ترجمات عبرية

معاريف: بين الاحتجاج وغلاء المعيشة: العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تزداد اضطراباً

معاريف 7-3-2023، بقلم بن كسبيت: بين الاحتجاج وغلاء المعيشة: العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تزداد اضطراباً

بينما ننشغل بمخطط الرئيس، والاحتجاج، والانهيار المحتمل لمنظومة الاحتياط، ثمة قصة حقيقية تجري بين واشنطن وتل أبيب. الجمعة، كان رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، هنا. لم يكن لقاء مع رئيس الوزراء نتنياهو، وحسب مصادر أمريكية، كان سيرفض لو عرض عليه لقاء كهذا.

التقى الجنرال ميلي وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي. وحسب مصادر سياسية اطلعت على مضمون المحادثات، فإن الحديث يدور عن نصوص غير مسبوقة في علاقات إسرائيل – الولايات المتحدة، تتوافق مع البيان الحاد والمهين الذي أصدره الأمريكيون ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بعد أقواله بشأن قرية حوارة.

ليس هذا كل شيء: الأربعاء، سيصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة، لا نية لعقد لقاء بين أوستن ونتنياهو (هذا يمكن أن يتغير).

هذا، وغيره: في الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة أوضح بأنه لا نية لدعوة نتنياهو للزيارة التقليدية إلى واشنطن، والتي يتلقاها كل رئيس وزراء إسرائيلي بعد تشكيل حكومته. فالرئيس جو بايدن لا يريد أن يسمع معه. مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، والوزير رون ديرمر، هما الآن في الولايات المتحدة، ويستقبلان ببرود ظاهر ويحظيان بلقاءات في مستوى متدن.

كل هذا ليس سوى مقدمة للرحلة المخطط لها من وزير المالية سموتريتش إلى مؤتمر البوندز قريباً. وقال مصدر أمريكي مؤخراً إن “موظف الإدارة الوحيد الذي سيراه هنا هو موظف الهجرة في المطار”. نأمل، كما أضاف المصدر الإسرائيلي، في أن يقر موظف الهجرة إياه لسموتريتش بالدخول.

الأمريكيون، بمن فيهم أيضاً رئيس الأركان في لقاءاته هنا، كانوا واضحين، فظين وحادين: “إذا أردتم مواصلة الحديث وتنسيق الاتصالات معنا في موضوع إيران والتطورات المهمة في هذا المجال، حان الوقت لتهدئة “المناطق” [الضفة الغربية]. لن نوافق على اللعب المزدوج. إذا أردتم الحديث عن إمكانية تزويد روسيا بطاريات S400 لإيران فإنه كما ذكر آنفاً أيضاً. لن توافق الولايات المتحدة على قبول سياسة إشعال نار في “يهودا و السامرة” ثم التصرف كأن هذا لا يحصل. عندما نبعث بمندوبين كبار إلى مؤتمر العقبة ثم تبعثون برئيس هيئة الأمن القومي ورئيس “الشاباك” وبضابط برتبة لواء، وتقولون “ما حصل في العقبة يبقى في العقبة”، فعندها لا حديث معكم وأنتم مدعوون لمشاورة أنفسكم. إذا كنتم تحتاجون الولايات المتحدة الأمريكية، فتصرفوا كأنكم تحتاجونها. لن نرضى بأن يتفق معكم على أمور في العقبة وفي الليلة نفسها تحرقون حوارة، وبعد ذلك يقول وزير ماليتكم إنه يجب محو القرية”.

هذه الأمور، التي نقلت لإسرائيل في قنوات عديدة وليس فقط في لقاء رئيس الأركان الأمريكي، تكاد تكون غير مسبوقة. وهي تذكر بلحظات الدرك الأسفل الكبرى من عهد أوباما عندما فاجأ نتنياهو الرئيس ووصل للخطاب في الكونغرس من خلف ظهره. غير أن هناك فارقاً واحداً: “حتى في اللحظات الأصعب”، قال لـ “معاريف” أمس مصدر مطلع على الاتصالات بين الطرفين، “كانت المستويات المهنية دوماً، بشكل عام بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأمريكي، تعرف كيف تحافظ على اتصالات مستقرة وتعاون وثيق رغم كل شيء. الأزمات السياسية لم تمنع في أي مرة التعاون العسكري والاستخباري ومحاور العمل. أما الآن فهذا يختلف. نحن نسمع من مستويات أمريكية أمنية تقززاً واضحاً”.

وحسب بضع روايات، يبدو أن التعاون الاستخباري بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات الغربية بدأ بالاهتزاز. لم أجد تأكيدات رسمية على هذا، لكن هذا قائم. “الاستخبارات موضوع حساس”، قال لي مصدر استخباري كبير سابق. “فكر بالبريطانيين أو الأمريكيين أو الألمان حين يفهمون بأن مواضيع استخبارية حساسة تصل إلى الكابينت حيث يجلس أناس مثل بن غفير وسموتريتش. هذا لا يشجع التعاون”.

“ما يحصل يتسبب لنا أن ننشغل بسلوان بدلاً من طهران”، قال لـ “معاريف” مصدر إسرائيلي ضالع في الأوضاع. “إيران باتت على مسافة لمسة من قدرة التخصيب للنووي العسكري. والروس قد يدخلونها إلى مجال الحصانة قريباً، ونحن نفقد أمريكا بالتوازي. هذا ليس أقل من جنون العقل.

قد تضاف أزمة أخرى لكل هذا في العلاقات مع الأردن، عقب بيانات بن غفير وسموتريتش في أثناء مؤتمر العقبة. “إذا أردتم المجيء إلى المؤتمر فتعالوا، إذا لم تريدوا فلا تأتوا”، قال مؤخراً مصدر أردني كبير. “لكن أن تأتوا بيد ثم تشهروا باليد الأخرى، فهذا غير مقبول”. الأردن ذخر استراتيجي عزيز في الواقع لإسرائيل في عصر يدور فيه الحديث مرة أخرى عن هجوم في إيران وينفذ فيه حملة سلاح الجو نشاطاً هجومياً متواصلاً، حسب منشورات أجنبية، في مجالات جوية مختلفة في المنطقة.

بقدر ما هو معروف، سمع بن غفير وسموتريتش تحذيرات حازمة من مسؤولين أمنيين كبار في موضوع سلوكهما. عن حقيقة أنهما يعرضان التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للخطر، وأنهما يمسان بمصالح أمنية عليا ويشعلان “المناطق” عشية رمضان، وما شابه. فهل استوعبا؟ هل سيتغير شيء قريباً؟ لا نعرف. الكل ينتظر مخطط الرئيس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى