أقلام وأراء

بكر أبو بكر: ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية بالعالم؟

بكر أبو بكر 8-11-2023: ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية بالعالم؟

يقوم طغاة النظام الفاشي الإسرائيلي باتباع عدة مراحل في تحقيق (السمعة البطولية للقتل الجماعي والمجازر! ليتم تقبلها وبلعها) عبر تسويغه (دينيًا وسياسيًا…) باعتباره بأحد أشكاله دفاعًا عن النفس!

وقبل ذلك أو مترافقًا معه يشوهون الخصم بكل ما لديهم من اتهامات (داعش، نازي، إرهابي، مخرب، أغيار، حيوانات بشرية….ألخ) فيتأهب العالم لقتل “الدواعش” فلا يجد إلا الأطفال!

لكن النظام الفاشي يستمر ثانيًا بطلب المدد والدعم الغربي-صاحب السوابق بالمجازر- لتحقيق الموافقة على وحشيته وضمان البراءة اللاحقة من جرائمه والدعم لمواقفه كما استجابت دول الغرب الاستعماري، ما هو مرتبط بتعصيب عيني المنفتحين فيها عن الحقائق على الأرض

وثالثًا يقوم الفاشي بجرائمه “دفاعًا عن النفس”! ودفاعًا عن الوجود، وعن القداسة المفترضة!

وينكر أنها جرائم أصلا، فالقتل طال من يسميهم الإرهابيين والوحوش البشرية، رغم أن نصفهم تقريبًا أطفال.

أما رابعًا فهم يجرّمون من لا يصِم أعداءهم بالوحشية، ويجرّمون من يصمهم هم بها.

ثم خامسًا يواصلون الجرائم، فإدمان النظر قد يميت القلب! بظنهم.

وصك البراءة بالجيب فلا بأس من المواصلة حتى لو وصل القتل لعشرة آلاف إرهابي كما قالوا! وما يزيد.

أين العالم الحر؟

لقد رفض العالم كله آلة الحرب الصهيونية منذ زمن طويل حينما رفض ربط الأعمال الوحشية ل”إسرائيل” ب”معاداة السامية”، وحينما تجرأ على اتهامه بما اقترفت يداه بأكثر من مناسبة وخاصة من خلال عشرات التقارير للمنظمات الحقوقية الغربية والإسرائيلية والعالمية المحترمة، والآن في فصل واضح بين الدولة الإسرائيلية ويهود العالم أو الملة اليهودية..

يرفض العالم الحر خاصة بمعظم شعوبه -وإن تخاذلت عديد الحكومات- جرائم الحرب والمذابح فلم تعد الحقيقة قابلة للنكران أمام الأعين المسمّرة تشاهد مهما اجتهد الإرهابي في إطلاق أكاذبيه.

لقد عجّت ساحات العالم كله بالتظاهرات رفضًا لصمت الحكومات، وانتصارًا للإنسانية والحرية والعدالة والسلام لفلسطين والعالم.

ولننظرعلى سبيل المثال في تقرير للأمم المتحدة عام 2021م حيث قال عن فلسطين وغزة أن: “العنف يقتل حتى الآن العشرات بينهم أطفال ونساء حوامل وذوو إعاقة – والأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل”، وفي 3/2/2023 قال الأمين العام للأمم المتحدة أن” المدنيين في غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء، يُحاصرون منذ ما يقرب من شهر ويُحرمون من المساعدات، ويقتلون، ويُقصفون”. وشدد على ضرورة وقف ذلك ومثيل هذه التصريحات والتقارير بالمئات.

المثير حقًا وما لا يقبله العقل أن يقوم 100 طبيب إسرائيلي في (5/11/2023م) بالتوقيع على عريضة تطالب بقصف المستشفيات في قطاع غزة؟! لقد فقد هذا العالم المجنون عقله كليًا!

وبين هذا وذاك تجد من الإسرائيليين التقدميين بالعالم من يقف مع الحق والحرية، فيُعاقب بالنُكران والشطب كما حصل مع عضو الكنيست الإسرائيلي، عوفر كسيف، الذي قال “إنه لا ينبغي لعمليات القتل المروعة التي ارتكبتها “حما..س” في جنوب “إسرائيل”، أن تتحول إلى ذريعة للتطهير العرقي، وإن تدمير غزة لن يعيد الضحايا، بل سيمحو ذكراهم في أنهار من دماء المدنيين الأبرياء”.

وكتب عدد من الكتاب الإسرائيليين المرموقين رفضا لقتل المدنيين من الطرفين مدينين ما حصل من “حما..س” لكنهم بالمقابل يرفضون الإبادة الجماعية والقتل المروع بالمذابح ضد الفلسطينيين في غزة، ومنهم كان د.(راز سيجال) الاستاذ المشارك في دراسات المحرقة والإبادة في جامعة ستوكتون، وأستاذ في دراسة الإبادة الحديثة، حيث انتقد الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة، كما انتقد استخدام الهولوكوست بطريقة خطيرة، لتبرير العنف الجماعي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وعرض كيف يستخدم السياسيون الإسرائيليون ذكرى الهولوكوست لتبرير العنف ضد الفلسطينيين.

كما انتقد د.سيجال أيضًا الرئيس الأمريكي “جو بايدن” وقادة “إسرائيل” لمقارنة المجازر التي تعرض لها اليهود خلال الهولوكوست بالهجوم الذي شنته “حما..س” على المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023م، وتصويرهم إسرائيل كضحية تواجه النازية، حيث رأى أن السياق مختلف تماما.

في المظاهرة الضخمة في واشنطن التي دعت لها أكثر من 100 منظمة، وقدر المشاركون بها ما يقرب النصف مليون كما قال لي صديق هناك كان ما يقارب النصف من المشاركين من اليهود الأمريكان، لقد سقط القناع عن النظام الإسرائيلي فلم يعد يمثل الا همجيته وفاشيته التي طلقها كل الأحرار في العالم وسيأتي يوم محاسبته ومعاقبته على جرائمه كما قال أستاذ دراسات المحرقة.

ولنردد ما كان الأحرار في العالم ومؤخرَا في واشنطن يقولون: كلنا فلسطينيون.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى