ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم–عوديد غرانوت-مفهوم الولايات المتحدة باء بالفشل

اسرائيل اليوم – بقلم  عوديد غرانوت – 16/8/2021

“قوات الجيش الامريكي المنتشرة، ليس في اعداد كبيرة، في العراق، في امارات الخليج الفارسي، في سوريا، في السعودية وفي اماكن اخرى – لا تزال حاجزا حيويا في وجه انتصار  التآمرالايراني في المنطقة “.

حين اعلن جو بايدن في شهر نيسان عن نيته ان ينهي حتى نهاية الشهر التواجد العسكري في افغانستان، قدر انه سيتبقى له بعد ذلك حتى ستة اشهر على الاقل كي يضمن خروجا مرتبا لرجاله قبل أن يسيطر طالبان على كل الدولة. ولكن أمس، عندما دخل مقاتلو التنظيم في بوابات العاصمة كابول ارسلت المروحيات كي تخلي على عجل آخر الدبلوماسيين الامريكيين من  السفارة. 

لا حاجة للاجتهاد من أجل البحث عن اسباب الانهيار السريع للجدول الزمني. فبيان البيت الابيض في نيسان عن الخروج في نهاية آب محددة للجميع بان الامر قد حسم. في الجيش الافغاني، الذي دربته الولايات المتحدة سجل موجات من الفرار. بعض من المنسحبين سارعوا للانضمام الى معسكر طالبان. معسكرات الجيش هجرت. موظفون ومتولون للمناصب فروا من اماكن عملهم. اكثر من 30 محافظة في ارجاء الدولة سقطت في ايدي طالبان الواحدة تلو الاخرى مثل حجارة الدومينو، دون أي مقاومة. 

وكان قبل ذلك غادر طاولة المباحثات عبدالله عبدالله مندوب  الرئيس الافغاني لـ “محادثات السلام” مع طالبان في قطر وسارع للعودة الى بلاده كي يقنع الزعيم، اشرف غاني، بان كل شيء انتهى. ناشده التوجه لطالبان بطلب اشراك ممثلي الحكم الحالي في الحكومة الانتقالية التي سيقيمها. اما أمس فتبين أنه تأخر عن الموعد. 

ان الفشل الامريكي في توقع وتيرة التطورات السريعة والدراماتيكية في افغانستان هو بالطبع طرف الجبل  الجليدي لفشل المفهوم. فالفكرة التي ولدت في واشنطن بعد عمليات ايلول 2001 بانه يمكن من خلال التواجد الضخم للجيش والمستشارين واستثمار تريليوني دولار على مدى عشرين سنة أن تقام في افغانستان دولة جديدة ديمقراطية، متساوية ومؤيدة للغرب مع جيش حديث – تحطمت امام أطر دينية متصلبة ولا تساوم، تقاليد قبلية وثقافة سلطوية متخلفة.  

افغانستان تعود الى الوراء في نفق الزمن، رغم محاولات الادعاء بان طالبان اليوم ليس طالبان اياه الذي كان ذات مرة. حتى دون الاعدامات وقطع الرؤوس على نمط داعش، فان قوانين الشريعة لم تتغير، وفي كل المحافظات التي احتلت طلب من النساء ترك عملهن والعودة الى بيوتهم، وهذه فقط الخطوة الاولى. الخوف من أن تصبح افغانستان مرة اخرى مغناطيس يجتذب المتطرفين ومنظمات الارهاب على نمط القاعدة وداعش ليس غير مسنود. 

على الرغم من ذلك، فان قرار الرئيس بايدن الانسحاب من افغانستان، والمدعوم من معظم الشعب الامريكي هو قرار مبرر بل  وربما يكون متأخرا ايضا. فقبل اكثر من عقد ادعى بان احتمال النجاح في افغانستان هزيل وهو مهمة متعذرة، وابقاء التواجد العسكري الطويل دون نهاية في دولة تعيش حربا أهلية وبثمن فقدان حياة الاف الجنود الامريكيين – هو أمر لا يطاق. ولكن الرسالة الكامنة في قرار الانسحاب هذا من افغانستان اشكالية. واساسا حين يكون في الولايات المتحدة من يؤيدون فكرة ان تطبق ايضا على التواجد العسكري في الشرق الاوسط. قوات الجيش الامريكي المنتشرة، ليس  في اعداد كبيرة، في العراق، في امارات الخليج الفارسي، في سوريا، في السعودية وفي اماكن اخرى – لا تزال حاجزا حيويا في وجه انتصال  التآمر  الايراني في المنطقة. الشرق الاوسط ليس افغانستان، وايران اخطر عدة اضعاف من طالبان. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى