ترجمات عبرية

معاريف: فلنضرب رأس التنين الإيراني

معاريف 2023-11-23، بقلم: يعقوب نيجل ومارك دوفوفتس*: فلنضرب رأس التنين الإيراني

بالنسبة لإيران، فإن أحد فضائل الحرب في غزة هي صرف انتباه إسرائيل وحلفائها عن التقدم المنهاجي لطهران إلى السلاح النووي. في الأسبوع الأخير فقط، بلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران تواصل خرق تعهداتها، توسع مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60% وتواصل عدم التعاون مع مراقبي الوكالة.

الأولوية الفورية للجيش الإسرائيلي هي بالطبع تنفيذ تعليمات “الكابينت” لتصفية كل القدرات العسكرية، الحكومية والتنظيمية لـ”حماس” في غزة، لقتل الزعماء والمشاركين في مذبحة 7 أكتوبر، وتحرير كل المخطوفين. إلى جانب هذا، إلى جانب الأولوية لغزة، فإن إسرائيل ملزمة بأن تمنع ايران من استغلال الوضع لتحقيق تطلعاتها النووية.

إلى جانب البحث في مستوى الدور الإيراني في المذبحة في 7 أكتوبر، فإن العدوان البربري كان بلا شك جزءا من جهد يعود لعشرات السنين من جانب الجمهورية الإسلامية لإبادة إسرائيل. فقد كان الهجوم المرحلة الأولى في خطة طهران الأكبر لجر إسرائيل إلى معركة متعددة الجبهات لا تشارك فيها بشكل مباشر. فالعقيدة والوسيلة القتالية اللتان استخدمتهما قوات النخبة من “حماس”، نسخت من قوات الرضوان من “حزب الله”. الوسائل، العقيدة والتدريبات جاءت من ايران، مولت بمال إيراني واعتمدت على علم، تخطيط وتدريب برعاية “حزب الله” والأذرع الأخرى للتنين الإيراني.

معقول جدا الافتراض بأن المرحلة الأخيرة في خطة خامينئي هي استغلال التركيز العالمي على غزة لأجل إخفاء ما يكفي من المادة المشعة، المخصبة إلى مستوى عسكري لعدد من القنابل وتحقيق اختراق للطريق في خطة السلاح. التسلح هو المرحلة الأخيرة اللازمة للقنبلة، بعد التخصيب وتطوير وسائل الحمل. عمليا، يمكن القول، إن خامينئي فعل في غزة نوعا من “سلاح الدمار الشامل” كي يدفع قدما بتطلعه لبناء السلاح الإيراني للدمار الشامل.

البيت الأبيض لا يزال يصر على أن طهران لم تعط ضوءا اخضر صريحا للهجوم في 7 أكتوبر. يحتمل، لكن هذا لا يقلل من مسؤوليتها، كما أشار جيك ساليبان، مستشار الأمن القومي للرئيس: “ايران شريكة في الجريمة لأنها وفرت التمويل، التأهيل والقدرات”.

ما الذي ينبغي لإسرائيل أن تفعله؟ أولا على الحكومة أن تضمن أن تواصل اذرع الاستخبارات جمع المعلومات عن البرنامج النووي، وبخاصة عن التقدم في تطوير منظومة السلاح والقدرات لضرب عناصر البرنامج والعلماء المتصدرين. المهمة الثانية هي دبلوماسية ومن شأنها أن تكون أصعب: إقناع واشنطن بأنه لا يوجد حل دبلوماسي حيال نظام يدعم ذبح النساء والأطفال. محافل الاستخبارات وبخاصة 8200 و”الموساد” ملزمة بأن تواصل تشخيص أهداف أساسية في ايران ونقاط ضعفها، و”الموساد” ملزم بأن يطور قدرات في داخل ايران. إلى جانب الأهمية في مهمة قتل قيادة “حماس” في كل مكان يتواجدون فيه في العالم، بما في ذلك في قطر، رغم المفاوضات لتحرير المخطوفين، مهم عدم إهمال مهمة المس بعلماء النووي الذين يعملون على تطوير منظومة السلاح.

واضحة الحاجة إلى تكريس كل مقدر استخباري لمساعدة القوات في غزة ولتحرير المخطوفين. ومع ذلك، طالما كان خامينئي يدير معركة متعددة الساحات لإبادة إسرائيل من المهم مواصلة الجهود لمنع ايران من تحقيق تطلعاتها.

عندما نقاتل التنين، بدلا من التورط بين اذرعه، ينبغي ضرب الرأس. “حزب الله”، الحوثيون والميليشيات الشيعية في العراق وفي سورية كلهم اذرع، وهكذا أيضا “حماس” و”الجهاد”. الرأس يوجد في طهران وهو يتطلع للوصول إلى سلاح يشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل.

حتى الآن وقف الرئيس جو بايدن بشكل مذهل إلى جانب إسرائيل وهو يتعاطى بثبات مع السلاح النووي في ايران كأمر لا يعقل. إلى جانب ذلك، فإن نهجه المغلوط لتحييد التهديد يعتمد على الأمل في أن تقنع الدبلوماسية وضخ الأموال طهران للتراجع عن مخططاتها.

هذا الأسبوع نشرت الإدارة تنازلا عن عقوبات ما سيسمح لطهران بأن تستغل مقدرات مجمدة بمبلغ اكثر من 10 مليارات دولار. مؤخرا حول إلى قطر 6 مليارات دولار لاستخدام ايران مقابل تحرير رهائن أميركيين. الكونغرس اقنع الإدارة بوقف الـ 6 مليارات ويجب عمل هذا لـلـ 10 أيضا. هدية اكبر من هذه هي عدم فرض العقوبات على تصدير النفط الذي ادخل حتى الآن 26 – 29 مليار دولار. لقد استقبلت ايران الأموال بالترحيب وبالتوازي سرعت البرنامج النووي. انطلاقا من الإحساس بأن بايدن سيعرض تنازلات أخرى كلما زادت الاستفزازات.

منذ بداية الحرب فعل البيت الأبيض كل ما في وسعه كي يتصرف وكأن ايران و”حماس” تطرحان تحديات منفصلة. في نهاية الأسبوع كتب بايدن مقالا طويلا عن نهجه تجاه الحربين في غزة وفي أوكرانيا، لا تذكر فيه ايران على الإطلاق، رغم عشرات الهجمات على قوات أميركية من الميليشيات المدعومة من ايران وتقريبا بدون أي رد أميركي.

ما تحتاجه إسرائيل الآن من البيت الأبيض ليس اعترافا بالسياسة الفاشلة تجاه ايران بل شريكا يفهم بأن “حماس” هي جزء من شبكة الإرهاب التي يقودها خامينئي، وان الولايات المتحدة وإسرائيل ملزمتان بأن تضربا معا رأس التنين واذرعه.

 

* نيجل عميد احتياط في صندوق الدفاع عن الديمقراطية (FDD) وبروفيسور في التخنيون، ودوفوفتس مدير عام (FDD)

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى