#أقلام وأراء

بكر أبو بكر: ثلاثية الثورة الجديدة

بكر أبو بكر 6-9-2023: ثلاثية الثورة الجديدة

(1)

ما بين الرصاصة والصدر العاري؟

6 سبتمبر / أيلول 2023

إن الثورة الشعبية أو المقاومة الشعبية الحالية في فلسطين بقياداتها الميدانية الشابة تمثل الممارسة الجماهيرية المثابرة والفعالة لمواجهة للسياسات الاستعمارية الصهيونية والمشروع الاستعماري ككل باحتلال الأرض وتهجير الشعب، وهي الثورة التي تعمل على أن تجد طريقها الناضج والأفضل ما يجب باعتقادنا أن تصل اليه.

من المفهوم إن الثورة والمقاومة الشعبية لا تعمل ككل إلا ضمن رؤية وطنية شمولية واضحة الأهداف، ومن خلال فعاليات ممنهجة متوسعة (جغرافيًا وشرائحيًا وزمنيًا) لتفكيك المشروع الاستعماري

ما بين الرصاصة، والصدر العاري

إن الأساس بالنضال هو فلسطين فقط ، وما كان التنظيم الفلاني أو العلاني بتاتًا، وفلسطين هي الهدف والبوصلة وتحريرها يرسم الاستراتيجية والمسار. وتجميع القوى وتحقيق التوازن الصعب مدخل أساس.

 لذا فإن تفعيل أو تصعيد الثورة الجماهيرية أو المقاومة القائمة وإن بحدود دنيا ضد الاحتلال الصهيوني وضد إرهاب المستوطنين وضد إرهاب المتطرفين في القدس والذي يجب أن يكون محددًا وبما يتناسب والوضع الإقليمي والدولي، و يتناسب بما عليه قدرة الشعب الفلسطيني، والجماهير وديمومة فعلها.

دعنا نحاول أن نرسم شكلأً يتفق مع معادلة القدرة والامكانية والانسب والأقدر على تحقيق الهدف.

•       إن الثورة أو النضال أو المقاومة بالمفهوم العام تلقى الهوى الأكبر بين الفلسطينيين الأبطال على خط النار وأولئك أيضًا خط انتظار العودة بالخارج.

•       ولكن ما هكذا تكون الثورات التي إن لم تعقل وتتوكل (نظرية وهدف واضح وعمل جامع) تقهقرت

•       وإن لم تفهم مستوى القوة عجزت وتراجعت، وربما يئست وأصابها الخذلان.

•       وإن لم تستطع القيادة الثورية أن تحسب مواضع الأقدام فيها خانتها رجلاها

•       وإن لم تتوحد ضاع صوتها أو بالأحرى أصواتها بالبرية.

•       وإن لم تستطع أو لم تبذل الجهد بالتوحد المفاهيمي لتعبئة الجماهير قاطبة نحو الهدف السياسي فشلت أو جمدت أو أصبحت أسيرة شعارات يناقضها الفعل.

إن الفعل المسلح المنفرد من بعض الفدائيين أو من الشباب الثائر أو من التشكيلات الجديدة غير المعبئة أو غير المسيسة، وغير المدربة وغير المترابطة بمنهج عمل واستراتيجية واضحة، وفي ظل الوضع الذي عليه الفصائل بتشرذمها واستعراضيتها ومناكداتها ومناكفاتها، وفي ظل وضع الشعب الفلسطيني المشتت بين الاجتماعيات والاقتصاديات والوطنيات، وفي ظل شراسة الفعل الصهيوني الإرهابي وتقانته (التكنولوجيا التجسسية العنيفة) يعد وضعًا صعبًا الى درجة الاستحالة أن يحقق فوزه ما يوجب المراجعة والنقد والحوار وتبيان الطريق النظري الفكري كمقدمة للإبحار في تأسيس الأساليب المؤدية لتحقيق النصر

 التحول المتدحرج

نذكر جميعًا عديد الأمثله من التاريخ المعاصر عن نجاح المقاومة الشعبية الجماهيرية أو السلمية في تحقيق أهدافها، فهل نحن الفلسطينيون نملك تلك الرؤيا والاستراتيجيه لمفهوم وفلسفة الثورة ضد الاحتلال في ظل الوضع الراهن، أو مفهوم مقاومة الاحتلال بإطار الثورة الشعبية طويلة الامد أو المقاومة الشعبية طويلة النفس؟ بالمعنى الجماهيري السلمي؟

إن امتلاك قيادات الفعل الميداني من الشباب للرؤية والهدف الواضح للثورة الجديدة أو المقاومة الجديدة يفترض وضع استراتيجية هادئة، وواضحة النتائج المتوقعة أي واضحة الهدف النهائي بما نريد تحقيقة على صعيد المكاسب السياسية.

يجب أن تتوافق الرؤية مع الحراك الرسمي الاعلامي والحراك العربي والإقليمي ومع صورة فلسطين والقضية التي نبتغيها عالميًا بما يتفق مع حقيقة نضال الرواية والنضال القانوني والسياسي في أروقة البرلمانات العالمية وفي الأمم المتحدة.

إن الثورة الشعبية (الجديدة) أوالمقاومة الشعبية الجماهيرية بالأيدي والسواعد الفتيّة تمثل مفهومًا آخر ومختلفًا عن العمل العسكري الفدائي والذي بالتجربة كان مدعوم وطنيًا بخطة وقيادة موحدة، وله عمق الامتداد من دولة على الأقل في المحيط كما كان سابقًا.

إن الواقع اليوم أكثر قتامة وصعوبة في الميدان من بدايات انطلاقة الثورة الفلسطينية ثم تعملقها، حيث نرى ضعف وعجز القوى السياسية واقتتالها، سواء الداخلية أو الخارجية. ونرى تذبذب التأييد جماهيريًا لبعض أساليب مواجهة إرهاب واحتلال القويّ المسيطر الفتاك. لذلك كانت الانتفاضة الكبرى ثم الانتفاضة الثانية (عام 2000م) ثم ما تلاهما من حراكات وهبّات في القدس وفي الضفة الغربية أشكالًا ابداعية في المجال يمكن البناء عليها.

إن فكرة المقاومة الشعبية السلمية تكرّست أكثر فأكثر (منذ العام 2005م) حتى تم اعتمادها من كافة الفصائل كلها في لقائهم الافتراضي مع الرئيس عام 2020م، وكان هذا التحول المتدحرج للأسباب التالية.

1-     ممارسات القوة الداهمة العسكرية والأمنية الإرهابية الصهيو-أمريكية المستخدمة في سحق ثورة، أو ثورات وانتفاضات وحراكات الشعب الفلسطيني، ودون أي رادع عربي أودولي.

2-     انعدام تكافؤ القوى حين تكون الصدور العارية بظهر مكشوف بمواجهة المدفع والتوحش والإرهاب الإسرائيلي

3-     الدول العربية المحيطة ب”إسرائيل” ترتبط باتفاقات سلام/تسوية، أو اتفاقات هدنة وبالتالي انعدام الدعم الرسمي الحقيقي لأية مقاومة عسكرية (أو حتى مواجهة ميدانية متواصلة) فلسطينية.

4-     انعدام العمق الجغرافي لأية مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة أو القطاع.(وتجارب العدوانات الثمانية (منذ العام 2006 فصاعدًا)على قطاع غزة تقدم النموذج لمآل الحال)

5-     ضخامة القدرات التقانية (التكنولوجية) التي يمتلكها الصهيوني وقدراته الصناعية في مواجهة الشعب الفلسطيني، عوضًا عن تغلغله الأمني الداخلي

6-     ضعف وتفتت الجهود الفلسطينية الرسمية والفصائلية إثر الانقلاب الدموي لفصيل “حما.س.” عام 2007، وتعاظم لذة الكرسي والسلطة، واستئصال الآخر.

7-     سيطرة الاحتلال بالدعم الأمريكي المفتوح على المحيط العربي (ظهيرنا العربي) عبر اتفاقيات التتبيع (اتفاقات ترامب-إبراهام). 

(2)

بكر أبو بكر: أركان الثورة الجديدة والقيم 

7 سبتمبر / أيلول 2023

لا يزول الاستعمار الا بثورة ولا يدوم الظلم ما كان النضال والمقاومة سمة الشعوب الحرة، لذا فإن الاحتلال الصهيوني مهما ظن أنه خالد هو الى زوال، ودعنا هنا نعرض بعض النقاط في أي نضال أو ثورة جديدة ستكون قاعدتها السواعد الفتية المثقفة والميدانية المؤمنة.

الثورة الجديدة يُفترض أن تشتمل على 5 أركان: 

1- أنها شعبية ممتدة أي شاملة لكل فئات الشعب وليست شعبية ضيقة محدودة، وبالقطع ليست فردية عشوائية

2- أنها انبثقت من ذاتها، من فعل الطليعة الثورية (الطليعة الشابة) فيها، وهي الطليعة القادرة على بلورة ثم حمل الفكرة، والتعبئة والتنظيم  للطليعة ثم للجماهير بها

3- أنها ممتدة على مساحات كلّ الوطن، وعلى مساحات كل الأوقات وليس بشكل موسمى أو استعراضي مؤقت، وتعكس نفسها أيضًا على مساحة الخارج 

4- وأنها هجومية بكل فعالياتها أي هي البادئة وليست ردًا فقط على تحديات وانتهاكات العدو 

5- وأنها ذات رؤيا واستراتيجية وبرامج وطنية، أي ليست بتغذية خارجية أو خدمة لأهداف الغير بمعنى التوظيف المؤقت

ودعنا نضيف من أدبيات الثورات ما يصلح تحقيقه من أسس أو متطلبات وأركان القيام بأي ثورة أوحرب أو مواجهة تحرير شعبيّة والتي ارتبطت بالقيم والمباديء التالية

  1. ــ الايمان بالله والثقةُ والتضحية والإيمانُ بالنصرِ  
  2. ــ الانضباطُ الأخلاقيّ والميداني تجاه القيادةِ الميدانية والسياسيّةِ.
  3. ــ التجهّزُ والتدرب على أساليب الثورة والمقاومة الشعبية، والتجهيز المسبق والإعداد وحسن التواصل مع الجماهير وتعبئتها   
  4. ــ تأمين المؤونة المادية اللازمةِ لهذه المواجهة.
  5. تفعيل الدعم الإعلامي والتعبوي والتنظيمي والجماهيري  

يمكننا التأكيد والقول أيضًا بتوضيح أكثر أنه يفترض أن ترتبط الاستراتيجية للثورة أو المقاومة الشعبية الميدانية -التي ستتبلور بما ذكرناه أو بابداعات القيادات الميدانية وتفاعلها وحراكها وحوارها- بثبات نسبي في النشاطات الثورية اللاعنفية إن اعتمدت هكذا، ويجب أن تاخذ بالاعتبار التفوق التقاني (التكنولوجي) الصهيوني وفي مستوى القوة العسكرية الباطشة التي من الممكن التغلب عليهًا كليًا في الإطار الجماهيري عبر فهم تناسب القدرة الجماهيرية الداعمة مع مقومات الفعل النضالي اليومي بالوطن، وما يتوجب في إطارة التصعيد عبر تنويع وتعددية الفعاليات اليومية وتحويلها من موسمية (الى دائمة) ومن محدودة العدد (الى جماهيرية عارمة) ومن انحصارها ضمن جغرافيا معينة (الى كل جغرافيا الاحتكاكات بالوطن) بمعنى تحويل ما هو حاصل اليوم الى منهج حياة لكل فلسطيني مدعومًا من الحكومة وكل الفصائل قاطبة.

قيادة مستقبلية جماهيرية تتجاوز القائم

ليكن معلومًا للجميع إن الثوار الشباب الجدد هم من سيصنعون مستقبلًا لفلسطين حتى التحرير، قد يتجاوز تجمد وتآكل قيادت  كثير من الفصائل وفق فهم متطلبات الجماهير كالتالي.

  • إن الجماهير غير المعبئة جيدًا باتجاه الهدف الواضح الموحد لن تفوز، وهي الجماهير التي فشلت الفصائل الفلسطينية عامة يتعبئتها، بل نقلت اليها تشرذمها هي وشعاراتها الفئوية الحزبية، وسلطة الكرسي والوظيفة كقيمة عليا مقابل التضحية والحرية والثورة. 
  • أن الجماهير المشتتة بين العطاء الوطني من جهة، وبين الارتباطات العشائرية والمناطقية (وأحيانًا الوظيفية) هي الجماهير التي اجتهد الصهيوني بتنميتها، وأهملت الفصائل استخدامها باتجاه الهدف الوطني الموحد
  • إن الجماهير الفلسطينية المطحونة تحت أسر لقمة العيش-حيث توقف الدعم العربي أساسًا، وحيث سرقة أموالنا من الإسرائيلي، وتذبذبات عمل السلطتين- هي الجماهيرالمعنية بعوائلها، هي ذاتها الجماهير التي قدمت آلاف الشهداء والأسرى والجرحى و المستعدة للنضال في إطار التعبئة المطلوبة
  • إن الجماهير الفلسطينية بالوطن مرتبطة بالمصالح الاقتصادية المعيشية التي فرضها الصهيوني على قطاع كبير من شعبنا، ولنا النظر في القيد على الفعل الشعبي المقاوم حين يكون لدينا مئات آلاف العمال من قطاع غزة ومن الضفة ممن يعملون مضطرين (لانتفاء البديل الوطني) بالداخل أو يعملون بالمستعمرات بالضفة. ما يفرض آلية تعاون بين الميداني والرسمي. 

(3)

الثورة الجديدة و الامكانيات والفرص

9 سبتمبر / أيلول 2023 

بعد أن أحكم  الاحتلال الصهيوني قبضته العسكرية والأمنية والاقتصادية على قطاع غزة والضفة الفلسطينية ودمر المجتمع الفلسطيني بالداخل، وشرد الفلسطينيين بالخارج، أصبح الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية احتلالًا مربحًا، ويجني من وراء احتلاله للأرض الفلسطينية وخاصة بالضفة الفلسطينية تحديدًا بما يزيد عن ستة مليارات ونصف الملياردولار. ما يتطلب من الثوار القادمين يمشون مرفوعي الرأس والاكتاف النظر بالآتي 

1الانفكاك والألم: إن أي استراتيجية للثورة أو المقاومة توضع يجب أن يكون هدفها أن تنفك وتوجع الاقتصاد الصهيوني أولًا.لإن قلب المعادلة ضد الاحتلال بالضفة وفي قطاع غزة من الممكن أن يحصل بنقيض القائم. 

لقد حوّل الاحتلال الصهيوني الضفة الغربية وقطاع غزه إلى سوق استهلاكي كبير لمنتجاته، وحوّلت الحكومة الفاشية الصهيونية الاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد تابع وذليل، واقتصاد خدمات واقتصاد استهلاكي يجني من ورائه الاحتلال الأرباح  الطائلة وعلى حساب أرواح الشعب الفلسطيني واستغلال ثرواته وأرضه، بل وعلى حساب خياراته المعيشية وتفضيلاته وذائقته.

 2-منهج حياة: إن تصعيد المقاومة أو الثورة الشعبية الجديدة ضمن قيادة ثائرة ورؤيا ونهج استراتيجي لا يكمن أن تنجح بتظاهرة هنا واحتجاج هناك على أهميته حين الديمومة والانتشار، وإنما يكمن في نهج حياة كاملة، نهج عمل يومي مثابر حيث تتوزع الفعاليات على مساحة كامل الأرض وحيث تكون الفعاليات متسقة وحيث تكون الجماهير المعبئة في مكانها الصحيح (من موظفين وطلاب وعمال ومهندسين وأطباء….) وحيث يتحول الفعل الثوري التحرري السلمي أولوية على القضايا المطلبية اليومية، أو على الانحشار الفصائلي في المكايدات الكلامية وفي إعلاء شأن الثانويات على مواجهة رأس الأفعى ممثلة بالاحتلال الصهيوني الغاصب، وسلبه للأرض.

3-أهداف كبرى، وأهداف متحققة: إن الثورة أو الانتفاضة أو المقاومة الشعبية القادمة يجب أن تعتمد قيادتها استراتيجية واضحة ومسيسة ومحددة وثابتة ومتواصلة في مواجهة مخططات الاحتلال في مساحة الدولة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال بلا هوادة، وبما يحق أهدافًا سياسية جزئية، قصيرة، آنية، مشهودة يراها المواطن فينتعش ويكمل المسيرة، وبما يسبب إلحاق خسائر اقتصادية بالاحتلال الإسرائيلي وقلب المعادلة من احتلال مربح الى احتلال مكلف ما يحمل حكومة الاحتلال الخسائر الاقتصادية الباهظة من جراء احتلالها واستمرارها بالتحكم بالشعب الفلسطيني.

4- استقلال دولة فلسطين القائمة تحت الاحتلال: قد يكون مطلوبًا من القيادة الطليعية الميدانية الشبابية للثورة الشعبية القادمة أن ترفع شعار استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيغي والتاريخي والقانوني والواقعة الآن تحت الاحتلال شعارًا واضحًا محددًّا يحطم شعار “حل الدولتين” البائس، فشأننا هو باستقلال دولتنا القائمة فعليًا، والى ذلك فإن التصدي لعصابات المستعمرين الإرهابيين والجيش الصهيوني هو صلب آلية النضال كما الحال مع النضال ضد مٌنتجات الاحتلال، وضد العمل في مستعمراته مع توفير البدائل.

5-دعم السلطة والفصائل والجمعيات والمنظمات غير الحكومية للثورة الجديدة، والمقاطعة: قد يكون المطلوب من الحكومة الفلسطينية بكافة وزاراتها وموظفيها قاطبة (أو الحكومتين، إن استمر الشكل الحالي القائم للأسف) ومن كافة المؤسسات والجمعيات والمنظمات المدنية وغير الحكومية والنقابات المهنية تشكيل أطر لتفعيل المقاومة الشعبية (مقاومتها هي الشعبية) ومواجهة الغزو الاقتصادي (بل والثقافي) للاحتلال الإسرائيلي ومما يعنيه ذلك من تكريس جل الميزانيات والنشاطات بكافة الاتجاهات لهذا الهدف الجامع .

قد يكون من قرارات  المقاومة الشعبية لمناهضة الاحتلال  في مرحلة توفر الدعم المادي والبدائل الواضحة السعي لوقف الأيدي العاملة الفلسطينية والتي تعمل مضطرة لكسب عيشها خاصة في المستوطنات بالضفة أوبالداخل (ومثيلتها من قطاع غزة التي تعمل بالداخل) والتي تعمل في بالبناء وبالمصانع والمزارع…الخ.

 إضافة إلى تفعيل مقاومة ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية (أو بالأحرى تخصيص المقاطعة لكافة بضائع المستعمرات كلها)، وقد يكون لقيادة الثورة الجديدة أن تضع البديل الوطني الجيد بالعمل في الأرض التي هٌجرت لسنوات طويلة، في مواجهة البضائع المستوردة من الاحتلال، مقرونًا مع التعبئة الوطنية التي لا هوادة فيها بتفضيل المنتج الوطني مع ضمان منافسته وجودته.  

 إن الثورة أو المقاومة الشعبية ليست شعارًا يرفع وحسب، بل نكرر أنها منهج حياة كاملة، ومنهج عمل يومي متواصل ومتعدد الأشكال، أنها تعبئة وطنية وهدف واضح ومقاومة واسعة الامكانيات الجماهيرية، بقيادات طليعية ميدانية مؤمنة وفاهمة لدورها، وهي مقاومة لا تستثني قطاعًا من الانخراط فيها ولا فئة من الشعب. إنها مقاومة تنتشر على مساحة كل الأرض وكل الشعب وعلى مساحة كل الامكانيات البشرية والمادية المتوفرة مع تصعيد حالة التعبئة الوطنية ضد كل المنتجات من المستعمرات، ودعم وتشجيع المنتج الوطني في مواجهة الإسرائيلي، إنها مقاومة في كل الأوقات والأيام، وليست موسمية او ترتبط فقط بالمناسبات أوفي مراكز المدن. والله غالب على أمره، وإننا لمنتصرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى