ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم – حزب الله في مشكلة، لكن ..!!

اسرائيل  اليوم – بقلم  ايال  زيسر – 17/10/2021

” المزيد من اللبنانيين، وحتى من اوساط ابناء الطائفة الشيعية، يرون في حزب الله مسؤولا عن الازمة وليس من يمكنه ان يحلها. لاول مرة، يخيل انه تحطم حاجز الخوف من حزب الله “.

في لبنان المجاور، تعد الاشتباكات النارية في الشوارع بين العصابات او الميليشيات المتخاصمة  أمرا اعتياديا. فلبنان هو دولة فاشلة، حكومتها – عندما تقام أخيرا – تفتقد للسيطرة والتأثير على مراكز القوة العاملة فيها، وعلى رأسها، بالطبع، حزب الله. فبعد كل شيء، السياسيون اللبنانيون، بمن فيهم وزراء الحكومة ايضا، هم الذين يقفون على رأس الميليشيات التي تعربد في الشوارع. ان غياب قدرة الحكم تخدم مصالحهم السياسية والتجارية، وبالتالي لا يوجد احتمال في أن يعملوا بجدية على تغيير هذا الواقع.  

ولكن حتى بتعابير لبنانية، فان المعارك في وسط العاصمة بيروت كانت حدثا شاذا. ليس بالذات بسبب استخدام الرشاسات وقذائف الـ آر.بي جي، بل لان النار صوبت نحو حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الهامة والقوية في الدولة اليوم. 

حزب الله – وحركة أمل الشيعية التي تنجر وراءها – أخرج رجاله للتظاهر مطالبا باقامة قاضي التحقيق في قضية انفجار مخزن الامونيوم في مرفأ بيروت في آب 2020. قتل في الانفجار المئات واصيب الالاف وتقدر الاضرار بمليارات الدولارات. يبدو أن حزب الله يخشى من أن يوجه القاضي نحوه اصبع اتهام، إذ زعم في الماضي بان التنظيم هو الذي اشترى خدمة الحرس الثوري الايراني الامونيوم، ورجاله هم الذين جعلوا اجزاء من المرفأ مناطق  خارجة عن النفوذ الاقليمي تحت سيطرتهم. 

في الاوقات العادية، لا يخشى حزب الله سلطات القضاء في لبنان. فقبل بضع سنوات قضت محكمة دولية بان حزب الله هو الذي يقف خلف اختيار رئيس الوزراء رفيق الحريري، وتجاهل التنظيم قرار المحكمة وشيء لم يحصل. ولكن الوضع اليوم اكثر حساسية من ناحية حزب الله. فلبنان يعيش ازمة سياسية واقتصادية متواصلة، وتوريد الكهرباء والماء متعثر، وفي محطات الوقود نفد الوقود وفي الصيدليات نفدت الادوية. في مثل هذا الوضع فان مزيدا ومزيدا من اللبنانيين، وحتى في اوساط ابناء الطائفة الشيعية، يرون بحزب الله مسؤولا عن الازمة وليس من يمكنه ان يساعد في حلها. 

يخيل أنه تحطم حاجز الخوف من حزب الله. قبل بضعة اشهر فقط هاجم سكان القرية الدرزية قرب حاصبيا رجال حزب الله الذين اطلقوا الصواريخ من اطراف قريتهم نحو اسرائيل. ضربوهم بشدة وسلموهم هم والسيارة التي اقلتهم للجيش اللبناني. اما هذا فسارع، بالمناسبة، لنقلهم الى حزب الله. 

ومع ذلك، فان الاجواء في لبنان  ليست مشابهة لتلك التي سادت عشية الحرب  الاهلية قبل نحو 50 سنة. احد ليس معنيا بالحرب كما أن احدا غير قادر على أن يصطدم بحزب الله عسكريا. معظم الجمهور المسيحي يوجد في علاقات مريحة مع التنظيم بينما يفتقد السُنة للقوة العسكرية، القيادة وبالاساس الارادة للقتال. اما نصرالله، من جهته، فسارع الى تحديد رجال القوات اللبنانية كمذنبين. ويدور الحديث عن جناح مسيحي ماروني متطرف كان ينتمي في الماضي للكتائب، حلفاء اسرائيل في حرب لبنان الاولى. 

ومع ذلك يحتاج حزب الله الى الشرعية والى التأييد الجماهيري. غير أنه كما تفيد الانتخابات في العراق، التي اوقعت هزيمة شديدة بالميليشيات المؤيدة لايران في الدولة، بما فيها حزب الله – العراق، يتبين أنه حتى في اوساط الشيعة يتعاظم النقد على اولئك الذين يعلقون أمالهم بطهران. 

حزب الله في مشكلة، ولكن الامر لن يشيح بنظره عن اسرائيل. مثلما في الماضي، هو غير معني بالمواجهة ولكنه مصمم على الابقاء على  معادلة الردع وعدم السماح لاسرائيل باستغلال ضعفه. وبعد كل شيء لا يوجد في نظره اي تضارب بين المواجهات في شوارع بيروت وبين حفظ قدرة اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى