ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اسحق ليفانون – سلام، يا موريتانيا …!

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – 23/8/2021

” ذات مرة آمنت باهمية العلاقات الدبلوماسية مع موريتانيا وعملت عليها. اما اليوم فاعتقد ان من الافضل لاسرائيل أن تبتعد عن دولة غيرت جلدتها”.

ذات مرة كانت لنا علاقات دبلوماسية كاملة مع الجمهورية الاسلامية لموريتانيا. ذات مرة غازلتنا موريتانيا كي نقيم علاقات كهذه. وذات مرة كان لنا سفراء في العاصمة نواكشوط. كان الدبلوماسي  غابي ازولاي، الكاتب والمحلل فردي ايتان والصحافي ومحرر “اسرائيل اليوم” بوعز بسموت. عشر سنوات بقيت العلاقات في مستوى السفارة، الاعلى الموفور، الى ان قطعتها موريتانيا في اعقاب حملة الرصاص المصبوب وطردت رجالنا. اليوم يوجد فتى ابن 14، لاعب شطرنج، ترك في الايام الاخيرة المسابقة الدولية في الشطرنج لانه لا يريد أن يتنافس قبالة لاعب اسرائيلي. كما أنه عبر علنا عن المشاعر في بلاده وبموجبها اسرائيل هي دولة ليست موجودة في واقع الامر. 

كنت مسؤولا عن دائرة شمال افريقيا في وزارة الخارجية، وعملت على اقامة العلاقات الدبلوماسية مع موريتانيا الاسلامية. كنت الاسرائيلي الرسمي الاول الذي هبط في الدولة التي فضلا عن كونها جارة المغرب، لم نعرف عنها الكثير. قررت موريتانيا السير في اعقاب المغرب وتونس اللتين اقامتا معنا علاقات دبلوماسية بتمثيل منخفض. بمبادرتها طلبت موريتانيا رفع مستوى العلاقات معنا الى مستوى السفارة بتمثيل كامل. فوجئنا بقرارها، ولكننا فرحنا ايضا. هذه دولة تسمي نفسها الجمهورية الاسلامية، الثانية فقط لجمهورية اسلامية اخرى هي ايران. وبخلاف دولة آيات الله، في موريتانيا علموا في المدارس الاسلام المعتدل، المتسامح. وللنساء هناك توجد مكانة متساوية. ساعدنا موريتانيا حيثما لم يفعل كل الباقين هذا. المساعدة الطبية التي قدمناها للدولة رسمت اسرائيل في صورة انسانية مختلفة  عما روي عنا. تسلل الجهاد الاسلامي الى افريقيا مس بموريتانيا ايضا. رغم اسوار الدفاع التي اقاموها، تسلل الاسلام الاصولي الى المجتمع. زعماؤها تغيروا. اقوال عبدالرحيم الطاليب، محمد ابن الـ 14 هي انعكاس لهذا التطرف. رئيس الجمعية الوطنية  للشطرنج في موريتانيا هنأ الطفل الذي هاجم اسرائيل بجسارة. 

بعد توقيع اتفاقات ابراهيم قبل نحو سنة، سارع وزير خارجية موريتانيا الى الاعلان بان لا نية لبلاده للسير هذه المرة في اعقاب المغرب. وكانت العلاقات مع موريتانيا في حينه في اطار مساعي اسرائيل  لكسر حلقة العداء حولها واستغلال اتفاقات اوسلو. في حينه كانت هذه خطوة صحيح القيام بها. اما اليوم فان اسرائيل لا ترى موريتانيا بذات العيون مثلما في حينه. كما أن الظروف الاقليمية تغيرت. 

تحاول الولايات المتحدة مساعدة موريتانيا، على ما يبدو لاسباب استراتيجية، وتساعد الدولة الضعيفة بالدفاع عن نفسها ضد الاسلام المتطرف. لو شعرت ان هناك ذرة امل متجددة من جانب دولة أسرتني في حينه لكنت اوصيت بالتوجه الى الولايات المتحدة لفحص احتمالات استئناف العلاقات الدبلوماسية وضمها الى اتفاقات ابراهيم. ولكن امام تعابير الطفل المثيرة للحفيظة والتي هي مقدمة للتفكير الداخلي للدولة، من الافضل الابتعاد عن دولة قررت تغيير جلدتها تجاهنا. فان يقال عن اسرائيل الجذرية انها دولة مصطنعة لا توجد عمليا – على لسان فتى من دولة هي نفسها منتج مصطنع للاستعمار الاوروبي – فهذا ببساطة هذيان، سلام لك يا نواكشوط. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى