ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم – بقلم  نداف شرغاي- هوروفيتس في رام الله : زيارة هاذية ودليل ضعف

اسرائيل  اليوم – بقلم  نداف شرغاي- 5/10/2021

” لقاءات غانتس وهوروفيتس مع ابو مازن قد تؤشر للولايات المتحدة بانه يمكن العمل من خلف ظهر بينيت لدفعه الى مسيرة سياسية ذات تداعيات خطيرة”.

ليس لنيتسان هوروفيتس ورفاقه مشكلة لان يخرجوا من المعتقد الصهيوني اماكن هي عرش ولادة الشعب اليهودي مثل الخليل، شيلو، عناتوت او بيت ايل. كما أن ليس لحزب هوروفيتس مشكلة في ان يخرجوا الصهيونية نفسها من البرنامج السياسي لحزبهم. فقد سبق لهم أن فعلوا هذا في الماضي. هوروفيتس نفسه اعرب حتى عن تأييد علني لقرار المحكمة الدولية في لاهاي  التحقيق في “جرائم حرب” اسرائيل في قطاع غزة، في الضفة وفي شرقي القدس. 

والان جاء لقاؤه الهاذي مع ابو مازن. زعيم انقضى زمنه ويكاد لا يكون احد يتعاطى معه بجدية؛ ناكر للكارثة يرفع الدعاوى على جنود الجيش الاسرائيلي في لاهاي ويدفع رواتب لقتلة ارهابيين وعائلاتهم؛ رئيس كف شعبه عن تأييده وهاتف عشية اللقاء مع هوروفيتس  والدي مخربين احبطا وقتلا مؤخرا – واحدة حاولت قتل شرطي في القدس، والثاني قتل بنار الجيش الاسرائيلي في قرية برقين. هذه المقدمة التي اختارها ابو مازن للقائه مع هوروفيتس ليست مفاجئة حقا اذا اخذنا بالحسبان تباهي وافتخار بعض من مسؤوليه الكبار بالمخربين الارهابيين الذين فروا من سجن جلبوع، اربعة منهم محكومون بالمؤبد. 

ورغم ذلك، فان اللقاء الذي بادر اليه هوروفيتس، مثل الحوار الذي يجريه وزير الدفاع غانتس مع ابو مازن، يشيران الى أمرين: الاول – بينيت هو “يمين” افتراضي، على الورق فقط. ليس لديه قدرة حقيقية على تحقيق يمينيته حين تكون تحت تصرفه ستة مقاعد فقط؛ عندما يكون هو أسيرا في حكومة يتعلق فيها بميرتس، حزب الاخوان المسلمين لمنصور عباس وبحزب العمل. كما أن التصريحات الاكثر كفاحية والاكثر صقرية لشريكته في قيادة يمينا، الوزيرة آييلت شكيد لن تنجح في طمس هذه الحقيقة السياسية.

والثاني – للقاءات غانتس وهوروفيتس مع ابو مازن يمكن أن يكون أثر غير ايجابي حتى من زاوية نظر بينيت. فهي تؤشر للولايات المتحدة، التي تحاول دفع بينيت لمسيرة سياسية مع الفلسطينيين والسلطة، بانه يمكن العمل من خلف ظهر بينيت، الى جانب شركائه الكديين له. وهي تفيد الولايات المتحدة بانه اذا كان بينيت يسمح لشركائه الكديين فهو لا يستطيع حقا الاعتراض على خطوات مشابهة بل وبعيدة الاثر اكثر باضعاف تسعى الولايات المتحدة بان تبادر اليها في الساحة الفلسطينية. 

الفلسطينيون هم ايضا يشعرون بضعف بينيت. على هذه الخلفية  سمح لنفسه اول امس رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه ان يحذر اسرائيل من أنه “اذا تفكك حل الدولتين، سنعود الى نقطة الانطلاق للعام 1948″، و “ستكون قيادة واحدة للشعب الفلسطيني من النهر وحتى البحر” وان “اسرائيل ستموت من الناحية الديمغرافية”. 

بعد اللقاء مع ابو مازن اشار وزير الصحة نيتسان هوروفيتس بان لميرتس توجد مهمة داخل الحكومة:  “ان يبقي حل الدولتين على قيدالحياة والا يسمح له بان يختفي”.  بينيت ذات مرة كان سيصف بالضبط هدفه بشكل معاكس: “ان يحرص على ان يموت حل الدولتين والا يبقى على قيد الحياة”، غير ان الواقع السياسي الذي جعل بينيت نفسه يعلق فيه،  لا يسمح له بان يحرص على ذلك حقا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى