ترجمات عبرية

معاريف: قـبـل أن نـفـقـد الـنـقـب والجـلـيـل

معاريف 2022-05-24، بقلم: يوسي هدار

في أيار 2021 بدت اللد كبلدة يهودية في أوروبا في ايامها الظلامية، في ذروة عملية اعتداء جماعية إجرامية اخرى. اغلق سكانها اليهود على أنفسهم في بيوتهم فيما كان العرب يشاغبون في الشوارع، يجرحون اليهود ويقتلونهم، يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة ويطلقون النار على المؤسسات العامة، يقتلعون إشارات المرور، يفسدون الكنس ويمسون بسيارات ودوريات الشرطة. بعد بضعة أيام فقط نجحت قوات الأمن في السيطرة على ما يجري. اضطرابات مشابهة نشبت أيضا في مدن مختلطة اخرى مثل الرملة، يافا وعكا على خلفية حملة حارس الأسوار.
كانت أحداث حارس الأسوار خط الفصل في علاقات إسرائيل ومواطنيها العرب، وجسدت كم هي الحوكمة في دولة إسرائيل سحقت وكم هي إسرائيل تسير نحو الفقدان التدريجي لسيادتها. أبرزت الأحداث بخط احمر صارخ ما عرفناه منذ سنين وكبتناه – فقدان السيادة في النقب و»الإرهاب» البديل، وكذا تفكك الحوكمة في الجليل بما في ذلك السيطرة على اراض يهودية وجريمة مستشرية في اوساط عرب إسرائيل في الشمال.
الذنب يقع علينا اساسا. فبدلاً من وضع استراتيجية سياسية، نواصل ادارة النزاع، اطفاء الحرائق، تدنيس المشاكل العضال تحت البساط، وبالاساس اغماض العيون. لسنوات طويلة اهملت حكومات إسرائيل الميدان، غضت النظر عن التدهور الخطير وفضلت الانشغال بالمماحكات وبارضاء القاعدة الانتخابية. الآن ايضا لم يتم عمل ما يكفي.
الى جانب احترام الاقلية التي بيننا، بما في ذلك سن مادة المساواة المدنية في إطار القانون الاساس: كرامة الانسان وحريته، فانه اذا كانت إسرائيل تحب الحياة، فهي ملزمة بأن تحافظ بعناية على سيادتها في الدولة القومية للشعب اليهودي. التحديات لسيادتها تأتي ايضا من قيادة الجمهور العربي. الاغلبية الساحقة من النواب العرب يتنكرون لكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، يعملون علناً ضد وجودها، يؤيدون أعداءها ويعانقون «المخربين». بدلاً من التخلص من اولئك النواب مثل كل الدول السليمة والديمقراطية التي تدافع عن نفسها وفقا للقانون الاساس: الكنيست في المادة 7أ، تبدي إسرائيل ضعفا وتغمض عيونها مرة اخرى.
عرض آخر لفقدان الردع هو الظاهرة الجديدة لقمصان السلاح. استمرارا للزعرنة، قيادة السيارات منفلتة العقال في الطرق واعمال الشغب في البلدات اليهودية، وجد ناكرو إسرائيل حيلة جديدة: قمصان طبع عليها بندقية ام 16، استفزازا للمواطنين والحكم وتحريضا عليهم. وماذا نفعل؟ نشيح أعيننا عن النظر.
فضلا عن عدم اعتراف أعدائنا بكوننا دولة قوية شرعية، التآكل في سيادتنا ينبع ايضا من معسكر اليسار الراديكالي اياه الذي يتعاطى بتسامح وبتفهم مع الإرهاب، معسكر مناهض للصهيونية لا يؤمن بحقنا على البلاد ويتطلع الى دولة كل مواطنيها. كما تقع المسؤولية ايضا على كاهل السياسيين في التيار المركزي الذين يخافون اتخاذ القرارات. بغياب القيادة، يتفاقم وضع إسرائيل، ولن يبعد اليوم الذي نفقد فيه النقب والجليل ونجد انفسنا في ذروة انتفاضة داخلية وحرب استقلال جديدة. الشعب في إسرائيل واولئك الذين يدعون القيادة يجب أن يعودوا الى السؤال الأساس الذي سأله هرتسل – ان شئتم. فهل نحن حقا نشاء ان نحقق حق تقرير المصير الشرعي للشعب اليهودي ونواصل وجود دولة سياسية ام ربما هزل معسكرنا ولم نعد نؤمن؟

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى