ترجمات عبرية

معاريف: مئة يوم من الإخفاق

معاريف 14-4-2023، بقلم: أفرايم غانور: مئة يوم من الإخفاق

لا حاجة لمتابعة الاستطلاعات كي نفهم أن حكومة اليمين تتحطم. كل من يعرف المزاج العام في الشارع الإسرائيلي، وأساسا في معاقل الليكود واليمين، يشعر بهذا جيدا. فقد بتنا نسمع مزيدا فمزيدا من خيبة الأمل على لسان مؤيدي نتنياهو أولئك الذين على مدى السنوات الأخيرة ساروا أسرى خلفه بعمى، ويصعب عليهم في هذه الأيام أن يؤيدوا السلوك الفاشل لنتنياهو وحكومته.

 

عمليا، فإن الكثيرين ممن يؤيدون الإصلاح وفقا لنظرية يريف لفين هم أولا وقبل كل شيء من متفرغي الليكود ذوي المصالح الشخصية. إلى جانبهم يدفع بالإصلاح أولئك الذين يفعمُ فيهم حافز الثأر والكراهية لليسار، للأشكناز ولمباي ذات مرة، ممن يرون في تنفيذ هذا الإصلاح تجسيدا لحلم الحوكمة وتحقيق الحكم.

المؤيدون الأكثر أهمية لهذا الإصلاح، في هذه الحكومة هم الحريديم الذين لم تكن المحكمة العليا وقراراتها في أي مرة تروق لهم. وتأييدهم لقرار العليا يأتي أساسا لمنع تشريع قانون المساواة في العبء، الذي يقلقهم منذ الأزل. من يكمل معسكر المؤيدين للإصلاح هو المعسكر الصهيوني الديني الذي تمنعه المحكمة العليا من تجسيد حلم بلاد إسرائيل الكاملة.

لقد خلق هذا الخليط حكومة فاشلة لم تشهد إسرائيل لها مثيلا: حكومة تحاول أن تضع نفسها فوق القانون، تتجاهل الاحتياجات الحقيقية والعاجلة للدولة وتركز على احتياجات رئيس الوزراء وأبناء بيته؛ حكومة وعدت بالتركيز على الأمن، غلاء المعيشة، الحوكمة، التعليم، السكن وما شابه، ولكن من يومها الأول تنشغل بهوس تشريعي خلق مضمونه إحساسا بانقلاب نظامي.

لقد أثبت الجمهور أنه ليس غير مبالٍ بما يجري حوله ومن يحاول أن يغير هنا نمط حياته. بيبي، لفين وروتمن اعتقدوا أنهم سيجيزون هذا الانقلاب على عجل من تحت الرادار لكن الجمهور الإسرائيلي خرج بجموعه لصد الانقلاب في تظاهرات آخذة في الاتساع من أسبوع لأسبوع وانتشرت على طول وعرض الدولة. إلى هذه التظاهرات انضم أيضا الكثير من مصوتي اليمين ومعتمري القبعات الذين كان لهم نصيب في إقامة هذه الحكومة. في مئة يوم ونيف من حكمها ألحقت الحكومة ضررا جسيما لردعنا، بالاقتصاد وبالمجتمع وسيتطلب زمن وجهد عظيم لأجل ترميمه. رأينا الحكومة تعنى فقط ببقائها، رأينا الأداء العليل لوزرائها، انعدام الوسيلة في ضوء مشاكل حرجة، الأكاذيب والاتهامات التي بثتها عن الحكومة التي سبقتها، وأساسا رأينا رئيس وزراء بعيداً سنوات ضوء عن سلوكه في الماضي، خانعاً لبن غفير وسموتريتش، خائفاً من تنفيذ بنود أساسية في برنامج الليكود مثل بسط السيادة على غور الأردن، تنفيذ قرار العليا بإخلاء الخان الأحمر أو تنفيذ خطط البناء في يهودا والسامرة.

النتيجة هي ضرر لا رجعة عنه لليكود ولليمين. يمكن التقدير بأن في الانتخابات القادمة سينتخب الشعب حزبا وزعيما يبديان مصداقية، استقامة وبراغماتية ويضعان الدولة أمام كل شأن ومصلحة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى