ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – شركة أمان السلطة الفلسطينية ؟ ليس بعد ا لان

اسرائيل اليوم – بقلم  آفي بارايلي – 26/12/2021

” لماذا تتعجل إذن المؤسسة الامنية الاسرائيلية لانقاذ السلطة؟ لماذا تشكل مجموعة ضغط من اجل تمويلها في ا لولايات المتحدة وفي اوروبا؟ يمكن التقدير بان الجيش الاسرائيلي سيرسل لان يحمي مباشرة حكمها في ضوء مزيد من التضعضع الخطير للسلطة؟ لكن يقترب اليوم الذي تفرغ فيه هذه الاعتبارات من مضمونها تماما “.

حالات ضرب السكاكين واطلاق النار من الكمين، التي وقعت مؤخرا في المناطق وفي القدس، يمكنها ان تخلق انطباع بدء انتفاضة شعبية ضد “الاحتلال”، كتلك  التي وقعت في 1987، بعد 20 سنة من حرب الايام الستة. دعاية حماس تجتهد بالفعل لان تصفها كانتفاضة ضد اسرائيل وشريكتها، المزعومة، السلطة الفلسطينية. 

لكن ليس هذا هو الوضع ا لان في السامرة، في يهودا وفي شرقي القدس. من ناحية مستوى المقاومة النشطة في اسرائيل، الوضع ربما يشبه اكثر  يأس  المهزومين الذين ساد بعد حرب الايام الستة. مظاهرات في اماكن مثل جنين او الخليل، مثلا، موجهة اكثر تجاه السلطة الفلسطينية الفاسدة والفاشلة، باستثناء نقاط احتكاك مثل باب العامود او حي شمعون الصديق في القدس. في كل حل، لا توجد صورة “ارض” مشتعلة بامل وطني. 

وبالفعل، توجد للفلسطينيين في المناطق اسباب وجيهة للاحباط والعجز في ضوء فشل الحركة الوطنية، التي يفترض بها ان تحررهم في اطار “شعب فلسطين”. فهي تعيش في ازمة خطيرة. من اعتقد ان ادارة ترامب المناهضة للفلسطينيين ليست سوى حادثة مؤقتة، يرى الان بان ادارة بايدن هي الاخرى لا تسارع الى عناق السلطة بقيادة عباس، الطاغية برعاية اسرائيل الذي يحسب ايامه. احد لا يتصور حقا محاولة لان يفرض على اسرائيل “حل” دولتين منقطع عن الواقع. قانون تايلور فورس (بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة) يحظر على الديمقراطيين الذين في الحكم ان يساعدوا ماليا النظام الدكتاتوري في رام الله، لانه يوزع المخصصات على الارهابيين.

كما أن الرغبات المؤيدة للفلسطينيين لدى الاوروبيين بردت جدا في ضوء الفساد العميق، الغاء الانتخابات والكشف عن القمع الوحشي الذي تضطر سلطة رام الله لان تمارسه كي تفرض صلاحياتها المهزوزة في المحافظات المختلفة من المناطق. عندما يقتلون بضرب مبرح معارضا مثل نزار بنات مثلا، فان هذا لا يضيف صحة مالية للسلطة، التواقة للصدقات من اوروبا. وحقوق الانسان للمسلمين في المناطق قد لا تكون هامة  لدول الخليج والسعودية، ولكن لديها ايضا مثلما لدى مصر، التي طورت تعلقا باسرائيل، توجد اسباب اخرى لان تهجر رام الله. فالحلف مع اسرائيل والخوف من ايران ومن الاخوان المسلمين هما السببان الهامان من بين تلك الاسباب.

وبالتالي لا اساس لامل اليسار الاسرائيلي والمؤيد للفلسطينيين في أن يفرضوا على اسرائيل دولة عربية – اسلامية في المناطق. كثيرون في اليسار يتأثرون عميقا بمحاولات مقاطعة اسرائيل والاسرائيليين، كتلك التي تتشكل مؤخرا في الاتحاد الاكاديمي الامريكي لباحثي الشرق  الاوسط مثلا. يخيل لهم بان هذه سحبا تبشر بشتاء سياسي لاسرائيل. هذه اوهام، من جهة، او مخاوف عابثة من جهة اخرى. 

ان المحاولات الفاشلة لمقاطعة اسرائيل، والتي توجد لها تاريخيا “لحية طويلة” منذ الثورة العربية في الثلاثينيات، ليست الا نتاج يأس سياسي. فتح،   حين ترأست م.ت.ف، وقعت على اتفاقات اوسلو على أمل تقويض اسرائيل. هذه الخطوة سدت في اساسها او اختنقت بفعل انعدام اهتمام رجال رام الله ببناء امة فلسطينية وعنفهم الاجرامي. 

فلماذا  تتعجل إذن المؤسسة الامنية الاسرائيلية لانقاذ السلطة؟ لماذا تشكل مجموعة ضغط من اجل تمويلها في الولايات المتحدة وفي اوروبا؟ يمكن التقدير بان الجيش الاسرائيلي سيرسل لان يحمي مباشرة حكمها في ضوء مزيد من التضعضع الخطير للسلطة، كما هو متوقع. كل هذا ينبع من رغبة مفهومة لمنع سيطرة حماس على قلب البلاد. ولكن يقترب اليوم الذي تفرغ فيه هذه الاعتبارات من مضمونها تماما. فكلما تواصل واشتد فشل السلطة، هكذا تفقد شرعيتها الداخلية لدرجة انه لن يكون منها اي منفعة لكبح حماس.

سيكون من الافضل حينها السماح للسلطة بان تسقط، كما يجدر بها. وعندما تسقط لن يكون من الصواب بالطبع ان ننظر بصفر فعل الى  خلف الحدود الى سيطرة حماس، مثلما فعلنا عندما القي برجال فتح من اسطح غزة في حزيران 2007. منذ حملة السور الواقي يعمل الجيش الاسرائيلي في كل الضفة. يمكنه أن يحمي الكثيرين جدا هناك ممن لا يريدون حكم حماس. فهم المسؤولون عن ان يمنعوا عن انفسهم رعب الحرب  الداخلية.  نحن يمكننا أن نساعد. لا حاجة لانقاذ سلطة رام الله، ولا يوجد اي مبرر اخلاقي لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى