاريف: نتنياهو رئيس الوزراء الأكثر جبناً في تاريخ إسرائيل !

معاريف 2023-10-25، بقلم: بن كسبيت: نتنياهو رئيس الوزراء الأكثر جبناً في تاريخ إسرائيل !

يتمزق بنيامين نتنياهو بين قطبين، يمثلانهما ضابطان: العميد آفي إيتام من اليمين، واللواء إسحق بريك من اليسار، بينما تحوم روح الأميركيين في الأعلى.

إيتام رجل النهج الهجومي، الساعي إلى الاشتباك، الذي يتجاهل المخاطر والحسابات الزائدة.

بريك، بطل إسرائيل، ليس جباناً ولا انهزامياً، لكن أيضاً لا يؤمن بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق هدف ذي مغزى في غزة – وبالتالي من الأفضل الإعلان عن النصر والانسحاب.

أياً منهما لا يخفي آراءه. كلاهما جلس، مؤخراً، مع نتنياهو، بناء على طلبه.

التقى نتنياهو مع بريك مرتين على الأقل. أساساً قبل جلسات الكابينت.

وإذا ما فهمت على نحو صائب، فقد التقاه في يومي الجمعة. اللقاء الثاني حضره أيضاً رئيس هيئة الأمن القومي، تساحي هنغبي.

بين هذا وذاك، جلس مع إيتام. طلب أن يجلبوا إيتام بعد لقائه الأول مع بريك. وكان، كما تبلغ المصادر، عاصفاً.

بعد أن جلس مع إيتام، انتقل العصف إلى الجانب الآخر: من سمع إيتام بعد لقائه مع نتنياهو سمع رجلاً غاضباً. في هذه اللحظة، يد بريك هي العليا. من يعرف نتنياهو لا يتفاجأ. في النهاية هو جبان.

سأل بريك نتنياهو أسئلة بسيطة: هل في الدخول البري توجد للجيش الإسرائيلي قائمة أهداف واضحة؟ لنقل، احتلال المكان X. أو إدارة الموقع Y. فما هو الإنجاز المطلوب؟ متى نعرف أننا انتصرنا؟ هل يوجد إنجاز محدد نسعى إليه يمكن قياسه؟

كل هذه الأسئلة، قال بريك لنتنياهو، عليك أن تسأل الجيش، وتسألهم أيضاً كم من الوقت ينبغي أن نكون هناك. كم قتيلاً يُتوقع في صفوف الجيش الإسرائيلي. هل يمكن للحدث أن يؤثر على تدخل “حزب الله” وعلى احتمال نشوب حرب إقليمية متعددة الجبهات، وعلى استقرار الأنظمة الصديقة في المنطقة؟

بقدر ما هو معروف، فقد سأل نتنياهو بالفعل هذه الأسئلة للجيش. بقدر ما هو معروف، فإنه لم يستطب الأجوبة تماماً. كيف يمكنني أن أعرف؟

مفتاح نتنياهو يسمى آريه درعي. أول من أمس تفوّه في إذاعة حريدية مدعياً أن ليس للجيش خطة للقضاء على “حماس”.

يذكرني هذا بحرب لبنان الثانية، عندما طلب وزير الدفاع حديث العهد، عمير بيرتس، أن يجلبوا له “ملف نصر الله”، وعندها تبين أنه مع وجود شخص يدعى نصر الله إلا أنه ليس له ملف. تذكروا هذا المثال. إذ على التو سنعود إليه.

على أحد ما أن يشرح لدرعي أنه لا حاجة لخطة للقضاء على “حماس”. إذا كنا نريد أن نقضي عليها فإننا ندخل ونقضي عليها. متى نعرف أنه قضي عليها؟ عندما يقضى عليها، سنعرف.

السؤال هو هل هذا ممكن وهل هذا مجدٍ؟ هل يمكن أن تسمح إسرائيل لنفسها ألا تفعل هذا؟ ليس واجباً، يا سيد درعي، أن تنشر كل أحبولة لسيدك نتنياهو. حان الوقت لتبدأ بتخفيف مستوى الانبطاح. حان الوقت لتلاحظ انت أيضاً الثقب الواسع للسفينة.

وصلنا إلى الأميركيين: يتبين أن لحاملتي الطائرات، عشرات السفن الحربية الهائلة والـ 14 مليار دولار، ثمناً.

هو ليس عالياً جداً. فالأميركيون لا يمنعون عنا شيئاً. هم فقط يشيرون إلينا. هنا أيضاً يوجد منطق في هذا التفكير.

من يتعين عليه أن يقرر إذا كنا سنستجيب لهم أم لا هو نتنياهو وكابينت الحرب خاصته. يتصرف نتنياهو وكأنه يخطط ليطلب قريباً ملجأ سياسياً في أميركا. “يعمل لدى الأميركيين، وفقط بعد ذلك لدينا”، قال لي، أول من أمس، مصدر ما. من جهة أخرى بقدر ما أفهم، فإن غانتس وآيزنكوت لا يطالبانه بعمل سريع الآن، “على رأس” أميركا.

لا أدعي أني أحل محل أصحاب القرار في هذا الوضع. فأنا أحسد كل أولئك الذين لديهم ما يكفي من الثقة بالنفس ليقدموا المشورات الصحيحة، وأن يبلوروا الموقف الصحيح، وأن يطالبوا بالعمل الآن أو العكس.

هذه أيام محملة بالمصائر تأتي بعد صدمة رهيبة من أكثر المصائب التي شهدتها إسرائيل فظاعة.

وقرار غير صحيح يمكن أن يصبح مصيبة أكبر بكثير. وبالعكس. حقيقة أن في رئاسة وزراء إسرائيل يتولى الآن الزعيم الأكثر جبناً في تاريخها (بما في ذلك الفترة التوراتية) يمكنها أن تتبين، بأثر رجعي، كفضل كبير أنقذنا، أو نقيصة رهيبة دفنتنا.

ما الذي سيحصل؟ ستكون مناورة برية في القطاع. لا أحد يريد أن يدخل الآن في مراوحة دامية في الشتاء في المستنقع الغزي.

سيحصل هذا عندما سيكون كل شيء جاهزاً. كل يوم يمر يزيد التوتر بين المقاتلين، لكنه يزود الجيش بمزيد من المعلومات والوسائل الخاصة التي تضخها الولايات المتحدة ومزيد من الدقة في الخطة العملياتية. وبالتالي يوجد لهذا فضائل أيضاً.

في نهاية المناورة، سنعلن أننا انتصرنا، وسنخرج. يخيل لي أن الكل تقريباً يعرف أن الإعلانات عن محو “حماس” كانت عليلة قليلاً.

داخل الغرفة، يعترف غير قليل من المسؤولين الكبار بأنه لا يمكن محو “حماس”.

غانتس، في أحاديث خارج الكابينت في فترة أخرى، قال شيئاً ما مثل “لا يمكن محو فكرة حماس، لكن يمكن المس بشرعيتها، المس بوجودها في منطقة معينة، التضييق على خطواتها، وقصقصة أجنحتها”. إذاً، يخيل لي أن هذا واقعي أكثر قليلاً.

أمر آخر من الواجب عمله هو الإعلان عن قائمة أبناء الموت. كل قيادة “حماس”، من كل الأصناف والأنواع. كل قيادة النخبة يجب أن يموتوا.

كان يمكن لهذا أن يبدو مختلفاً. مرة واحدة فقط في تاريخ إسرائيل الحديث كان هنا زعيم لم ينتظر كل هذه الحسابات وببساطة عمل، حتى قبل أن يحذر، حتى قبل أن يفكر، وحتى قبل أن يزن. هو إيهود أولمرت. عندما خرق “حزب الله” السيادة، هاجم دورية إسرائيلية، وقتل مقاتليها وخطف اثنين منهم، شن أولمرت حرباً.

كان هذا هو الفعل الذي دفنه وأضعف جهاز مناعته كرئيس وزراء. الأمر ذاته فعله عندما اكتشف “أمان” و”الموساد” المفاعل النووي الذي بناه الأسد سراً في الصحراء السورية.

حاول أولمرت إقناع الرئيس بوش بأن يهاجمه بدلاً منا، وفشل. بعد ذلك حاول أن يتلقى مباركة طريق من بوش وفشل. عندها ببساطة هاجم المفاعل ودمره. من حظنا أنه كان هو هناك في تلك السنين وليس نتنياهو.

وختاماً، حكاية قصيرة: المسؤول عن الأمن في وزارة الدفاع والرقيب الرئيس، يانون مجين، غرد، أول من أمس، أنه يعرف من هو مسرب مداولات الكابينت، و “إذا استمر هذا فسأنشر اسمه”. كما أنه أضاف إنهم في الحكومة يسعون ليضعوا قانوناً في إطاره يفحص كل أعضاء الكابينت بشكل مواظب في آلة الكذب، لمنع التسريب.

إذا كان ممكناً هنا أن ندخل طلباً صغيراً هو أن يحقق مع الوزراء أيضاً في أحد التسريبات الأخطر في تاريخنا، والذي في إطاره سرب شخص يسمى بنيامين نتنياهو العرض السري الذي قدمه الجيش عن احتلال غزة في أثناء جلسة الكابينت. سؤال بسيط في آلة الكذب يمكنه أن يحل لنا الكثير من المشاكل.

قصة صغيرة أخرى: في العام 2016، بعد “الجرف الصامد” أقيمت لجنة عميدرور لفحص عمل الكابينت. وكان الأعضاء يوسي تشخنوبر، يوحنان لوكر وعميدرور.

دعت اللجنة ضمن آخرين يائير لابيد ليشهد أمامها. كان لابيد عضو كابينت في “الجرف الصامد”. قال في حينه للبروتوكول: “كل العمل الذي ستقومون به هنا لا يساوي شيئا إلى أن تكون فحوصات آلة كذب دائمة لكل أعضاء الكابينت. طالما كانت تسريبات، فإن كل رئيس وزراء في إسرائيل سيجري مباحثاته في غرف أخرى، وستتخذ هناك القرارات دون أن يعرف الكابينت”.

من عارض اقتراح لابيد كان، وتماسكوا جيدا، هو نتنياهو؛ لأنه هو المسرب الرئيس.

في العام 2017 اقترح أفيغدور ليبرمان رسمياً إخضاع كل أعضاء الكابينت لفحص آلة الكذب. هذه المرة أيضاً، سارع نتنياهو ليتملص من هذه الاقتراحات الزائدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى