ترجمات عبرية

ايدي كوهن يكتب – انتقام الناخب العربي من ممثليه

بقلم: ايدي كوهن *، اسرائيل اليوم 16/4/2019

عن معدل التصويت المتدني في أوساط السكان العرب يمكن أن نقول ان العنوان كان  على الحائط. فالناخبون العرب اظهروا عدم رضاهم من النواب العرب ورفعوا لهم بطاقة صفراء. لا حاجة للمرء ان يكون حاد البصر كي يلاحظ بان وسطا كاملا لم ينجر وراء تطرف زعمائه، واختار التعبير عن موقف مباشر وقاطع كما يحلو للديمقراطية الحقيقية.

مقارنة بالانتخابات السابقة كان انخفاض بنحو 14 في المئة في تجسيد حق الاقتراع (50 في المئة تصويت مقابل 64 في المئة في الانتخابات السابقة). ومع ذلك فان نحو 123 الف من اعضاء الوسط اختاروا التصويت لاحزاب غير عربية، ومنهم 40 الف لميرتس.

لقد كان معدل التصويت المنخفض معروفا ومتوقعا للنواب وللقيادة العربية. فاستطلاع داخلي استدعته قائمة الجبهة – العربية، قبل نحو اسبوعين من الانتخابات اظهر الميل بوضوح. واتهم النواب العرب في مقابلات صحفية في يوم الانتخابات – في اسرائيل وفي العالم العربي – حكومة اسرائيل وقانون القومية بانهما الاسباب الرئيسة لـ “اليأس” في أوساط الناخبين العرب. هناك بضعة اسباب لامتناع العرب في اسرائيل عن المشاركة في العملية الديمقراطية، وهذه ليست حملة المقاطعة التي دعت العرب الى عدم التصويت، ولا حدث الكاميرات الخفية ولا قانون القومية ايضا. الاسباب أعمق بكثير وترتبط بالعلاقات بين النواب العرب وناخبيهم.

يخيل أن السبب المركزي يكمن في الانشغال الزائد بالمسألة الفلسطينية وبالتواجد الدائم للنواب العرب في رام الله، على حساب الانشغال بالتعليم، ومنع الجريمة في القرى العربية. وفي الوسط العربي يتساءلون لماذا هرب النائب السابق باسل غطاس الهواتف للسجناء الامنيين؛ فهل انتخب كي يخدم هؤلاء السجناء أم كي يخدم السكان العرب؟ واحتج الكثيرون في الوسط على قرار النواب العرب مقاطعة جنازة رئيس الدولة شمعون بيرس الراحل.

يحاول نواب عرب غير قليلين – واحيانا ينجحون – لان يظهروا كابطال في العالم العربي، على حساب المواطن العربي. فهم يجرون المقابلات الصحفية في وسائل الاعلام العربية الدولية ويهاجمون اسرائيل كي ينالوا الشعبية لدى زعماء البلدان العربية. ويمنح الاستخدام للمسألة الفلسطينية والتضامن معها ريح اسناد ودعم لهم في العالم العربي.

سبب آخر هو الاحساس بان النواب العرب يخفون الخلافات الكثيرة بينهم ولا يعملون بشفافية حيال جمهور الناخبين. مثل حالة الحل للقائمة المشتركة في اللحظة الاخيرة، والتي كانت حققت 13 مقعدا في الانتخابات السابقة، تلك القائمة الموحدة التي تباهى بها الكثيرون في الوسط العربي وبانجازاتها في الكنيست السابقة. وبسبب الخلافات والعاب الكبرياء فشل النواب العرب في خلق قائمة مشتركة تتنافس مثلما في الانتخابات السابقة، انشقوا الى قائمتين، نالتا عشرة مقاعد فقط. فالارتباط غير الطبيعي بين الاحزاب، المختلفة من حيث النسيج والايديولوجيا، هو سطحي فقط، لغرض رفع عدد الاصوات الى الحد الاقصى. وتخلق الاحزاب تحالفات تعد غير منطقية في نظر الوسط العربي والتي نشأت حصريا لابداء عرض عابث من الوحدة.

ان المواطنين العرب في دولة اسرائيل هم من شبه المؤكد الوحيدون في الشرق الاوسط الذين نجحوا في انتخاب زعمائهم والتأثير عليهم وذلك بخلاف الدول العربية الدكتاتورية، حيث لا يعد رأي المواطن معيارا مؤثرا. يعرف العرب في داخل أنفسهم بان دولة اسرائيل هي جنة عدن للاقليات التي تعيش في الشرق الاوسط. خسارة أن هذه المعرفة البسيطة لم تجد تعبيرها في حملة الانتخابات الحالية لاحزاب الوسط.

* ايدي كوهن – د. باحث كبير في مركز بيغن للسادات للدراسات الاستراتيجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى