ترجمات عبرية

معاريف: خطة «رجال الأعمال» المرحلية لمستقبل غزة

معاريف 2024-02-01، بقلم: بن كسبيتخطة «رجال الأعمال» المرحلية لمستقبل غزة

المرحلة الأولى – إقامة حكم عسكري إسرائيلي كامل في غزة، يدير نقل المساعدات الإنسانية ويأخذ المسؤولية عن العناية بالسكان المدنيين الغزيين “في المرحلة الانتقالية”.

في المرحلة الثانية، التي ستجري بالتوازي، سيجري تشكيل ائتلاف دولي من دول عربية تشارك فيه السعودية، مصر، المغرب، اتحاد الإمارات، البحرين ودول أخرى.

هذا الائتلاف سيكون جزءا من اتفاق التطبيع الإقليمي الذي يوقع لاحقا. وسيقف خلف إقامة جسم جديد يسمى “السلطة الفلسطينية الجديدة”. الموظفون الذين لا ينتمون لـ”حماس”، لكنهم لا يتماثلون مباشرة مع عصبة أبو مازن، يتلقون المسؤولية من إسرائيل عن غزة – وهكذا أيضا يلغى الحكم العسكري. إسرائيل تبقي لنفسها الحق في العمل الأمني في غزة، في الصيغة التي تعمل فيها في الضفة، في كل مرة تثور فيها الاحتياجات العملياتية لإحباط الإرهاب أو لانتظامات لشبكات الإرهاب.

في المرحلة التالية التي لم تحصل إلا بعد أن يستقر قطاع غزة وينجح الجسم الجديد “السلطة الفلسطينية الجديدة”، يجرى إصلاح شامل في “يهودا والسامرة” أيضا في أداء السلطة الفلسطينية، في مواد التعليم في جهاز التعليم الفلسطيني وفي معالجة الإرهاب.

وإذا ما نجحت هذه المرحلة أيضا، وفي الإطار الزمني الذي يتقرر مسبقا (يدور الحديث عن سنتين حتى أربع سنوات)، توافق إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية مجردة من السلاح في مناطق السلطة الفلسطينية، بل وتبحث في إمكانية نقل مناطق أخرى لا تحتاج إلى إخلاء مستوطنات إلى تلك الدولة.

هذه الخطة تبلورت سرا في إسرائيل من قبل جسم سنسميه هنا “مجموعة رجال أعمال”. وقد عرضت أيضا على محافل أميركية رسمية. بين رجال الأعمال هؤلاء يوجد من هم مقربون من رئيس الوزراء نتنياهو، احدهم مقرب تماما. يدور الحديث عن بالون اختبار من نتنياهو يتعاطى مع المبادرة الأميركية لتسوية شاملة للشرق الأوسط في مثلث غزة – السلطة الفلسطينية – السعودية.

نتنياهو لا يدير هذه الاتصالات بشكل مباشر (بل فقط من خلال رجل ثقته رون ديرمر)، لكنه يدفع قدما حقا بالأفكار ويتسلى بها بشكل يمكنه دوما أن ينفي العلاقة المباشرة “هذا ليس أنا، هذا (رجال أعمال)”. ينبغي التشديد على أنه إضافة إلى هذه الخطة، في إسرائيل يعملون بالتوازي على بضع خطط أخرى “لليوم التالي”. توجد دراسة شاملة لدى منسق الأعمال في المناطق، اللواء غسان عليان، الجيش الإسرائيلي يعمل على خطة خاصة به وكذا في “الشاباك” يعدون توصيات لخطة مفصلة “لليوم التالي”.

هذه طريقة نتنياهو الكلاسيكية. مبعوثون كثيرون ينشغلون بالمهمة إياها بالتوازي، بينما نتنياهو نفسه يتجاوز كل البنود ويتردد.

خطة رجال الأعمال هي الخطة الحقيقية التي يفكر فيها رئيس الوزراء. لكنه يفعل هذا من “مسافة آمنة” نموذجية.

هكذا مثلا، أدار نتنياهو في بداية العقد السابق مفاوضات سرية طويلة مع أبو مازن فيما سمي في حينه “قناة لندن” من خلال رجل ثقته في حينه المحامي اسحق مولكو، مع مندوب شخصي من أبو مازن يسمى حسن الآغا.

نتنياهو أكد للرئيس أوباما أن هذا المسار يجري باسمه وبالتشاور معه لكنه حافظ على مسافة أمان عنه.

هذا المسار وحد في وقت لاحق في المفاوضات التي أدارها وزير الخارجية جون كيري مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مفاوضات أدت إلى ورقة مسودة أميركية مفصلة لإقامة دولة فلسطينية أجابت عنها إسرائيل بـ”نعم”، بينما أبو مازن لم يجب حتى الآن.

هل نتنياهو قادر على أن “يكسر” بانفلات يسارا ويسير نحو خطوة تاريخية تنهي الحرب في غزة وتؤدي إلى إقامة مستقبلية لدولة فلسطينية، في ظل اتفاق سلام تاريخي مع السعودية؟ اغلب الاحتمالات أن الجواب لا. نتنياهو ركل دلاء مشابهة مرات عديدة قبل أن تمتلئ.

مع كل هذا، يجدر بالذكر أن نتنياهو أيضا يعرف ان زمنه محدود. ارثه الحالي هو المذبحة في 7 أكتوبر. ومصيبة رهيبة مثلها لم تشهدها الدولة أبدا.

إن السير إلى تسوية مع السعودية ونوع من التقدم في الجبهة الفلسطينية يمكن أن تساعده في أن يغير قليلا الانطباع الذي سيخلفه على صفحات التاريخ، في زمن الجراح.

القرار في يده.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى