ترجمات عبرية

معاريف: مفصول وغير مبال وغير شفاف: نتنياهو أثبت أنه غير كفء

معاريف 13-3-2023، بقلم بن كاسبيت: مفصول وغير مبال وغير شفاف: نتنياهو أثبت أنه غير كفء

إسرائيل في سياقات تفكيك متسارعة، ونتنياهو هو المفكك الرسمي، وبن غفير وسموتريتش هما مساعداه الناشطان في المجال الأمني، ولفين وروتمان في المجال القضائي – الاقتصادي، أما الحريديم فهم مصفو الأملاك، سيبيعون كل ما في متناول اليد بكل ثمن كي يملأوا الصندوق، حتى والسفينة تغرق.

التفكيك سريع وجذري. أمس، تبين بأن الإمارات تسحب يدها من استمرار الصفقات مع إسرائيل. والسعودية، التي وعد نتنياهو بـ “توسيع دائرة السلام معها”، وسعتها مع إيران، وبدأت البحرين تدير كتفاً باردة. والأمريكيون غير مستعدين ليسمعوا عن زيارة نتنياهو إلى واشنطن، كما أنه لم يتلقَ دعوة قريبة أيضاً إلى أبو ظبي.

التسونامي الاقتصادي بات هنا. لا يوم دون بشائر أيوب سيئة، ودون عرائض جديدة، ودون أكتاف باردة وأبواب تطرق. الشوارع تشتعل. رئيس الوزراء غير قادر على التحكم بمعظم وزرائه. والإرهاب لا يبدي مؤشرات خبو، فيما يبذل بن غفير وسموتريتش كل جهد لهم كي يسمموا الأجواء قبيل رمضان الساخن المرتقب (“على الحكومة أن تمحو حوارة”) ونشر البنزين على كل نار. الفوضى باتت هنا.

يخيل أنه لا لغم إلا وتعتزم هذه الحكومة الوقوف عليه. عصبة من الأشخاص غير المؤهلين في أفضل الأحوال، محبون لإشعال النيران في الحالة الأقل جودة، هي المسؤولة اليوم عن أمننا ورفاهنا واقتصادنا وأساساً خرابنا. هناك عشرات النماذج، ولكن أفضلها “قانون الحصانة” لضباط وجنود الجيش من إنتاج فوضوي يسمى إيتمار بن غفير. لا خبير قانونياً إلا ويعرف أن هذا القانون سيحقق النتيجة المعاكسة: سيكون هذا قانون تسليم مقاتلي وضباط الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو إلى المحكمة الدولية في لاهاي.

 منظومة القانون الإسرائيلية المستقلة والقوية هي السترة الواقية الأهم التي تحمينا وتحمي مقاتلينا من تحقيقات دولية. هذا ليس ابتكاراً إسرائيلياً، بل هو الحال في العالم المتنور. إذا كان العالم يثق بجهاز القضاء المحلي، فإنه لا يتدخل. وإذا كان لا يثق به ولم يكن مستقلاً، وإذا كان مصاباً بالسياسة، فإنه يتدخل بالفعل.

وبالفعل، سيتدخل قريباً، لأن جهاز القضاء الإسرائيلي في أيدي مقاولي هدم خبراء، ولأن مشروع القانون الغبي حتى الرعب هذا “أنا أبحث في مجال أحكام القتال الدولية والقانون الجنائي الدولي منذ 15 سنة”، غرد أمس البروفيسور الياف ليبليخ. لم يسبق لي أن رأيت أمراً غبياً مثل قانون الحصانة هذا، الذي يثير حفيظة مرفوضة قانونياً، وانتحاراً منظوماتياً حقيقياً. هم يتحدثون عن حوكمة، وهذا القانون مناهض للحوكمة… هذا قانون يدعي أنه سيجعل رجال الأمن لا “يخافون” من التقديم للمحاكمة في زمن نشاط عملياتي من خلال إعطائهم حصانة جنائية. أولاً، لا يوجد خوف كهذا؛ لأن الدولة لا تقدم إلى المحاكمة في أي مرة تقريبا. ثانياً، هو يتعارض وواجبات إسرائيل الدولية وتوصيات لجنة تيركل التي أقامها نتنياهو. ثالثاً، هو مساو في القيمة لنقل القضية الإسرائيلية مباشرة إلى لاهاي، لأن المحكمة الدولية تعمل عندما لا تحقق الدولة بنفسها”.

إن عصبة المنفلتين التي أودعنا الحلم الصهيوني في أيديها لا تترك حجراً واحداً لا تقلبه. هم يمرون على كل موضوع وموضوع، وقطاع وقطاع، بالقلابات وبالجرافات. أمس، نشرت قائمة 255 مستثمراً ورجال أعمال أمريكيين استثمروا مليارات في إسرائيل، بعثوا بكتاب لرئيس الوزراء يهددون فيه بوقف هذه الاستثمارات إذا ما استمر الانقلاب النظامي. المال يواصل الخروج من إسرائيل بسرعة وبضخ متصاعد. شركات دولية نشطة هنا تعيد النظر في خطاها. إداراتها العليا التي تأتي للزيارة هنا تجتهد للامتناع عن لقاءات رسمية مع ممثلي الحكومة.

لم نتحدث بعد عن الشرخ الاجتماعي المتعمق والاحتجاج المتصاعد في الجيش وأذرع الأمن الأخرى. لا، بخلاف صراخ الأبواق ليس هذا احتجاجاً نخبوياً. ولم يقتصر الأمر على الحملات الخاصة وسلاح الجو. يدور الحديث عن الجميع؛ لقد بدأ هذا مع رجال المدرعات، وتواصل مع رجال الاحتياط، وثمة احتجاج كبير للمدفعيين، والمظليين، و”غولاني”، وكل وحدات النخبة، وكل من تتصورون. سلاح الجو نجح في منع بيان لمئات الاحتياط الذين لم يخدموا بعد إجازة الإصلاح. هذه كبحة مشروطة. كلما واصلت جرافات الثورة التقدم هكذا، يتواصل التآكل. وكلما واصل الروتمانيون والروتفيليون المهاجمة هكذا، سيكون رد الفعل المضاد أشد.

المقلق من كل هذا هو الزعيم. ذات مرة كان لنتنياهو منصتان للمزاج في الجمهور حساس للنقد، المتأثر بالضغوط والسياقات. تراجع عشرات المرات، وتذبذب، وندم، واستعاد عقله وانسحب مرة أخرى؛ لأنه كان يخيل له أن شيئاً ما هنا خطير. أما نتنياهو في هذه الأيام فهو شخص منقطع، غير مبال، مغلق الحس. سيطير إلى رحلات من الاستمتاع العائلي في عواصم أوروبا، بينما يشتعل كل شيء ويستهتر بكل التحذيرات والإنذارات حين ينهار كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى