ترجمات عبرية

معاريف: حكومة يمينية بالكامل بشرى سيئة للمشروع الصهيوني

معاريف 2022-12-06، بقلم: إفرايم غانور: حكومة يمينية بالكامل بشرى سيئة للمشروع الصهيوني

حكومة اليمين بالكامل، التي من المفترض أن تبدأ عملها في الفترة القريبة، هي بشرى سيئة لكل مَن يعتبر أن تحقيق الرؤية الصهيونية عزيز على قلبه. ففي النهاية، هذه أقل الحكومات صهيونيةً، التي تشهدها إسرائيل منذ قيام الدولة.

نصف أعضاء الائتلاف هم من الحريديم المتدينين، وجزء منهم لم يخدم في الجيش الإسرائيلي، ويكافح بشدة ضد خدمة الشباب الحريدي في الجيش. يقدم جزء من أعضاء الائتلاف مطالب تتعارض مع القيم التي قامت على أساسها الحياة هنا منذ قيام الدولة قبل 74 عاماً. ومطالبهم هذه يمكن أن تغيّر دولة إسرائيل بصورة مقلقة، كما يمكن أن تغيّر صورة دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية.

على سبيل المثال، يطالب جزء من أعضاء الائتلاف بتعزيز الهوية اليهودية، والفصل الجندري في المناسبات العامة، وفي تقديم الخدمات العامة، وبقانون متساهل للخدمة العسكرية الإلزامية، من دون أهداف التجنيد، ويمكن أن يغلق الباب على إمكانية قيام الشباب الحريدي بواجبه في الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ويطالب بمنع تشغيل المواصلات العامة في أيام السبت، بما فيها السلطات التي تدير خدمات النقل للشباب، وتعزيز صلاحيات المحاكم الدينية، وتغيير الستاتيكو في الحرم القدسي الذي من شأنه إثارة كل العالم الإسلامي ضدنا، وإشعال الشرق الأوسط، إلغاء مسيرات المثليين، وإلغاء حق الأحفاد في العودة، وصدور برامج تعليم المثليين من وزارة التربية، تمويل أكثر اتساعاً للمؤسسات الحريدية واليشيفوت [المدارس الدينية] بمقدار مليارات الشواكل على حساب القطاع العلماني، إلى آخره.

صحيح أن جزءاً من هذه المطالب لن يتحقق، وأن نتنياهو يدرك بالطبع إشكاليتها، لكنها من الممكن أن تغيّر صورة الدولة نحو الأسوأ.

حرص نتنياهو في الأيام الأخيرة على التهدئة بوساطة التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال مقابلة مع وسائل إعلام أميركية، عندما قال: إنه سيحرص على أن تبقى دولة إسرائيل، في ظل حكمه، تتصرف كما تتصرف الآن. لكن يجب ألّا ننسى أن نتنياهو قال منذ وقت قصير: إن إيتمار بن غفير لن يكون وزيراً في حكومته، وبذل جهداً كبيراً كي لا يتصور معه. وها هو بن غفير أصبح اليوم وزيراً للأمن القومي في حكومته.

يُعتبر نتنياهو في هذه الأيام الحلقة الأضعف في المفاوضات الائتلافية التي يجريها مع شركائه الذين يعرفون مشكلاته جيداً، ويعرفون أين يجب أن يضغطوا، وماذا يتوقع منهم أن يقدموه بشأن كل ما له علاقة بمحاكمته. كل هذا يخلق شعوراً بأننا مقبلون على أيام صعبة، من دون التطرق إلى المشكلات الأمنية الداخلية والخارجية التي ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى