أقلام وأراء

بكر أبو بكر: كيف يقود العقل الفاشي حربه؟

بكر أبو بكر 7-11-2023: كيف يقود العقل الفاشي حربه؟

لن نذهب بعيدًا في عمق التاريخ لنثبت ما نريد اثباته، فحصيلة الأيام السوداء في فلسطين ذاتها تثبت ما لايدع مجالًا للشك الكثير من الحقائق التي أبرزها أن العقلية النازية أو الفاشية تتملك كل المتعصبين أو الحقودين العنصريين من أصحاب العقول المغلقة الذين لا يرون الصلاح والنقاء إلا في أنفسهم، لذلك فهم الأتقياء الأنقياء! وهم أبناء الرب دونًا عن العالم، وهم أصحاب الجنة الأرضية والسماوية، ولهم تعود الحقيقة المطلقة.

العنصريون يرون أنفسهم أصحاب الحق الوحيد بالحياة، والباقي أممٌ بربرية يجوز أن تفعل فيها كما تفعل بالحيوانات.

هذا ما نراه في جميع أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة، ووجها الصارخ الصاخب اليوم هو التيارات الصهيونية والدينية الإرهابية التي يأكلها الحقد وشبق الانتقام والتطرف فتُقدِم على القتل والذبح والمجازر بإرادة وتصميم على الاقتصاص من الغرباء أو الوحوش!

جرائم “الدفاع عن النفس”!

ترتكب الآلة الجهنمية الإسرائيلية المذبحة تلو الأخرى (دفاعًا عن النفس”!) مما يراه العالم بأعين مفتوحة وبلا أدنى خلخلة لا بالصورة ولا بالكلمات المصاحبة للصورة. 

 نرى الانكار من قبل المعتدي والإمعان في عملية القتل والإبادة؟! 

ولم لا!

 مادام الضامن لتحقيق البراءة المسبقة من مجمل الجرائم قد جاء من أمريكا والدول الغربية الاستعمارية التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجازر والتي كان ضحاياها الملايين من شعوب الأرض أجمعها فترة الاستعمار.

لقد أعطت الدول الغربية الاستعمارية وأمريكا “نتنياهو” والقيادة المتطرفة بحكومته اليمينية تصريحًا مفتوحًا بالقتل (بالدفاع عن النفس!) بل والإبادة الجماعية لقطاع غزة بمن فيه من اثنين ونصف مليون إنسان.

نقول أننا لا نريد العودة لتصريحات “جابوتنسكي أو بن غوريون أو بيغن” او غيرهم الكثير ممن حرضوا أومارسوا القتل الممنهج ضد العرب والفلسطينيين منذ ما قبل النكبة، وإنما سنتعرض قليلًا للتصريحات الحديثة جدًا، والمترافقة مع الصور والأشرطة المثيرة للاشمئزاز من كثرة القتل، أو المثيرة للبكاء على الانسانية المفقودة خاصة لدى القتلة الإرهابيين الذين يدكّون رؤوس الأبرياء في البيوت والمستشفيات والأسواق والمساجد والكنائس والمدارس بلا رحمة مما لم يحصل مثيله في القرن العشرين والقرن21!

ماذا قالوا؟ رغم أنهم فعلوا أكثر بكثير من القول؟

 لقد قالوا ما يبرر الجرائم (المتعلقة بحق الدفاع عن النفس!) أو يمهد لها، ويدعوا للمزيد. وكأن التعطش للدم سمة أصيلة لذوي العقل المتطرف. 

فالمثير أنه في ظل الصدمة التي تلقاها المتطرفون النازيون والرغبة بالانتقام أن وصلت بهم الامور حدًا عجيبًا لا يخفون فيه تطرفهم بتاتًا ولا يحاولون إنكاره بل التفاخر به علنًا، لماذا؟ لأنه حقيقتهم.

لننظر قليلًا في الدعوة للجرائم والمذابح ما يجب أن يعاقب عليها قانونيا لدى العالم المتسمى بالعالم الحر وما يجب على أساسه تفعيل منطق المحاسبة كما قال “د.راز سيغال” الأستاذ المشارك في دراسات المحرقة والإبادة في جامعة ستوكتون (في مقاله يوم 24/10/2023) أنه يجب “محاكمة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين والمسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي خلال سنوات الحصار العديدة على غزة، بما في ذلك الجرائم المرتكبة في الهجوم الحالي”

ماذا قالوا بالمحرقة الحالية؟ 

  1. -كتب الوزير المتطرف بن غفير إن حزبه سيقدم اقتراحًا لعزل أعضاء “الكنيست” الذين يدعمون الإرهاب ويتعاطفون مع الفلسطينيين لأن “هذا أمر قانوني، وممكن، وهذا هو أمر الساعة. وأدعو جميع فصائل التحالف والمعارضة للانضمام إلينا ودعمنا للتخلص من هؤلاء الداعمين للإرهاب من البرلمان الإسرائيلي”، كما ترصد وكالة وفا ونتابع.
  2. -وفي سلسلة من التصريحات، تفاخر بن غفير بعمليات اعتقال المتضامنين من أبناء شعبنا الفلسطيني داخل أراضي العام 48، وهو من وزع الأسلحة بابتسامة عريضة على المستعمرين بالضفة للتنكيل بالفلسطينيين وقتلهم وهو ما تم.
  3. -وفي “انستغرام” كتب عضو “الكنيست” “الموغ كوهين” تصريحا يدعو للتطهير العرقي والتهجير: “لن يكون هناك تسويات، من لا يعرف التحدث إلا بالعربية فعليه أن يترك المفاتيح ويذهب للبيت. إن لم نقف للنقب فلن تقف تل أبيب. إما نحن أو هم!”
  4. -أما الوزيرة الإرهابية المتطرفة “أوريت ستروك” فقالت إن “إرسال الجنود إلى الجبهة وتعريض حياتهم للخطر من أجل تحويل غزة للسلطة الفلسطينية عمل غير أخلاقي وغير مسؤول. فالسلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب وتدفع رواتب للمخربين”.
  5. -وفي السياق التحريضي كتبت عضو “الكنيست” عن حزب “قوة يهودية” المتطرف “ليمون سون هار” أن “السلطة الفلسطينية نازية…. تحويل السيطرة إليها وضخ أموال دولية إليها سيجلب لنا أحداثًا مشابهة لما نعيشه اليوم في (الضفة). بالطبع لن أكون جزءًا من هذه السياسة”.
  6. -وعلى تطبيق إكس، تويتر سابقا تحريض على أبناء شعبنا داخل أراضي العام 48، من قبل عضو “الكنيست” عن “الليكود” “طالي غوطليب” حيث غرد: “إنّ عرب إسرائيل الذين يصمتون الآن ولا يعبّرون عن رعبهم من اغتصاب بناتنا والمذبحة التي تعرض لها شعبنا هو انتهاك للولاء لهذا البلد. العرب الإسرائيليون الذين يعلنون عن دعمهم للإرهاب مثلهم، ويساعدون العدو في زمن الحرب.. لن أنسى هذا بعد الحرب”.
  7. -وفي توافق بالتصريحات بين “بنيامين نتنياهو ويائير لابيد”، رصد التقرير تصريحا متشابها حول التملص من مسؤولية قصف المستشفى المعمداني، إذ كتب نتنياهو: “على العالم كله أن يعرف.. الإرهابيون البرابرة في غزة هم الذين هاجموا المستشفى في غزة، وليس الجيش الإسرائيلي. الذي قتل أطفالنا بوحشية، يقتل أطفاله أيضًا”.
  8. -أما “لابيد” فكتب: “بعد الفحص، المستشفى في غزة تعرّض لقصف فاشل من داخل غزة. إنهم لا يقتلون أطفالنا فقط، بل أطفالهم أيضًا”.
  9. وكما صرح أحد الإرهابيين من أعضاء الكنيست ما يسمى وزير التراث ‎الإسرائيلي عميحاي إلياهو (إنه يؤيد قصف القطاع بقنبلة نووية، وإن مقتل الأسرى الإسرائيليين جزء من ثمن الحرب). وللعلم ينتمي المذكور لحزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، بقيادة وزير ما يسمى الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو حزب يؤيد بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على القطاع، ويتبنى أفكارا متطرفة بقتل العرب وتهجيرهم.
  10. في اليوم الثالث للعدوان مباشرة صرح وزير الحرب الصهيوني “يوآف غالانت” بكل صلافة أننا نحارب حيوانات بشرية! بالطبع في تبرير للقتل الجماعي الذي لحق تصريحه وفعل جيشه المجرم فيما شكل سلسلة من المذابح في محرقة الإبادة الجماعية الكبرى للشعب الفلسطيني امام أعين العالم.

ولك أن تنظر في أخبار إذاعة مكان الإسرائيلية صبيحة 6/11/2023 حينما أوردت الخبر بالقول إنه تم قتل 10000 إرهابي في قطاع غزة! والحقيقة أنه هؤلاء الآلاف العشرة بينهم 4800 طفل (إرهابي!)، و2550 امرأة!؟ (إرهابية!). لقد فقد العالم عقله!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى