ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – فليهتموا بالبلدات المهملة في النقب قبل ان يقيموا بلدات جديدة

اسرائيل اليوم– بقلم  جلال البنا – 13/10/2021

” ما نحتاجه الان هو تعزيز  16 بلدة قائمة في النقب، يهودية وعربية وليس الركض لاقامة 16 بلدة جديدة، تعمق الفوارق، تخلد الاهمال ولن تحقق هدفها، لا اجتماعيا، لا صهيونيا ولا اقتصاديا “.

تعمل وزيرة الداخلية آييلت شكيد على خطة طموحة لاقامة 16 بلدة جديدة في النقب كما أفادت “اسرائيل اليوم”. يبدو هذا كقرار جيد، جاء ليعزز النقب كمحيط بعيد وضعيف في الدولة، والمساعدة في حل ضائقة السكن العسيرة في الدولة. ولكن من يتعمق بالقرار ويفكر باعتباراته سرعان ما سيصل الى الاستنتاج بان الحديث يدور عن اقامة بلدات للاقوياء وللمستثمرين العقاريين، مع صلة تصريحية فقط لتعزيز المحيط.  

وحتى قبل ان تقر المخططات، فان بها توجد  منذ الان اسماء للبلدات، وسرعان ما سيبدأون بالقتال على اسماء الشوارع في احياء ابنِ بيتك. ولكن ماذا عن البلدات القائمة في النقب؟  فهي تواقة للتعاطي معها ولتعزيزها، من الكسيفة وتل شيفع وحتى يروحام واوفاكيم. الوزيرة وطاقمها لم يعطيا بعد حلا واحدا للازمات القاسية في النقب وهما يدفعان الى الامام منذ الان مخططات كبرى ستكلف دافعي الضرائب والدولة عشرات بل وربما مئات المليارات، ومشكوك جدا أن تجدي هذه في شيء لتعزيز النقب. وربما العكس، ستعمق فقط الفوارق وتمس بما هو موجود.

فضلا عن مسألة البلدات البدوية التي يعاملونها بيد قاسية، مثل هدم الدولة للبيوت، فان السكان في النقب لا يتلقون معالجة جذرية عميقة في كل  المسائل. قد تكون دولة اسرائيل الوحيدة في العالم التي تستثمر مالا طائلا في اقامة عشرات البلدات لفئة سكانية واحدة فقط – وترفض الاعتراف ببلدات قائمة، بعضها حتى قبل قيام الدولة. 

يخيل ان الفكرة لاقامة 16 بلدة يهودية تأتي من دوافع سياسية اكثر مما من لحل ضائقة السكن. هذه خطة هي الجواب الذي تعده الوزير شكيد للانتقاد الذي سيوجه لها بعد ان تفي الحكومة بالتعهدات التي قطعتها بالاتفاق الائتلافي لراعم، فتعترف بثلاثة بلدات بدوية في النقب. انها الوزيرة شكيد هي التي سضطر لان توقع بيديها على الاعتراف بالبلدات الثلاثة، كي  تضمن بقاء الائتلاف. وما هي  بلدات ثلاثة بائسة وهزيلة، مقارنة بـ 16 نقطة استيطانية جديدة لفخار يهود النقب وتعزيز قدرة الحكم؟ تصوروا الاحساس الذي يضطر لان يشعر به مواطنو اسرائيل العرب بعد سبعة عقود من اقامة الدولة: مئات البلدات – المدن، القرى الزراعية، الكيبوتسات، البلدات – اقيمت على مدى السنين لليهود، وسعت وازدهرت. ولكن في كل هذا الوقت لم تجد الدولة الفرصة لان تقيم مدينة عربية جديدة، تضم شبكات حديثة وتجتذب اليها السكان العرب الشباب والمدينيين من الطبقة الوسطى. معظم الازواج الشابة العرب ممن لا ينجحون في أن يشتروا قطعة ارض او ان يبنوا في البلدات العربية “يضطرون” لان يأتوا الى المدن المختلطة او الى المدن اليهودية كي يقيموا بيتا لعائلاتهم. 

ما نحتاجه الان هو تعزيز  16 بلدة قائمة في النقب، يهودية وعربية وليس الركض لاقامة 16 بلدة جديدة، تعمق الفوارق، تخلد الاهمال ولن تحقق هدفها، لا اجتماعيا، لا صهيونيا ولا اقتصاديا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى