ترجمات أجنبية

الغارديان: تنظر أوروبا بحذر إلى التداعيات الأمنية لصراع طويل الأمد في السودان

الغارديان 2-5-2023، بقلم دان صباغ*: تنظر أوروبا بحذر إلى التداعيات الأمنية لصراع طويل الأمد في السودان

السودان الذي يعيش قتالا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد يغرق البلاد في أزمة طويلة تقود إلى كارثة إنسانية بتداعيات جيوسياسية. وهناك سلسلة من الدول المقسمة والفاشلة تقع على الهوامش الأوروبية، هلال من عدم الاستقرار يمتد من منطقة الساحل الأفريقية وليبيا عبر اليمن وسوريا شمالا إلى أوكرانيا، وهي ثلاث دول لا يزال القتال فيها محتدما.

وبعد كارثة العراق والخروج الفوضوي الذي قاده جو بايدن من أفغانستان، فقد ولّى الوقت الذي كانت فيه الدول الأوروبية تقود عملية التدخل، مع أن الأسلحة أُرسلت بكميات كبيرة إلى أوكرانيا. وفي السودان، عبّرت الولايات المتحدة عن تردد بنشر القوات العسكرية، وحتى لإجلاء حوالي 16 ألف مدني من مواطنيها.

وظلت جهود واشنطن دبلوماسية بشكل عام، مع أن كل جهودها انصبت على تجنب تكرار كارثة بنغازي في عام 2012، عندما قتل السفير الأمريكي في هجوم على مبنى السفارة.

وفي أماكن أخرى، انسحبت بريطانيا وفرنسا من مالي في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث كانت قوات البلدين تشارك في مواجهة المتشددين الإسلاميين، واشتكت من اختيار دول غرب أفريقيا للمرتزقة الروس وشركة فاغنر.

وغادر العديد من السودانيين بطوابير طويلة على معابر الحدود مع مصر، فيما فرّ أكثر  من 20 ألف شخص إلى تشاد. وقالت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 40 ألف شخص غادروا العاصمة الخرطوم التي اندلعت فيها المعارك.

وقال أحمد سليمان، الزميل البارز في تشاتام هاوس بلندن: “لدى السودان عدد كبير من السكان يقدر بـ45 مليون نسمة”، و”عليه، فإمكانية مغادرة الناس بأعداد كبيرة قائمة لو طال أمد الحرب، وسيتجه معظم المهاجرين إلى الداخل وإلى دول الجوار”، وربما يحاول الكثيرون المضيّ أبعد إلى أوروبا كما حدث مع سوريا وأوكرانيا.

وكان على السكان الفرار من منطقة دارفور حيث اتُهمت الجماعات المسلحة بشن حرب إبادة ضد السكان المحليين، لكن التطور الجديد للنزاع هو أنه جلب الحرب إلى العاصمة الخرطوم.

وفي بريطانيا، فالرد على خطر موجات الهجرة، جاء من خلال قانون الهجرة غير الشرعية، الذي يجرم الناس الذي يحاولون الوصول إلى بريطانيا باستخدام القوارب الصغيرة والمعابر غير النظامية. لكن أرقام وزارة الداخلية في أيلول/ سبتمبر 2022، تكشف أن القادمين من السودان يمثلون المرتبة الثامنة من بين طالبي اللجوء من دول أخرى، ونسبة 84% ممن حصلوا عليها.

وقالت وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان، إن بريطانيا ليس لديها خطط لفتح معابر آمنة للسودانيين كي يدخلوا بريطانيا، مقارنة مع أوكرانيا وأفغانستان، حيث وسّعت بريطانيا الدعم عندما اندلعت الحرب. وقالت مادي غراوثر، مديرة “ويجينغ بيس” المنظمة غير الحكومية، إن “خطط الحكومة هي تجريم الأفراد” الهاربين من السودان. ومن غير الواضح إن كانت بريطانيا قادرة على تصدير مشاكل المهاجرين إلى القارة الأوروبية، حيث تتلقى فرنسا وألمانيا ثلاثة أضعاف طالبي اللجوء أكثر من بريطانيا.

وتقول مي داروش، الأستاذة المشاركة  في جامعة بيرمنغهام: “لو استمر النزاع، فإن المخاطر هي ظهور جديد متأثر بالصدمة، وهو ما يقود إلى التشدد”. وربما نشأ هناك منظور سلبي مثل اليمن وسوريا عندما تحول النزاع إلى حرب أهلية طويلة دعمت فيها قوى خارجية أطرافا محلية اختارتها في محاولة لاستغلال البلد الضعيف.

وقال أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إنه “قلق جدا” بشأن تورط شركة فاغنر الروسية بالنزاع السوداني. ولا يزال الوضع حتى الآن غامضا، وسط تقارير عن تقديم فاغنر المساعدة لقوات الدعم السريع. إلا أن محمد حمدان دقلو “حميدتي” رفض تلك المزاعم، مع أن فاغنر تعمل في مناجم الذهب التي يسيطر عليها الأخير، بحسب الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات في شباط/ فبراير على فرع للشركة.

*مراسل الشؤون الدفاعية والأمنية،

 

https://www.theguardian.com/world/2023/may/02/sudan-conflict-europe-security-implications-protracted

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى