ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم بنينا شوكر – الزمن الصحيح حيال ايران

اسرائيل اليوم– بقلم بنينا شوكر – 5/12/2019

في نهاية الاسبوع الماضي صرح وزير الدفاع نفتالي بينيت عن نيته المبادرة الى اعمال عسكرية تبعد ايران عن حدود اسرائيل. وحسب فكره، فان اسرائيل اخطأت عندما قلصت جدا في الاشهر الاخيرة حجم النشاط ضد ايران، وفي ضوء الوضع الداخلي العاصف في بلاد ايات الله، توفرت حاليا لحظة مناسبة للعمل على ابعاد التواجد الايراني عن سوريا. من جهة، تصريح بينيت طموح، ومن المهم وضع الامور في نصابها: الفرضية بان بيد اسرائيل القدرة على حمل ايران على التخلي تماما عن تطلعاتها وذخائرها في سوريا مبالغ فيه. فالسبيل الى ابعاد ايران عن سوريا يمر في الكرملين ومن الصعب تصور ان تختار اسرائيل الاحتكاك مباشرة مع روسيا. كما أنه في ايار 2018 وقع اتفاق تعاون عسكري بين طهران ودمشق، بموجبه تعيد ايران بناء الجيش السوري الذي تعرض لضربة قاسية في اثناء الحرب الاهلية المتواصلة، وسوريا، من جهتها، اعلنت مؤخرا عن منح اولوية لايران في عملية اعادة بنائها الاقتصادي. في ضوء ذلك، لا يمكن لاسرائيل أن تدحر ايران عن سوريا، وانطلاقا من هذا الفهم يجب وضع اهداف محدودة وقابلة للتحقق في المنطقة وبوسائل محدودة.

من جهة اخرى، لا يعني هذا انه يجب مواصلة سياسة “اقعد ولا تفعل شيئا” التي اتخذت تجاه ايران منذ أزمة اسقاط الطائرة الروسية في ايلول 2018، حيث يستثنى من هذا الرد الاسرائيلي الشاذ في حجمه على اطلاق قوة القدس لاربعة صواريخ قبل نحو اسبوعين. فساعة الرمل حيال ايران آخذة في النفاذ، وبالتوازي، عنوانها يتصاعد، فضلا عن تموضعها العسكري والاقتصادي في سوريا، ينبغي الاشارة الى استئناف تخصيب اليورانيوم في المنشآة النووية في فوردو، دعمها المتفرع لمنظمات الارهاب في القطاع ومشاركتها في مشروع دقة الصواريخ لحزب الله. اما هذا، واضح ان الردع الاسرائيلي آخذ في التآكل. وبالتالي ينبغي السعي الى ابطاء تعاظم قوة ايران قدر الامكان من خلال استئناف الهجمات الجراحية على ذخائرها العسكرية في سوريا، والذي وان كان لن يؤدي الى القضاء على التواجد الايراني في الدولة، الا ان فيه ما يعرقله.

بالفعل، في اطار حملة “بيت الاوراق” في بداية ايار 2018  تعرضت البنى التحتية العسكرية الايرانية في سوريا لضربة شديدة، ولكن منذئذ عملت على اعادة بنائها، ولهذا السبب من المجدي استغلال الفرصة وضربها مرة اخرى، حين يكون توقيت ضربة الرد من جانبها ليس مريحا لها، ومعقول الافتراض انها ستفضل امتصاص الضرر. معقول الا يمر استئناف الهجمات في سوريا بصمت من جانب الروس، ولكن التقديرات حول شدة رد فعلهم المتوقع مبالغ فيها، وذلك بقدر ما لا تتضرر بطاريات مضادات الصواريخ اس 400 وطالما لم يتعرض استقرار نظام الاسد للخطر.

ينبغي ايضا استغلال حقيقة ان ادارة ترامب هي شريك ايديولوجي للسياسة الحازمة تجاه ايران والدليل – العقوبات الاقتصادية التي فرضت على طهران في عصر ترامب هي الاكثر حدة التي شهدتها الدولة. ومن غير المستبعد انه بعد انتخابات 2020 سيكون اصعب بكثير الحصول على اسناد امريكي للعمل، وعلى هذا – ضمن امور اخرى – يعول الايرانيون.

يخيل أنه في السنوات الاخيرة، لاعتبارات الشرعية الداخلية والدولية، فان اصطلاح “ضربة وقائية” اصبحت اصطلاحا لا يستخدم. يجدر بنا أن نتذكر آثار سياسة “الصواريخ ستصدأ” التي اتخذت في سنوات الاحتواء التي سبقت حرب لبنان الثانية وسمحت باظهار القدرة الصاروخية لحزب الله للمدى القصير، والتي بقيت حتى آخر يوم من الحرب.  واذا كان لا بد من ذكر لبنان، ففي نفس الوقت يجدر بنا أن نفكر الان ايضا بهجوم جوي واسع على المشاريع في لبنان والتي ينفذ فيها مشروع دقة الصواريخ، بالضبط لذات السبب.

رغم الثمن الذي من شأنه ان يجبى من اسرائيل على اتخاذ خطوات كهذه في لبنان وفي سوريا، من الافضل ان ندفعها الان، وذلك لان ثمن التجلد يزداد فقط. رغم التحفظ من شكل عرض نوايا بينيت تجاه ايران، والشك في تقدير قدرته على تنفيذها في فترة حكومة تصريف الاعمال، فان تشديد السياسة تجاه ايران مطلوب – ومن الافضل ساعة ابكر، إذ ان نافذة الفرص لعمل ذلك آخذة في الانغلاق.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى