ترجمات أجنبية

بلومبيرغ: الولايات المتحدة تقاتل في إفريقيا في مواجهة تمدد النفوذ الصيني الروسي

بلومبيرغ 24-3-2023، بقلم أكيلا غاردنر: الولايات المتحدة تقاتل في إفريقيا في مواجهة تمدد النفوذ الصيني الروسي

أكيلا غاردنر
أكيلا غاردنر

كثفت إدارة الرئيس جو بايدن من حملتها لبناء النفوذ الأمريكي في إفريقيا ، حيث خسرت الولايات المتحدة الأرض أمام منافسيها الرئيسيين الصين وروسيا ، فيما بدا وكأنه حرب باردة جديدة.

وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس الأسبوع المقبل أحدث مسؤول كبير يزور البلاد ، ومن المقرر أن تتوقف في غانا وتنزانيا وزامبيا. وتأتي الجولة في أعقاب زيارة كل من وزير الخزانة جانيت يلين، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة مؤخرا. وكان الرئيس بايدن تعهد خلال قمة عقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي مع قادة أفريقيا بتقديم حزمة مساعدات للقارة بقيمة 55 مليار دولار.

إن السعي للتواصل مع دول القارة الغنية بالمعادن يأتي في الوقت الذي أدت فيه حرب روسيا على أوكرانيا -والمواجهة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين– إلى زعزعة الدبلوماسية العالمية. ويسعى الطرفان إلى كسب ود الدول غير المنحازة في مناطق مثل أفريقيا.

وأثار المسؤولون الأمريكيون قضية الحرب الأوكرانية مع القادة الأفارقة وشجعوهم على دعم كييف، على الرغم من أن الكثير من الحكومات الأفريقية فضلت البقاء على الحياد، ويرتبط بعضها بعلاقات طويلة الأمد مع روسيا تشمل تزويدها بالأسلحة.

ومن المرجح أن ما يمثل قلقا أكبر لهاريس وزملائها في الإدارة الأمريكية هو التنافس الاقتصادي مع الصين، التي تعد حتى الآن أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث من المتوقع أن يزيد حجم التجارة بين الجانبين عن 260 مليار دولار هذا العام.

ويتضمن التنافس بين الولايات المتحدة والصين سباقا للحصول على المعادن المهمة للغاية بالنسبة للطاقة الخضراء، حيث تمتلك أفريقيا بعضا من أكبر الإمدادات في العالم، وكذلك خلافا حول تخفيف عبء الديون، حيث تزداد الأعباء بالنسبة للدول الفقيرة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، إذ ساعد الإقراض الصيني لأفريقيا الدول على تطوير وبناء البنية التحتية، ويلفت كبار المسؤولين الأمريكيين الانتباه إلى الأسعار المرتفعة بالنسبة للمقترضين وصعوبة السداد للصين.

كاميرون هودسون، أحد كبار الباحثين في برنامج أفريقيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قال إن المسؤولين الأمريكيين “لن يقولوا إنهم في تنافس مع الصين أو روسيا في أفريقيا”، مضيفا، رغم ذلك، أن “من الواضح أنهم يستغلون هذه الزيارات لإظهار الفارق الواضح بين أسلوب واشنطن” وأساليب منافسيها.

ومن الأمثلة على ذلك تركيز الولايات المتحدة على تعزيز الديمقراطية، وقد وعدت مؤخرا بتقديم 165 مليون دولار لدعم الانتخابات الحرة في أفريقيا، مصحوبة بتحذيرات إزاء الدور المزعزع للاستقرار الذي تقوم به مجموعة فاغنر، النشطة في دول مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وهناك أيضا دبلوماسية الديون، إذ تشمل جولة هاريس غانا وزامبيا، اللتين تعثرتا في سداد الديون منذ انتشار جائحة كورونا، وتسعى الدولتان إلى إعادة هيكلة الديون.

وأعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها على مدار شهور عن شعورهم بالإحباط إزاء موقف بكين بشأن اتفاقيات تخفيف عبء الديون بالنسبة لبعض أفقر الدول في العالم. وقد أوقفت الصين، أكبر دائن للدول النامية في أنحاء العالم العملية في العديد من الدول، خشية أن تُرسخ سابقة بإجراء تخفيضات مباشرة على قروضها.

ويدرك القادة الأفارقة تراجع الاقتراض من الصين ويقبلون ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية، طلب عدم الإفصاح عن هويته، بسبب حديثه عن دبلوماسية سرية.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة والصين ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين تسعيان لبناء نفوذ في أفريقيا، مشيرا إلى دول أخرى تريد تكثيف تواجدها هناك، مثل الهند، وتركيا.

وتدعم الولايات المتحدة المزيد من الإقراض الغربي لأفريقيا، وشمل الالتزام بتقديم 55 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، الذي أعلن عنه بايدن في القمة الأمريكية- الأفريقية والتي كانت الأولى منذ عام 2014، مبلغ 21 مليار دولار كقروض للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل عن طريق صندوق النقد الدولي.

كما أوضحت الإدارة الأمريكية أهمية زيادة مشاركة القطاع التجاري أيضا، وفي القمة التي عقدت في واشنطن قالت وزيرة التجارة جينا ريموندو إنها تتوق إلى أن ترى مشاركة القطاع الخاص باستثمارات في أفريقيا.

وتسعى الولايات المتحدة بقوة للتحول إلى الطاقة النظيفة، ولدى الدول الأفريقية بعض المعادن الحيوية بالنسبة للتكنولوجيات الناشئة، مثل الليثيوم والكوبالت، والتي تستخدم لإنتاج البطاريات للسيارات الكهربائية، وألمح المسؤولون إلى أن مجموعة فاغنر قد تقوم بدور في نقل تلك السلع الرئيسية إلى روسيا.

وتعتبر الصين متقدمة للغاية عن باقي دول العالم في تأمين سلسلة إمداد متكاملة لإنتاج السيارات الكهربائية، ولكنها ما زالت تحتاج إلى معادن مثل النحاس والكوبالت، وهي متوفرة بكميات ضئيلة للغاية في الصين والولايات المتحدة وأوروبا، بينما لدى أفريقيا كميات كبيرة جدا منها.

إن المساعدات الإنسانية لأفريقيا زادت أيضا منذ تولي بايدن الرئاسة، خاصة بالنسبة للدول التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الذي ازداد سوءا بعد الارتفاع الشديد لأسعار القمح وغيره من الصادرات التي ترد من أوكرانيا وروسيا. ويكمن وراء هذه المبادرات شعور بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات الأفريقية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

Bloomberg :US Fights for Influence in Africa Where China, Russia Loom Large

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى